صحيفة "جمهوري اسلامي": الهزات الارتدادية لعزل مرسي

صحيفة
السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣ - ٠٤:٠٨ بتوقيت غرينتش

لايزال الوضع المصري مهيمنا على افتتاحيات ومقالات صحف طهران الصادرة صباح اليوم السبت، بالاضافة الى تناولها قضايا محلية واقليمية ودولية اخرى متفرقة.

صحيفة جمهوري اسلامي: الهزات الارتدادية لعزل مرسي
خصصت صحيفة "جمهوري اسلامي" افتتاحيتها لهذا اليوم لتناول تطورات الاحداث المتسارعة في مصر، وكتبت في هذا الشان، ان قضية عزل الرئيس المصري محمد مرسي، لاتعني عزل شخص فقط وانما تعني فشل ذريع لحزب الاخوان المسلمين في المجالات السياسية وأدارة شؤون دولة.
كما وان هذه القضية تحظى باهمية بالغة، لان الاخوان المسلمين ليس فقط بصفتهم حزبا سياسيا تشكل في مصر، بل لانه امتد الى العالم العربي وحتى الاسلامي وله مؤيدون كثيرون، وحاول هذا الحزب بعد انتصار الثورة المصرية قبل عامين ان يمد جذوره الى عدد من الدول العربية وشمال آفريقيا من اجل ان يسيطر على  حكومات هذه البلدان.
وتضيف الافتتاحية، والان وبعد فشل التجربة الاولى للاخوان المسلمين وفي عقر ديارهم، وبعد فترة قصيرة جدا، لم ينشر الضياع والفشل في تلك الدول بل وانما ادى الى ان تعاني جميع الاحزاب والتكتلات الاخوانية في العالم العربي والاسلامي، من الضياع وعدم الاستقرار والقلق وانعدام الوزن.
والسؤال الذي يتبادر للذهن هو لماذا فشل هذا الحزب الذي له تاريخ يمتد الى 85 عاما من الصراع السياسي والثقافي؟.
ولفتت الافتتاحية الى ان هناك بعض الحقائق يجب ذكرها في هذا المجال:
* حركة الاخوان المسلمين فشلت في التعايش مع الاخرين واستاثرت بالحكم.
* مسايرة التيار السلفي المتعصب، بالاضافة الى مواقف الحركة واسلوب تعاملها مع اتباع الديانات الاخرى والاقليات المختلفة في مصر.
* التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ودعم الارهابيين التكفيريين والاعلان عن ضرورة اسقاط الحكومة القانونية في هذا البلد، وقطع علاقات مصر مع سوريا، على الرغم من علمه بان اللاعبين الرئيسيين في الازمة السورية هم الكيان الصهيوني واميركا والغرب.
* اثارة المسؤوليين في الحكومة التركية - الذين يعتبرون من الاخوان- من اجل تقديم الدعم الكامل والمفتوح للمعارضة السورية.
* التناغم مع قادة الكيان الصهيوني في سياساتهم المعادية ضد الاسلام واستمرار علاقاته مع هذا الكيان والرسالة الودية التي بعثها مرسي الى رئيس حكومة الارهاب الغاصب.
* مواصلة الاخوان المسلمين بيع الغاز المصري الى الكيان الصهيوني رغم الاحتجاجات المستمرة الواسعة للشعب المصري وهدم انفاق معبر رفح.
* اعطاء محمد مرسي جائزة لزوجة المعدوم انور السادات الذي وقع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية مع الكيان الصهيوني.
* التساهل واطالة محاكمة الرئيس المخلوع "حسني مبارك" الذي تلطخت يداه ويدا ولديه بدماء الكثير من ابناء الشعب المصري ونهب امالهم وممتلكاتهم.
ونوهت الافتتاحية الى ان عزل مرسي وسقوط حكومة الاخوان المسلمين لها تبعاث كثيرة على الساحة الدولية والاقليمية، ومن اهمها هي ان سقوط حكومة الاخوان المسلمين سوف يترك اثارا كبيرة على الساحة السورية، لان الكثير من المسلحين العارضين للحكومة السورية يحملون افكارا وتوجهات اخوانية، فضلا عن ان مصر كانت تقوم بتزويدهم بالمال والدعم الاعلامي والسياسي.
وتابعت الصحيفة، ان سقوط حكومة الاخوان المسلمين في مصر سوف تلقي بظلالها على تركيا التي يُنتظر ان نشاهد فيها قريبا، حدوث تغييرات جديدة لاسيما وان الحكومة التركية اعتبرت حركة الجيش المصري بمثابة انقلاب على الشرعية في مصر، ولان المسؤولين الحاليين في الحكومة المصرية يحملون مبادىء وافكار التيار الاخواني ويسعون مثل الاخوانيين الى احياء الخلافة العثمانية.
وتابعت الصحيفة ، ان من العجب انه نلمس بالاضافة الى كل ماتقدم، ان هناك اشتراكا في اوجه النظر بين تركيا والاخوان المسلمين في مصر، وهي مسايرة الصهاينة وتعزيزعلاقاتهم مع هذا الكيان المجرم، وبالتالي التصدي لجهة المقاومة الاسلامية واعلان الحرب ضد الحكومة السورية ومعاداة حزب الله الذي يعتبر رمزا للجهاد ضد الكيان الاسرائيلي، كما ويمكن اعتبار مرسي الضحية الثالثة بعد الشيخ حمد امير قطر السابق الشيخ يوسف القرضاوي، للحرب في سوريا.
واوضحت الصحيفة، ان عدم نجاح حكومة الاخوان المسلمين في مصر، لاتعني فشل المشروع السياسي الاسلامي، كما تدعي الغرب بل ان سقوط مرسي يعني فشل الافراط السياسي الاسلامي.