"دروسٌ من غزة"

الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ - ١٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

كتب جاكسون ديل في صحيفة الواشنطن بوست الأميركية مقالاً تحت عنوان "دروسٌ من غزة"، قال فيه إنه"عندما وافق بنيامين نتنياهو على وقف إطلاق النار مع حماس بدلاً من شن غزو برّي على قطاع غزة، كان يعرف بالتأكيد أن المعارضين له سوف يسخرون منه لكلمات صرح بها عام 2009، حيث قال آنذاك:""يجب أن نحطّم قوة حماس في غزة.. والحكومة المقبلة لا خيار أمامها سوى إنهاء المهمة واقتلاع (ما وصفه رئيس وزراء العدو بـ) القاعدة الإرهابية الإيرانية".


واعتبر الكاتب أن"عدم قيام نتنياهو بذلك هو دليل ليس فقط على حيطته أو على تأثير الرئيس الأميركي باراك أوباما"."بل إنه تصديق على أهم نتيجة للعدوان الأخير على غزة، وهي توحيد جبهة جديدة من الإسلاميين كندّ عربي للكيان الصهيوني وخصم ومحاور محتمل".
"وهي جبهة لا تضم حماس فقط، بل حليفتها الحكومة المصرية التي يقودها الإخوان المسلمون، بدعم من الشركاء في تركيا وقطر".
"وكمسألة بسيطة براغماتية، فإن تحطيم أو اقتلاع حماس لم يعد خياراً مطروحاً".
"إذ ان حماس لا تحظى فقط بدعم أغنى دول المنطقة وأكثرها قوة ونفوذاً،"
"بل هي الأكثر تفضيلاً من البديل الأكثر وضوحاً في غزة، وهو الحركات الجهادية الأكثر ارتباطاً بإيران".
ويعتبر الكاتب أن"هذه تبدو أنباءً مروّعة، خاصة للداعمين لعملية التفاوض في الشرق الأوسط، والذين كانوا يأملون في أن تفتح إعادة انتخاب أوباما الطريق أمام تزخيم التفاوض بشأن قيام دولة فلسطينية".
"غير أنه بالنسبة لصقور الصهاينة، مثل نتنياهو - وربما حتى للحمائم – ثمة ما يدعو إلى بعض الاحتفال بهدوء".
وفي هذا السياق، يعتبر الكاتب أن"الجبهة الإسلامية الجديدة هي أضعف بكثير مما يعتقد المحتفلون بإعلان الهدنة".
"إذ ان حماس بدة مرة جديدة مفتقرة إلى الوسائل للقيام بفعل يتجاوز إخافة الصهاينة أو إزعاجهم".
"كما أن كلاً من غزة ومصر تواجهان مشكلات داخلية كبرى. فمعظم البنية التحتية لحكومة حماس دُمّرت، بما في ذلك الأنفاق التي تدعم اقتصاد غزة وتمدّها أسلحتها".
"وفي مصر، يواجه الرئيس مرسي صدامات محلية عنيفة مناهضة لمحاولته تعزيز سلطته المركزية".
"كما أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تقيده تطورات الحرب في جارته سوريا".
ويرى الكاتب أنه"على الرغم من أن الشرق الأوسط لا يمكن التنبؤ بتطوراته اليوم أكثر من أي وقت مضى، فمن المعقول توقع نمو حركة الإسلاميين بمعدل أضعف في السنوات القليلة المقبلة".

كلمات دليلية :