أوباما وكبار القادة العسكريين والصراع حول الانسحاب من العراق

الخميس ٠٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

خاض المرشح الديمقراطي باراك أوباما الانتخابات الرئاسية الاميركية على أساس الالتزام بمبدأ الانسحاب من العراق وذلك في مواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين الذي كان أكثر تأكيداً لجهة عدم الانسحاب من العراق، هذا، وبعد صعود إدارة أوباما تطلع الجميع لقيام الرئيس أوباما بتنفيذ وعده الرئيسي المتمثل في الانسحاب السريع من العراق.

و تقول آخر المعلومات والتسريبات الاميركية انه وبعد أن أكمل اوباما إجراءات تنصيبه في منصب الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الاميركية بدأ مشاوراته من أجل سحب القوات الاميركية من العراق وفي هذا الخصوص نقلت التسريبات الاميركية الآتي:
- ظهور تحالف قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال ديفيد بتراوس ووزير الدفاع روبرت غيتس لجهة القيام بمحاولة إقناع أوباما بالعدول عن التزامه الانسحاب من العراق خلال 16 شهراً.
-أخبر الرئيس أوباما كل من وزير الدفاع والجنرال بتراوس ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايكل مولين بأنه ليس مقتنعاً بفكرة التخلي عن التزامه الانسحاب من العراق.
- طلب الرئيس أوباما رسمياً من وزير الدفاع والقادة العسكريين القيام على وجه السرعة بإعداد خطة الانسحاب.

المعلومات المشار إليها نشرها موقع إنترناشيونال سيرفيس الاميركي نقلاً عن مصدر عسكري أمني اميركي كان من بين المشاركين في الاجتماعات التشاورية التي عقدها أوباما في البيت الأبيض مع قادته العسكريين ووزير الدفاع.

الا ان هناك محاولات للالتفاف على توجهات أوباما حيث تقول المعلومات أن قائد القيادة الوسطى بترايوس الذي كان القائد السابق للقوات الاميركية في العراق، سبق أن أعد تقريراً تضمن التركيز على توصية رئيسية تؤكد على دواعي أمن المصالح الاميركية وأمن اميركا تتطلب استمرار القوات الاميركية في العراق لفترة لا يمكن تحديدها بشكل قاطع، وأضافت المعلومات أن توصية الجنرال بترايوس لم تأت من فراغ وإنما على خلفية الخلاف الذي نشأ بين الرئيس أوباما المطالب بالانسحاب وكبار القادة العسكريين الرافضين له، وتقول التسريبات أن تلك التوصية تم رفعها فعلاً للرئيس أوباما متزامنة مع اجتماعاته الخلافية مع القادة العسكريين.

الى ذلك بدا واضحاً أن الخلافات حول الانسحاب من العراق أظهرت بشكل أو بآخر بروز تحالف جمع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس وبعض كبار القادة العسكريين الاميركيين وبحسب المعلومات الواردة فإن تحالف العسكريين الاميركيين الرافضين للانسحاب من العراق يتكون من:
- وزير الدفاع روبرت غيتس.
- الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة.
- الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى الاميركية.
- الجنرال راي أودييرتو قائد القوات الاميركية الحالي في العراق.

وإضافة لهؤلاء القادة الأربعة يوجد عدد آخر من الضباط الاميركيين المعارضين لفكرة الانسحاب كما يضم التحالف عدداً كبيراً من المتقاعدين من أبرزهم الجنرال جاك كيني الذي يعود له الفضل في وضع خطة زيادة عدد القوات الاميركية في العراق إضافة إلى أنه يعتبر الأب الروحي للجنرال بترايوس، وتقول المعلومات أن الجنرال كيني يرتبط كما اتضح مؤخراً بالحلقات التي كانت تجمع في الظلام بين جماعة اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد ووزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).

وفي هذا السياق قال الكاتب الاميركي غاريث بورتر إن ديفيد بترايوس قائد المنطقة الوسطى مدعوما من روبرت غيتس وزير الدفاع حاول إقناع الرئيس الاميركي باراك أوباما أثناء اجتماع عقد في البيت الأبيض يوم 21 من الشهر الماضي بالتراجع عن تعهده أثناء حملة الانتخابات الرئاسية بسحب القوات الاميركية من العراق خلال 16شهراً.

وأوضح بورتر في مقال نشره موقع "انتي وور" أمس أن أوباما أبلغ بترايوس وغيتس ورئيس الأركان الأدميرال مايك كولين بأنه لم يقتنع بهذا الطرح وانه يريد من غيتس وكبار القادة العسكريين أن يعودوا اليه سريعا ومعهم خطة مفصلة لسحب القوات.

وأضاف بورتر الذي نسب هذه المعلومة ألى مصدرين حضراً الاجتماع أن رفض الرئيس أوباما التجاوب مع توصيات بترايوس لم ينه الخلاف بين الرئيس وكبار القادة العسكريين وهناك دلائل على أن بترايوس وحلفائه في الجيش ووزارة الدفاع ومن ضمنهم الجنرال راي اوديرنو القائد الأعلى للقوات الاميركية في العراق بدؤوا حملة ضغط على أوباما لتغيير سياسته المتعلقة بسحب القوات وهناك تقارير عن شبكة من الضباط تستعد لدعم بترايوس واوديرنو عبر تصعيد معارضة الرأي العام لقرار الرئيس أوباما.

ونقل كاتب المقال عن أحد المصادر قوله بأن بترايوس بدا منزعجاً بوضوح عند مغادرة الاجتماع كما اقتبس ذلك المصدر عن موظف في البيت الأبيض قوله أن بترايوس ارتكب خطأ الاعتقاد بأنه لا يزال يتعامل مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وليس مع أوباما.
ويقول بورتر إن بترايوس وغيتس واوديرنو كانوا يأملون بتسويق خطة صاغوها في الأشهر الأخيرة من ولاية إدارة بوش وتعتمد على الالتفاف على فقرات أساسية في الاتفاقي