ما حقيقة التدخل القطري في الكويت ؟

ما حقيقة التدخل القطري في الكويت ؟
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٨:٤٣ بتوقيت غرينتش

تناقلت وسائل الاعلام في الاسبوع الماضي تصريحات لشخصيات سياسية كويتية تتهم قطر بالتدخل المباشر في شؤون الكويت والتآمر عليها لاثارة الاضطرابات وقلب نظام الحكم فيها ، بينما نفى وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله هذه التهم الموجهة لقطر واعتبرها أفكارا تعشش في عقول مريضة .

و نقلت وسائل الاعلام تصريحات للكاتب والاستاذ الجامعي الكويتي  الدكتور عبد الله النفيسي اتهم فيها دولة في منطقة الخليج الفارسي دون أن يسمها "بانها تحاول أن تتدخل في العديد من الدول العربية وليس فقط في الكويت وتحاول أن تلعب في مصر وليبيا وبقية دول الربيع العربي".
الاستاذ عبد الله النفيسي معروف في الاوساط السياسية والاعلامية بأ نه خبير واستاذ في العلوم السياسية وقد كتب كتابا عن " مجلس التعاون في الخليج الفارسي"  الذي شكل عام 1981 بأمر من الولايات المتحدة بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران . وكتب النفيسي بان الولايات المتحدة اصدرت امرا لزعماء دول مجلس التعاون بتشكيل المجلس من اجل دعم صدام حسین في عدوانه على ايران  ومواجهة الثورة الاسلامية فيها  .وأشار النفيسي بان مجلس التعاون لن يتقدم خطوة واحدة الى الامام لان دول المجلس مختلفون في كثير من القضايا وليس هناك اي رابط يربطهم ولن يتخذوا اي خطوة في سبيل دعم المجلس وهذا ما حصل فعلا .
ويقول الدكتور النفيسي حول التدخل القطري في الكويت :" أن هناك دولة “ويعني بذلك قطر” تحاول أن تتدخل في العديد من الدول العربية وليس فقط في الكويت وتحاول أن تلعب في مصر وليبيا وبقية دول الربيع العربي وعلى سبيل المثال المظاهرات الأخيرة التي جرت في شارع محمد محمود ( في القاهرة ) والتي راح ضحيتها عدد يفوق الأربعين من المتظاهرين ليس من قتلهم عناصر الجيش أو الشرطة الذين ليس لديهم أسلحة ذخيرة حية كما ليس من المنطق أن يقوم المتظاهرون بقتل بعضهم البعض.. وقال لصحيفة سبر الالكترونية ان ثمة جهة ثالثة تتمركز فوق أسطح المباني وتقتل الناس لتثير بينهم الفتنة ويقول لي ضابط مصري كبير أنهم أمسكوا بطرف خيط يدل على تدخل دولة عربية  في شؤوننا لصالح العدو الإسرائيلي، ولصالح الملف الأمريكي وهذا الملف له شواهد كثيرة. وأنصح دول مجلس التعاون برص الصفوف وإيقاف هذه الفوضى في القرار".
وقد وصف وكيل وزارة الخارجية الكويتية  خلال احتفال سفارة قطر بالعيد الوطني  الاتهامات الموجهة لقطر حول تدخُّلها في الشأن الداخلي الكويتي بــ «المريضة»، ملمحاً إلى أن سمو امير البلاد أشاد بالاخوة في قطر، عندما أشار إلى أنهم أرفع من أن يمارسوا مثل هذه الأمور.
يبدو أن تصريحات المسؤول الكويتي هي تصريحات دبلوماسية ورسمية وتهدف الى  عدم قطع شعرة معاوية في العلاقات الثنائية خاصة وان مؤتمر القمة لدول الخليج الفارسي على الابواب ولا يرغب الكويت ان يطفو الخلاف الكويتي القطري على السطح . والدليل على ذلك ان الخلاف الكويتي القطري قد وصل الى حد التوتر بحيث نقلت صحيفة "الديار" اللبنانية خبرا عن إرسال أمير دولة الكويت رسالة إلى القيادة السعودية، تطلعه على التدخل القطري في بلاده . وكانت اجهزة الأمن الكويتية وضعت يدها على خلايا ثلاث تتألف من ثمانية عشر شخصا وثلاث سيدات، تستعد لإثارة "قلاقل" في الكويت والدفع باتجاه إشعال اضطرابات وضرب الاستقرار في هذا البلد بالتعاون مع أعضاء سابقون في المجلس النيابي الكويتي.
