فتصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ودعوته الى محاربة الشيعة والعلويين إنما هي تصريحات خطيرة جدا يمكن أن تؤدي الى قتال وإراقة دماء خاصة ما نراه اليوم من اعمال إجرامية يقوم بها التكفيريون والسلفيون في سوريا والعراق وبلدان أخرى في المنطقة ضد اتباع مذاهب اخرى.
فالشيخ يطلق آراء غير سليمة ضد مئات الملايين من المسلمين الذين يعيشون جنبا الى جنب مع اخوانهم أهل السنة ومن مختلف المذاهب الاسلامية دون أن يعي ما هي تداعيات مثل هذه التصريحات والفتاوى؟.
لا أدري لماذا يركز سماحة الشيخ في تصريحاته على مهاجمة الشيعة ومذهب أهل البيت ولا يتناول الصهاينة وأعداء الاسلام الذين يقاتلون المسلمين دون تمييز بين مذهب وآخر.
لا أدري لماذا يبدو سماحة الشيخ عصبيا في أغلب الاحيان عندما يقف في مسجد في الدوحة أو يواجه الصحفيين ويرد على أسئلتهم. انه يفرغ عصبيته ضد شيعة أهل البيت في الوقت الذي يعيش الشيعة بعيدين عن مقر اقامة الشيخ في الدوحة والذي يقيم منذ سنوات في كنف اميرها الذي يصرف مليارات الدولارات مع شيوخ دول الخليج الفارسي على تسليح الشباب المسلم لزرع الفتنة والخراب في بلاد الاسلام بدلا من صرف هذه المليارات على فقراء العرب والمسلمين في البلدان العربية والاسلامية وخاصة أنه يرى الاخوة الفلسطينيين محاصرين من قبل اسرائيل و يواجهون الحصار في بيوتهم وأرزاقهم ليتركوا اراضيهم للاسرائيليين ويتنازلوا عنها.
سماحة الشيخ لايرى العسكريين الامريكيين الذين يتواجدون في قواعد لهم على مقربة أمتار من مسجده في الدوحة وفي دول الخليج الفارسي ولا يسمع بوجود الاسطول الخامس الامريكي في البحرين. انه راض عن الامريكان لانهم يحمون شيوخ المنطقة وهو يدعوهم على عجل للتدخل في دول المنطقة.
لا ادري لماذا ابتلي المسلمون في هذا الزمان بعلماء دين أمثال سماحة الشيخ القرضاوي والذين يسمعون كلام الله ويحفظونه، و لكن لا يدركونه ولا يعملون به ، كيف لهؤلاء العلماء أن يكفروا فئة من المسلمين يشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فالمسلمون الشيعة يصلون نحو القبلة ويصومون رمضان ويحجون الى بيت الله الحرام ويؤدون ما عليهم من خمس وزكاة ويأتي عالم كسماحة الشيخ يوسف القرضاوي فيكفرهم ويعدهم أسوء من اليهود.
لا أدري كيف يصف الشيخ الشيعة بانهم أسوء من اليهود وهم وقفوا في وجه "اسرائيل" في جنوب لبنان وطردوهم من هذا البلد بعد ان احتل الصهاينة جنوب لبنان لسنوات ووصلوا الى بيروت وطردوا ابو عمار والمقاتلين الفلسطينيين من العاصمة اللبنانية؟
فالشيخ يصف حزب الله بحزب الشيطان، ويدري ان هذا الحزب هو الذي هزم "اسرائيل" في حرب 2006 بينما كان الشيخ واصدقاؤه من شيوخ المنطقة جالسين في قصورهم يشاهدون هجمات الطائرات الاسرائيلية دون أن يحركوا ساكنا، بل انهم كانوا يهاجمون حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان وهم فرحون مستبشرون بالهجمات الاسرائيلية وقتل النساء والاطفال والشيوخ الشيعة.
فالشيخ يصرح من جديد بان ايران وحزب الله خدعوه، لانهم دعوا الى الوحدة بين الشيعة والسنة وهذا ما لا يريده الشيخ ويدعو الى التقاتل بينهما. لماذا لا يكفر سماحة الشيخ اليهود وقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ".
لا ادري ماذا أصف سماحة الشيخ بهذه الفتاوى التي يطلقها بين الحين والاخر، الا ان اقول : سامحك الله يا شيخ وهداك .
فالشيعة هم اكثر ادراكا ووعيا من أن يغضبوا لكلمات سماحة الشيخ القرضاوي ، لان الاسلام نهانا عن اي رد فعل على تصريحات استفزازية لأمثال الشيخ، الذي لم يعتذر للشيعة بل أصر على كلامه وتصريحاته.
إن علينا ان لا نظهر أي رد فعل على تصريحات الشيخ ، لانها تصريحات نابعة عن هزيمة منکرة لسياسات اصحاب السمو والجلالة والفخامة القابعين في قصورهم في الدوحة والرياض والمنامة وواشنطن وتل ابيب، انها تصريحات تهدف الى إثارة الخلاف والفرقة والفتنة في العالم الاسلامي خدمة لواشنطن وتل ابيب، وانه يستغل موقعه كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لاثارة الفتنة والعداء بين المسلمين. فسماحة الشيخ يزعم بانه يدافع بتصريحاته هذه عن اخواننا السنة ولكنه بدفاعه هذا وهجومه على الشيعة يسيء الى المسلمين كافة بجميع مذاهبهم .
هذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي يتعرض فيها الشيعة الى الاساءة المتعمدة من علماء يترأسون جمعيات واتحادات هدفها في الظاهر اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم.
والمعيب جدا ان نرى اعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه سماحة القرضاوي ، يسكتون على تصريحات رئيسهم وهم يعلمون جيدا بان " الساكت على الحق شيطان أخرس".
*شاكر كسرائي