وأضاف اللواء صفوي رئيس معهد علوم وتعليم الدفاع المقدس، خلال الاجتماع السادس للجنة العلمية لمؤتمر "التعبئة والتنمية والأمن المستدام لمنطقة الجنوب الشرقي"، في إشارة إلى التطورات الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة والتنافس العالمي على طرق النقل: "أصبحت حرب الممرات اليوم ساحة حاسمة في العلاقات الدولية، ويمكن لإيران أن تلعب دورًا محوريًا فيها بالاعتماد على قدرة شعبها وأمنه وتنميته المستدامة".
وشدد على الأهمية المتزايدة لموقع إيران الجيوسياسي، قائلاً: "يخوض عالم اليوم منافسة جديدة تُعرف باسم حرب الممرات؛ وهي منافسة تُحددها خطوط السكك الحديدية والطرق البحرية وطرق النقل. وفي هذا المجال، ستكون الدول التي تتمتع بموقع جغرافي وأمن عام هي اللاعب الرئيسي".
وأضاف: "تقع منطقة جنوب شرق إيران - وخاصة سيستان وبلوشستان - في قلب هذه المنافسة. إن تعزيز البنية التحتية التنموية، وتعزيز الأمن المستدام، وتفعيل القدرات المحلية سيُعطي نظاما جديدا للتفاعلات الإقليمية".
وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس التوجيهي للعلاقات الخارجية: "إن حرب الممرات هي مظهر من مظاهر المنافسة الحضارية بين الشرق والغرب، ويمكن لإيران، بالاعتماد على موقعها المتميز في ربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، أن تكون محورًا لتوازن جديد في المنطقة".
وأضاف: إن الهدف الرئيسي لمؤتمر "التعبئة والتنمية والأمن المستدام لمنطقة جنوب شرق البلاد" هو الابتعاد عن التعميمات وتقديم حلول علمية وعملية لتفعيل القدرات المتنوعة لهذه المنطقة. بإمكان قدرات سيستان وبلوشستان ضمان مستقبل الاقتصاد الإيراني وأن تكون بديلا محتملا للنفط.
وأشار اللواء صفوي إلى أن هذا المؤتمر يجب أن يكون مختلفا عن المؤتمرات السابقة، قائلاً: "من أهم أهداف هذا المؤتمر إيجاد حلول علمية وعملية لمواصلة تقدم ونمو منطقة جنوب شرق البلاد، وخاصةً في مجال الممرات الحيوية. هذه المرة، لا نبحث عن خطط نظرية؛ بل كمطلب عام، نطلب من جميع الجهات المشاركة تقديم حلول عملية وقابلة للتنفيذ".
وفي جانب آخر من كلمته، أشار رئيس المؤتمر إلى القدرات الفريدة لمنطقة سيستان وبلوشستان، قائلاً: "تتمتع منطقة جنوب شرق البلاد بالعديد من القدرات التي يمكنها ضمان مستقبل الاقتصاد الإيراني، بل واستبدال النفط في اقتصاد البلاد". لا يمكن تفعيل هذه الإمكانات إلا بالتخطيط الدقيق.
وأشار إلى انه "سنركز جهودنا على جعل هذا المؤتمر مختلفًا عن المؤتمرات السابقة، وتحقيق نتائج ملموسة وقابلة للتطبيق للحكومة والمنطقة. ينبغي أن يصبح هذا المؤتمر مركزًا فكريًا عمليًا لتنمية الجنوب الشرقي".