وكشف النائب الكويتي سعدون حماد عن تشكيل لجنة تحقيق في أول جلسة قادمة لمجلس الأمة الكويتي للتحقيق في الإيداعات الداخلية والخارجية، على خلفية ما نشر في إحدى الصحف المحلية من تسلم "شخصية كويتية" مبلغ 200 مليون ريال قطري من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم،
وذكرت مصادر إعلامية كويتية أن القضية تدخل في اطار الفضائح الكبرى في تاريخ البلاد، حيث يتهم حمد بن جاسم، بشراء ولاءات لمصلحة دولة قطر ضد اسرة آل الصباح وضد رئيس الحكومة المستقيل ناصر المحمد ولتنفيذ اجندة سياسية في الكويت.
وأشار النائب  حماد، وفق ما نقل عنه، الى انه سيجمع توقيعات لتشكيل اللجنة على خلفية ما نشر في إحدى الصحف المحلية من تسلم "شخصية كويتية" مبلغ 200 مليون ريال قطري.
وقال: "إننا تفاجأنا بما نشر من أن رئيس وزراء دولة قطر يحول 200 مليون ريال لحساب أحد المواطنين الكويتيين، متسائلاً عن توقيت هذا التحويل الذي جاء بتاريخ 1/6/2011 ما يعني أنه يوافق تاريخ الاستجوابات "فهل هذا التحويل لشراء ولاءات سياسية بالكويت؟!".
وقال النائب حماد "اتحدى من تسلم 200 مليون ريال أن ينفي"، مؤكداً : "انه إذا نفى سيتقدم بالمستندات بالاسم بالكامل"، مطالباً القيادة السياسية بالكويت "بعدم السكوت على هذه التدخلات في بلدنا ويجب وفقاً للطرق والدبلوماسية التأكد من صحة هذه المعلومات".. وأضاف: "نحن لا نقبل أن تتدخل أي دولة أخرى في أمورنا الداخلية.”.
وذكرت تقارير صحافية، أن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني دفع مبلغ 200 مليون ريال لشخص يدعى «مُسلّم»، ما عدّته الموالاة إشارة إلى النائب مسلّم البراك، أحد أبرز قياديي المعارضة التي تصدّت لرئيس الوزراء ناصر المحمد.
وكشفت التقارير عن كتاب أرسلته «شركة المشاريع الخاصة» إلى مدير الخدمات المصرفية الخاصة للبنك البريطاني في قطر في الأول من حزيران 2011، تطلب فيه تحويل 200 مليون ريال قطري إلى حساب » في بنك الدوحة، وقد ختم الكتاب بتوقيع حمد بن جاسم.
أما النائب الكويتي خالد العدوة، فدعا إلى تأليف لجنة تحقيق برلمانية للتأكد من صحة «تحويل مبالغ مالية ضخمة من قطر لبعض النواب الكويتيين »، مؤكداً أن «هناك أنباء تشير إلى هبات مالية وتحويلات ضخمة بعضها نشر وبعضها في طريقه إلى النشر». وأضاف: «عن صحة هذه الأنباء، فإننا نقول بكل صراحة: ماذا تريد قطر من الكويت، وهي التي لم تترك بلداً عربياً إلا تدخلت فيه وفرضت نفسها وصياً على عالمنا؟».
يبدو ان التدخل القطري في الكويت آخذ بالتطور یوما بعد آخر خاصة وان عددا من النواب الكويتيين الذين اتهموا رئيس الوزراء القطري بتحويل اموال الى المعارضة الكويتية مصممون على تشکیل لجنة لتقصی الحقائق و فضح الدور القطري ضد بلادهم والكشف عن أهداف القيادة القطرية لاثارة الاضطرابات في الكويت .
ويرى مراقبون بان دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي وخاصة الكويت والسعودية تخشى من تعاظم دور قطر التخريبي في المنطقة وتدخلها  في شؤون دولها  ومؤامراتها المستمرة لاثارة الفوضى والاضطرابات  في المنطقة  لمصلحة تعزيز النفوذ الامريكي الاوروبي الاسرائيلي فيها،  وهي تدرك جيدا الترابط الوثيق بين زعماء قطر وكل من الولايات المتحدة واوروبا واسرائيل والاهداف الامريكية والاوروبية والاسرائيلية من إناطة دور كبير لقطر من أجل التدخل في شؤون دول المنطقة وإثارة الاضطرابات فيها .  
شاكر كسرائي