الخيارات المطروحة امام الجالية الفلسطينية بالبرازيل

الخيارات المطروحة امام الجالية الفلسطينية بالبرازيل
السبت ٢٣ أبريل ٢٠١١ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

21/4/2011 جادالله صفا capaibr@hotmail.com

 

ما يجري بالبرازيل خلال هذه الايام للتحضير لمؤتمر للجالية الفلسطينية ومؤسساتها، والطريقة التي يتم التحضير بها، تؤكد بدون ادنى شك لطبيعة العقلية الفلسطينية المهيمنة والمسيطرة على المؤسسات الفلسطينية، وأزدواجية خطابها بالعلاقات الداخلية الفلسطينية، ولا يوجد اي خلاف بين اثنين ان الاتحاد يعيش ازمة تهدد وجوده، وان اعادة بنائه ما زالت تواجه العقبات والصعاب، وتجاوز الازمة هو بحاجة الى جهود الجميع، ومناقشة كافة الاقتراحات والاراء ومناقشتها بمشاركة الجالية بكل ابنائها وارائهم.

ان العقلية التي تتحكم بالمؤسسات الفلسطينية وتهيمن وتسيطر عليها، هي نفس العقلية التي اوصلت الساحة الفلسطينية الى ما وصلت اليه، عقلية التحجر والتصلب، العقلية التي تتحدث عن الديمقراطية وترفض تطبيقها، ترفض الحوار وترفض انتماء ابناء الجالية الفلسطينية الى المؤسسات من ذوو الاراء الاخرى، وان الديمقراطية الفلسطينية برؤيتهم هي تلك الديمقراطية الرامية الى مشاركة بعض ابناء الجالية من خلال الانتقاء العنصري، الديمقراطية التي تسمح لهذه العقلية بالهيمنة والسيطرة، فما الذي يرهبهم اذا كانوا يشكلون 80% كما يدعون من مشاركة ال 20%؟

الملفت للنظر ايضا هو موقف السفير الفلسطيني بالبرازيل، حيث يقول انه دبلوماسيا وان الاتحاد كان موجودا قبل قدومه للبرازيل وان لا علاقة له بما يحصل!!!!! ويعترف بازمة الاتحاد وهو يؤكد على الوحدة الوطنية، ولا أعرف ان كان هذا الموقف يأتي من انسانا جاهلا او قاصدا بهذا الموقف، وان اعتقد انه قاصدا لان هذه العقلية ترتاح فعلا على استمرار الازمة ومنع القوى والاراء الاخرى من التفاعل مع المؤسسات الفلسطينية والجالية الفلسطينية، سياسة تاتي تطبيقا لسياسة القيادة الفلسطينية الرامية الى منع تقدم القوى الفلسطينية وتقزيم حجمها بين الجماهير، وهذا ما تحدثت به القيادة الفلسطينية اثناء زيارتها لتشيلي، "عندما اعتبر ابو مازن ومن معه ان سلطة حماس على القطاع هو انتداب وان القوى الفلسطينية يجب ايقاف ومنع تقدمها الجماهيري باتجاه المؤسسات".

ازمة الاتحاد يتم تجاوزها من خلال الحوار، من خلال مشاركة الجميع، بدون عنصرية واستقصاء، واعتقد ان قيادة الاتحاد ومن يقف وراءها من السفراء بالقارة مطالبين بالوقوف بكل جدية ومسؤولية امام هذا الحدث الذي سيكون فاصلا وحاسما بالعلاقات الداخلية الفلسطينية، اما الوحدة واما الانقسام ونحن امام اتحاديين، ان لم تاخذ سفارة فلسطين موقفا واضحا وصريحا وانحيازا مشرفا الى جانب الوحدة الفلسطينية، لن يكون امامها الا الموافقة والتعامل مع الانقسام لان الشقين فلسطينيين، حيث يجري الان تنسيق وتشاور بين بعض المؤسسات الفلسطينية المنتمية للاتحاد لاتخاذ الاجراءات القانونية ورفع مسودة دستور التي ينتج عنه مؤتمرا للجالية الفلسطينية واتحادا للمؤسسات الفلسطينية ، كذلك تتشاور هذه المؤسسات لاصدار بيانا باللغتين العربية والبرازيلية حول ازمة الاتحاد والمؤسسات الفلسطينية بداية شهر ايار، وحال حصل هذا بكل تأكيد سيشكل احراجا للسفير امام المؤسسات البرازيلية الحكومية وغيرها، لان الانتماء لفلسطين لن يمنحه سفيرا يدعم الانشقاق والانقسام، وانما الجماهير هي التي تعطي الشرعية.

ازمة المؤسسات الفلسطينية هي امتداد للماضي، ازمة تعمقت واستمرت واصبحت جزءا من الثقافة الفلسطينية اليومية، والانقسام بالبرازيل اصبح اليوم ثقافة بين ابناء الجالية الفلسطينية الى جانب التحريض وغيرها من المصطلحات التي تحطم القضية الفلسطينية، وهذا اسلوب سفراء فلسطين بالقارة الذين يتكلمون عن الشرعية الانقسامية والانهزامية، يتحدثون عن شرعية التنازلات والاستسلام، حديثهم عن الوحدة هو كذبا ونفاقا، يفترض علينا كفلسطينين ان نكون حاسمين واصحاب قرار، وهذا يتطلب ان نكون اكثر مخلصين لمبادئنا وقضيتنا وحيفا ويافا وعودة اكثر من ستة ملايين لاجيء الى ديارهم، يفترض على هذا النهج ان يكون صادقا، فعلى مدار ما يزيد على 30 عاما قطاعات واراء من جاليتنا الفلسطينية وتجمعاتها حرمت من المشاركة والتعبير عن رايها بالمؤسسات الفلسطينية، وتم ملاحقتها وقمعها بكل الاساليب القذرة التي هي جزء من مفاهيم ومصطلحات الة القمع العربية، فان المرحلة الحالية لا تبشر بتجاوز المرحلة الماضية، لان هذه العقلية ما زالت كالسرطان بجسم صاحبها، ولا يمكن التعايش معها.

قد تدعي هذه العقلية الانقسامية والمتحجرة والمتعفنة بان الازمة هي مع افراد، واعتقد ان المرحلة القادمة ستكون هي الشاهد وهي الحكم، فهل سفارة فلسطين بالبرازيل ستكون بالفعل سفارة للجالية الفلسطينية ام ان السفير الفلسطيني سيمنع من المشاركة ببعض النشاطات الفلسطينية للتجمعات الفلسطينية؟

اما مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كرئاسة المجلس الوطني واللجنة التنفيذية والفصائل الفلسطينية، عليها التحرك لمنع مزيدا من التدهور بوسط التجمعات الفلسطينية، لان التأخير ليس من المصلحة الوطنية، فهل سيتم منع مؤتمرا انشقاقيا يقوده سفراء فلسطين بالقارة؟

 

كلمات دليلية :