على الرغم من الألم والدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ينبعث الأمل من جديد في مركز هند الدغمة لغسيل الكلى جنوبي القطاع، بعد الانتهاء من أعمال إعادة بنائه وترميمه داخل مجمع ناصر الطبي، عقب تدميره الكامل وإحراقه خلال العمليات العسكرية الأخيرة.
وجاءت إعادة إعمار المركز كخطوة إنسانية تهدف إلى التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي الذين يعيشون أوضاعًا صعبة في ظل نقص حاد في الأجهزة والمستلزمات الطبية، وتراجع مستوى الخدمات الصحية بسبب الحصار المستمر على القطاع.
ويُعدّ المركز اليوم الوحيد من نوعه العامل رسميًا في جنوب غزة، ويخدم مئات المرضى من سكان المنطقة والنازحين من شمال القطاع، بعد أن كان الاحتلال قد ألحق به دمارًا شبه كامل وعبثًا بالأجهزة والمعدات الطبية الحيوية.
المرضى الذين عادوا إلى تلقي العلاج في المبنى الجديد عبّروا عن امتنانهم للعاملين في المركز، مؤكدين أن ظروفهم الصحية لا تزال صعبة بسبب انقطاع الأدوية ونقص وحدات الدم وضعف التغذية، في وقت يمنع فيه الاحتلال دخول الكثير من العلاجات والمستلزمات الطبية الضرورية.
ويقول أحد المرضى: "كنا نقضي ساعات طويلة تحت الشمس بانتظار دورنا في المبنى القديم، أما اليوم فالوضع أفضل من حيث الخدمات والمكان، لكننا ما زلنا نعاني من نقص الأدوية والعلاجات الضرورية."
ورغم هذا الإنجاز، فإن معاناة مرضى الكلى في غزة لم تنتهِ بعد، إذ تبقى الأزمات الصحية والمعيشية تضغط على حياتهم اليومية، وسط استمرار القيود الإسرائيلية التي تفاقم الوضع الإنساني والصحي في القطاع.