صحيفة رسالت: التخبط الاميركي حيال التطورات السورية

صحيفة رسالت: التخبط الاميركي حيال التطورات السورية
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣ - ٠٣:٢٥ بتوقيت غرينتش

تعددت افتتاحيات ومقالات الصحف الايرانية الصادرة بطهران الاثنين، بين الشان المحلي والاقليمي والدولي، وطغت الازمة السورية على تغطيات هذه الصحف اقليميا.

 صحيفة رسالت: التخبط الاميركي حيال التطورات السورية

نشرت صحيفة "رسالت" مقالا تحليليا اعده الكاتب "طالب ابراهيمي" تناول فيه الخطوات الاميركية المتزلزلة حيال التطورات الجارية في سوريا، ويقول الكاتب ان اندلاع الثورات الشعبية في بعض الدول لاسيما في مصر، ادى في الوهلة الاولى الى تخبط وارتباك الادارة الاميركية ولكنها سرعان ما حاولت ان تسيطر على تداعيات هذه التطورات.

واضافت الصحيفة، ومع ذلك، فإن الثورات العربية ادت بشكل عام إلى تقويض الاسس التي تقوم عليها الاستراتيجية الاميركية في المنطقة. وبعبارة أخرى، انخفضت قوة وسيطرة اميركا في الشرق الاوسط إلى أدنى مستوى، وذلك بعد سقوط الحكومات العميلة لها في المنطقة.  

واستطرد المقال قائلا، في هذا الصدد، فان من احدى القرارات الاميركية لإدارة التطورات الجديدة في المنطقة، هي تضعيف المعارضة الاقليمية من اجل استغلال التطورات الاخيرة في المنطقة وعدم السماح لشعوب هذه الدول ان تنعم بمكاسب هذه الثورات، وفي هذا الاطار،  لجأت اميركا الى تأجيج حرب اهلية في سوريا، لكي تتصيد في الماء العكر كما يحلو لها.

ولفت المقال الى ان الصراع في سوريا، كان هدفه المرحلي الاول هو "كسب الوقت" من اجل استعادة الغرب مكانته المفقودة في المنطقة العربية، ومن ثم العمل حثيثا على ايجاد شرق اوسط جديد، الا ان المقاومة السورية، حكومة وشعبا، قد افشلت تحقيق هذه الاستراتيجيات الغربية.

وتابع المقال، في الواقع فان ماحدث في سوريا، هو ان اطالة زمن الازمة السورية كانت في ضرر الحسابات الاميركية، بالاضافة الى ايجاد معادلات جديدة في المنطقة بددت احلام اميركا في الشرق الاوسط وحولت امالها الى سراب.

وراى المقال ان من الاسباب الاخرى التي وقفت امام تحقيق واشطن نتائج جيدة في الازمة السورية هي: ان المعارضة السورية تتكون من مجموعات غير مستقرة وتعاني من الاضطراب وتفتقد للانسجام والتفاهم.

واكد المقال ان الازمة السورية قد ساعدت في الحيقية، على تقوية الدعم الداخلي لحكومة الاسد وزادت من انصاره، كما وان حلفاء سوريا امثال روسيا والصين والجمهورية الاسلامية في ايران، قد اتخذت خطوات واستراتيجيات أكثر تماسكا لدعم حكومة بشار الاسد.

اوضح المقال بان كل ذلك قد ادى الى تزلزل مواقف وخطوات اميركا حيال الازمة السورية وتحولت هذه الظروف والتغييرات الاقليمية لصالح سوريا، بالتالي ادت إلى أصابة المسؤولين في واشنطن بالفوضى والتخبط حيال اسلوب تعاملها مع الازمة السورية.

وفي الختام، ذكر المقال ان تصريحات الرئيس الاميركي "باراك أوباما" الاخيرة في هذا الصدد، بان اميركا لاتستطيع وحدها ان تحل الازمة السورية، مؤشرا على استهلاك واستنزاف قوة اميركيا يوما بعد يوم في المعادلات الاقليمية والدولية.