أوروبا تخشى أن تقطع ايران نفطها فورا

أوروبا تخشى أن تقطع ايران نفطها فورا
الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏26‏/01‏/2012 أكد الخبير في الشؤون الإستراتيجية محمد صادق الحسيني أن الخسارة الأهم والتي يرتعب منها الغرب الآن وتحديدا الإتحاد الأوروبي الذي وقع في فخ المحور الأميركي – الصهيوني، هو أن يتخذ مجلس الشورى الإسلامي الإيراني قرارا بقطع النفط الايراني عن أوروبا فورا مايؤدي الى إرباك الإقتصاد العالمي ويتسبب بمشكلة كبيرة في الإتحاد الأوروبي والشركات الأوروبية.

وقال الحسيني في حديث خاص لقناة العالم الإخبارية مساء الخميس، إن الغرب المتعالي والمتجبر لا يتعظ إلا بالقوة والتهديد، فعندما فرضت القوات المسلحة الإيرانية في مضيق هرمز جغرافيتها الدفاعية الجديدة يبدو أن الغرب إرتعب من هذه المعادلة، وبعث أوباما رسائله الثلاث الشهيرة الى القيادة الإيرانية العليا إعترف خلالها أن إيران قادرة فعلا على إغلاق مضيق هرمز، وأن المشكلة ممكن حلها بالحوار ومن حق إيران إمتلاك التقنية النووية.

وأكد الحسيني أن الأوروبيين? هم المتضرر الأكبر من ممارسة الحظر النفطي على إيران وتحديدا الدول الثلاث الرئيسة التي تستنجد اليوم دول أوروبا الكبرى لانقاذها من أزمتها وهي إسبانيا واليونان وإيطاليا.

وأشار الحسيني الى تصريحات شخص مسؤول في إحدى مصافي النفط الإيطالية والتي ذكر فيها بأن هناك 5 مصافي لتكرير النفط مخصصة للنفط الإيراني ستغلق إذا ما تقرر فعلا تنفيذ الحظر، كما أن هناك 70 مصفى لتكرير النفط الإيراني على المستوى الأوروبي ستغلق أيضا، وهذه كارثة إقتصادية لم يتحدث الغرب عنها.

وتابع الخبير الإيراني في الشؤون الإستراتيجية محمد صادق الحسيني? قائلا: وذكر المسؤول الإيطالي أيضا بأن الإيرانيين وجدوا أسواقهم البديلة في جنوب شرق آسيا، وأن زبائنهم هناك سيبيعونه لأوروبا بسعر أغلى، وهي خسارة ثانية للأوروبيين.

وتابع: الخسارة الثالثة والأهم والتي يرتعب منها الغرب الآن وتحديدا الإتحاد الأوروبي الذي وقع في فخ محور واشنطن – تل أبيب، هي أن مجلس الشورى الإسلامي قد يتخذ قرارا خلال الأيام القادمة كما أعلن النائب المسؤول في لجنة الطاقة في إيران، بأن يقطع النفط فورا عن هذه الدول التي تريد أن تقرر الحظر إبتداء من تموز القادم، لتحظر البدائل المستحيلة كما يقول المسؤول الإيطالي، وهذه خسارة ثالثة لأنها تربك الإقتصاد العالمي وتحدث مشكلة كبيرة في الإتحاد الأوروبي والشركات الأوروبية.

وعبر الحسيني عن إعتقاده بأن أوروبا بعد أن وقعت في فخ صهيوني أميركي تحاول قدر الإمكان الخروج منه من خلال إستعجال المفاوضات مع ايران عبر مجموعة 5+1 في إسطنبول كما تتمنى أشتون التي تتوسل هذا الحوار.

وقال الحسيني: يبدو أن الأميركيين يريدون لقاء بين ويليام بيرنز معاون وزير الخارجية الأميركي وبين سعيد جليلي وهو ما لم تستجب له طهران بسهولة لأن لديها الكثير من الكلام في هذه المفاوضات إذا جرت، لأن إيران لديها اليد العليا في هذه المفاوضات.

وأشار الحسيني الى أن القلق حول البرنامج النووي الإيراني هو إختراع أميركي صهيوني بحت، قائلا إن أول تقرير في زمن البرادعي صدر من الإستخبارات الأميركية والصهيونية، حيث أن أكثر من 4000 زيارة قام بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصلوا الى نتائج قاطعة بأنه ليس هناك أي إنحراف للنشاط النووي الإيراني عن مساره السلمي.

وقال إن البرادعي إعترف أن الضغط الأميركي الصهيوني هو الذي أبقى هذا الملف موجودا في الأمم المتحدة، وإن أول إجتماع دولي على مستوى المندوبين في لندن بشأن البرنامج النووي الإيراني رفع تقريرا الى مجلس الأمن الدولي لم يناقش تقرير البرادعي وإنما لجأ الى إستخدام البيانات التي تحاصر إيران وتمنع عنها المعلومات وتقاطعها وتفرض عليها الحظر.

وأكد الحسيني أن سياسة العصا والجزرة يجب أن ينساها الأميركيون، مع الإيرانيين تحديدا ومع دول المنطقة من الآن فصاعدا، قائلا إن المنطقة أصبحت كتلة قوية جدا، والزمن ليس زمن إملاءات أميركية.

وقال الحسيني إن وزير الدفاع الأميركي الذي يزور الدول الأوروبية ويشجعها على الضغط على إيران، هو من أقر بأن لديه بعض المعلومات عمن قتل العالم الإيراني مصطفى أحمدي روشن.

وأضاف: هناك وثيقة كتبها ثلاثة من أعضاء الكونغرس الأميركي الى أوباما منهم رئيس لجنة الأمن الوطني الداخلي في الكونغرس الأميركي، يطالبون فيها بأن تستخدم الإدارة الأميركية إجراءات لضرب منشآت إيرانية وعمليات خفية ذكية ضد أشخاص إيرانيين يساعدون في الملف النووي الإيراني.

AM – 26 – 20:25