"دروس من لعبة الحرب الإيرانية"

الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠١:٤٠ بتوقيت غرينتش

تحت عنوان "دروس من لعبة الحرب الإيرانية"، كتب دايفيد اغناطيوس في صحيفة الواشنطن بوست الأميركية مقالاً عن تجربة محاكاة تشبيهية من فحوى المواجهة السياسية بين الجمهورية الإسلامية في إيران من جهة، والإدارة الأميركية المدافعة عن سياسة العدوان الصهيوني من الجهة المقابلة.

في هذا السياق، يقول الكاتب"ربما كان هذا ضباب المحاكاة. لكن أكثر الجوانب رُعباً للعبة حرب أميركية – إيرانية هذا الأسبوع هو الطريقة التي أساء كل طرف فيها فهم ردود الآخر عليه،"
"ومضى قُدماً باتجاه الحرب مع أن اللاعبين اعتقدوا أنهم كانوا ينتقون الخيارات المتحفظة".
ثم يوضح الكاتب أن"هذا التمرين نظمه كينيث بولاك، أحد كبار الزملاء في مركز سابان لسياسات الشرق الأدنى التابع لمعهد بروكينغز".
"وشارك فيه مسؤولون أميركيون سابقون كبار على أنهم صانعو القرار السياسي في واشنطن، فيما لعب خبراء إيرانيون أميركيون بارزون دور الطرف الإيراني. وقد سُمح لي (يقول الكاتب) أن أكون مراقباً، بشرط عدم ذكر أسماء المشاركين".
"وأظهرت هذه اللعبة كم كان سهلاً لكل طرف أن يسيء فهم إشارات الطرف الآخر. وقد تم فصل اللاعبين بواسطة رواق داخل هذا المركز الواقع في واشنطن، وليس بمسافة تناهز نصف العالم".
ويتابع كاتب الواشنطن بوست قائلاً إن "سوء التقدير شكل جوهر هذه اللعبة، بحيث أن كل طرف اعتقد أنه كان ينتقي خيارات محدودة، لكن تحركاتهم كانت تترجَم باعتبارها تجاوزاً للخطوط الحمراء".
ويتابع الكاتب قائلاً إن"التهجمات أثبتت أنها كانت مهلكة أكثر من المتوقع، فالإشارات لم تُفهم، ومحاولات فتح قنوات تواصل تم تجاهلها،"
"كما أن الرغبة بإبداء القسوة أدت إلى أفعال من شأنها أن تحدث نتائج لا يريدها أي من الطرفين".
ولفت الكاتب إلى أن"الخيارات العسكرية الأميركية راوحت بين الصعب والأصعب: إما إعادة فتح المضيق (هرمز) بالقوة، وتوجيه إنذار أخير إلى إيران لوقف برنامجها النووي خلال 24 ساعة،"
"أو شن عدوان على المنشآت النووية الإيرانية تزامناً مع إعادة فتح المضيق".
"وبدا المنطق العسكري متطلباً تحركاً أقوى. صوت الفريق الأميركي بخمسة مقابل ثلاثة لصالح اعتداء على إيران لتعطيل برنامجها النووي وتدمير دفاعاتها الساحلية".
وخلص كاتب الواشنطن بوست إلى القول إن"اللغز غير المحلول بالنسبة للفريق الأميركي كان كيفية وقف القتال بعد انطلاقه".
"بدوره، قرر الفريق المشارك الذي يؤدي دور الإيرانيين في اللعبة، استنزاف الولايات المتحدة من خلال صارع طويل الأجل".
"أما الدرس من هذا التمرين، بحسب بولاك، فهو أن الاستنتاجات الخاطئة تكبر بسرعة هائلة".