عرس مليوني يعجب العالم ويذهل الاعداء

عرس مليوني يعجب العالم ويذهل الاعداء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣ - ٠٧:١٠ بتوقيت غرينتش

انهت الجمهورية الاسلامية سريعا عرسها الكبير وسط تعجب وذهول اقليمي وعالمي حين تمكنت من انهاء عملية العد والفرز والغاء البطائق الخاطئة ومن ثم اعلان النتائج التي وضعت الشيخ الدكتور حسن روحاني على صهوة القيادة للحكومة الايرانية لاربع سنوات قادمة بفترة قياسية تقل عن عشرين ساعة.

الانتصار الكبيرله دلالاته وانعكاساته ليس على ايران لوحدها بل على دول المنطقة والعالم بلا ادنى شك, ورغم اننا لا نقيم وزنا لاعتراف الدول الغربية بهذه الانجازات الا انها مؤشر على ان هذا الانجاز لا يمكن تجاهله, حتى من خصوم ايران واعدائها.

ايران وهي تقدم رئيسها الجديد بهذه الطريق الشفافة تجيب على عشرات الاسئلة التي حيرت الاعداء طيلة الاربع وثلاثين سنة منذ انتصار الامام الخميني قدس الله نفسه وتاسيس الجمهورية الاسلامية.

اولا:- اجابت الانتخابات على تاثير الضغوط المعادية واحتمال انخفاض مشاركة الشعب الايراني بعد العقوبات القاسية وهجمة اعلامية شرسة شارك بها اللوبي الاعلامي الغربي مع العديد من دول ووسائل اعلام المنطقة, لان الحضور الاستثنائي تجديد للمعنوية والشرعية وبيعة الناس لنظامهم, ورد على اعدائهم وهذا من اوضح الواضحات.

ثانيا :- اجابت الانتخابات عن سؤال مهم عن خيارات ايران في المرحلة المقبلة خصوصا بعد كلمة الرئيس الجديد ومطالبته دول العالم بالاعتراف بحقوق الشعب الايراني, ما يعني ان الاوهام التي كان يتخيلها المراهنون على اختلاف الطيف السياسي للرئيس على مسارات الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بدات تتبدد, وان القادم من الايام لن يكون مختلفا كثيرا عن ما سلف منه.

الشيخ الدكتورحسن روحاني هو شخصية مزيجة من المحافظين والاصلاحيين وقد حصل على اصواته الكثيرة للامال التي عقدها عليه الايرانيون لقيادة المرحلة المقبلة لانه ابن النظام ,وتلميذ الامام ,وممثل القائد في مجلس الامن القومي لسنوات, وقائد مسيرة المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي, وهو بالتالي اختيار دقيق في مرحلة تحتاج الكثير من الدقة.

سيتوقع كثيرون تغيير سياسة ايران في العديد من الملفات, وسيذهب المحللون الى استخلاص نتائج التغيير حتى قبل حدوثه, ولكن المهم ان تخطو ايران بثقة كما يريد شعبها وكما يسطر ابنائها وهم يردون على اعدائهم بملحمة رائعة تجعل كلما خططه اعداء ايران هباءا منثورا.

الناقدون لنظرية الاسلام السياسي وولاية الفقيه لا يريدون ان يقفون عند الموقف الكبير الذي يرسمه قائد الثورة الاسلامية وهو يدلي بصوته مثل اي مواطن!!وسوف لن يتعبوا انفسهم بدلالة ان ينتخب القائد كمواطن بصوت واحد وهو يقف في قمة الهرم الرسمي والديني والاجتماعي في ايران.

لان هذه الوقفة ستكشف كل الزيف الذي حاولوا الصاقه بالاسلام ونظامه السياسي, وستكشف ان الولاية العامة لا تسلب الناس حقهم في الاختيار فيما يخصهم من امور رئاستهم الدنيوية.

ان الله تعالى الذي يعين الامام والرسول والاوصياء ويبين لعباده انه (ليس لهم من الامر شيء,..) (وجعلناهم ائمة... واني جاعلك للناس اماما...)والكثير من الايات الدالة على ذلك فهو الذي يحدد للناس ان امرهم شورى بينهم وبذا يكون النظام الالهي تركيبا رائعا من التسليم لله تعالى بشان الامامة واختيارا حكيما بشان امور الناس.. وبذا يقدم الاسلام مثاله الرائع والواضح بهذه التركيبة (الجمهورية الاسلامية) ليكون ما لله ,لله وما للناس لهم.

هنيئا لمحبي هذه الدولة المباركة عرسهم الكبير,هنيئا لكل الشرفاء في العالم هذه التجربة وهي تدشن الانتخابات الرئاسية الحادية عشر وتختار رئيسها السابع باصابع بنفسجية مليونية متالقة ومشرقة بنور الولاية المحمدية.


* كامل الكناني