عبدالفتاح مورو: فتاوى القتل وسفك الدم غير شرعية

عبدالفتاح مورو: فتاوى القتل وسفك الدم غير شرعية
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣ - ٠٥:٠٩ بتوقيت غرينتش

اكد عبد الفتاح مورو احد أبرز مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس ونائب رئيس حركة النهضة ان ما جرى في عدد من الدول الاسلامية والعربية أظهر أن خطر التكفيريين يهدد الجميع حتى ممن يشترك معهم في الدين أو المذهب وهو ما يهدد ثقافة التعايش السلمي .

وفي مقابلة مع قناة المنار، شجب مورو الفكر التكفيري الذي يتجاهل سماحة الدين الاسلامي وانفتاحه على الآخر مشددا بالقول : من يعادي سماحة الدين الاسلامي فهم قلة زائلون سيتعداهم التاريخ، لذلك لا نبذل جهداً لمحاورتهم، لأن الجهد الذي علينا بذله هو تقديم الاسلام على حقيقته كدين واقعي يلامس الانسان وروحه وعقله.
واشار الى ان القوى العالمية هي التي تقف وراء هؤلاء التكفيريين واضاف ردا على سؤال حول الفتاوى التي يطلقها البعض، والتي تحثُّ بمضمونها على قتل المدنيين وحتى العلماء ممن يتخذون موقفا سياسياً مغايراً أو يقتنعون بما هو مخالف لما يؤمن به أصحاب الفتاوى: كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله، واستباحة دم المسلم أمر لم يرد في أي نص شرعي.
وشدد مورو على ان تاليب الاجواء والدعوة للفرقة والتقاتل حرام شرعا معربا عن اعتقاده بان القوى العالمية هي التي تحصد نتائج نضال الشعوب وتشجعه على التصادم لتحصد النتائج التي دائماً تصب في صالحها .
واستنكر نائب رئيس حركة النهضة التونسية المبادئ التي ترتكز عليها حاليا اصدار الفتاوى وقال: ما يسمونه جهادا ليس هو جهاد إنما صراع سياسي، والخلاف على القضايا السياسية لا يعتبر جهادا .
وفي معرض اجابته على سؤال حول موقفه من مقاتلة اكثر من 3 الاف شاب تونسي ضمن صفوف جبهة النصرة بسوريا قال : طبعاً لا نؤيد ذلك ، بل نحن ضده رغم اننا مع "ثورة الشعب السوري"، ولكن الآن بعد أن تزاحمت قوى الاستكبار على الشام لتقاسمها فلا يمكن تسمية ما يجري هناك بأنه جهاد .
وحول موقف الكيان الاسرائيلي من الاحداث الاخيرة ومصلحته اكد عبد الفتاح مورو ان الاقتتال بين المسلمين يصب في صالح "إسرائيل"، فلا يجب ان نسيل دماءنا ليتفرج علينا اعداؤنا. وفي الوقت نفسه، هذا لا يعني ان نسكت على ظلم، فيجب حماية حقوقها وعلى النظام السوري أن يتحمل شعبه ويسمعه، وبالمقابل على قوى المعارضة أن تتنازل أيضاً ، وأن يقبلوا بالحوار والمشاركة الجماعية في تسيير المرحلة الانتقالية.
وفي خصوص عمل الفضائيات وما يصاحبه من تأجيج العصبيات المذهبية قال :
هناك بعض الفضائيات تخصصت في بث الفكر المعادي ونشر الفكر المؤلب، والانطلاق من الخلاف الجزئي لتحويله الى قضايا كلية يترتب عليها ايمان وكفر وفتنة.
وحذر من ان ما يحصل في سورية هو مقدمة سيئة لحرب أهلية قد تمزق كل العرب والمسلمين واضاف : نحن نحتاج من الذين أعطونا درساً في القدرة على إدارة الخلاف ، أن يرجعوا إلى ابداعهم، وان يكونوا مثالا لكل دول العرب داعيا السوريين الى التحلي بالوعي واليقظة وعدم تدخل الاجانب في شؤون سوريا .