باحث مصري: الاحتكام للشارع خيار خاطئ ولابد من المصالحة

السبت ١٣ يوليو ٢٠١٣ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

القاهرة ( العالم ) 13/7/2013 – اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المصري اسامة الدليل ان تحشيد المؤيدين في الميادين من قبل الاطراف المتنازعة في مصر لن يؤدي الى حل ، واذا تُرك الامر لفوضى الشوارع فلن تستقر مصر .

وفي حديث مع قناة العالم مساء الجمعة اعرب الدليل عن اعتقاده بان الفشل الذي احتجّت عليه الملايين يطال المعارضة أيضا، وبالتالي من الخطأ القول ان جبهة الانقاذ قد انتصرت لانها جزء لا يتجزأ من فشل النظام السياسي الذي أفضى الى المشهد الذي نحن فيه.
واشار الدليل الى ان المطالبين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي يدافعون عن الشرعية أكثر من الدفاع عن شخص مرسي لانهم يعترفون ايضا باخطائه ، لكنهم يريدون الشرعية أي شرعية الصناديق.
وتابع قائلا ان الذين يقفون في الاتجاه الاخر يقولون اننا من بين الناخبين، واننا سحبنا الثقة عن الرئيس ، وبالتالي فان هذا الوضع المعقد كما يرى الباحث السياسي المصري لن يُحل من خلال الحشد في الشوارع ، لأن من شأن هذا الحشد أن يتحول الى مصادمات في الشوارع .
وحول ما عرضه رئيس الحكومة المؤقتة على الاخوان المسلمين وعلى السلفيين ي حزب النور من المشاركة في الحكومة الجديدة والانخراط في العملية السياسية قال الدليل ان الاخوان اذا قبلوا بالمشاركة في هذه الحكومة فذلك يعني انهم أقرّوا بعزل الرئيس وأذعنوا لقوانين اللعبة الجديدة ، ولذلك فالمتوقع هو رفضهم للمشاركة في الحكومة الجديدة ، أما حزب النور والتيارات السلفية فهم أحرار في قرارهم  ، مشيرا الى أن قراراتهم تبدو مائعة ، أي انها تبدو لا مع ولا ضد وبالتالي لايمكن التعويل عليها .
واكد الكاتب والمحلل السياسي المصري ان مصر في هذه الظروف بحاجة الى الجهود المخلصة من أجل الخروج من حالة الانسداد السياسي التي خيّمت على هذه الفترة حتى من قبل الثلاثين من يونيو وحالى هذه اللحظة.
واشار اسامة الدليل الى انه لايمكن للحكومة المؤقتة اقصاء تيارات الاسلام السياسي بأي حال من الاحوال وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمون ، معتبرا ان الشارع المصري لا يتخذ موقفا لا من الاخوان المسلمين ولا من السلفيين ولا حتى من برناجهم الخاص بالشريعة الاسلامية ، فمصر كلها حتى بمسيحييها مع التطبيق السليم للشريعة الاسلامية ، ولكن استخدام هذا الحشد يُخضع المسألة الى المغالبة وليس الى حكم العقل ، بينما الصحيح هو ان القضية ليست قضية ادارة صراع الأرادات في الشوارع وانما في العملية السياسية ووفقا للشروط الداخلية والخارجية ، لانه ليس بالامكان عزل العملية السياسية في مصر عن محيطها الذي تعيش فيه .
واكد الدليل ان خيار الاحتكام للشارع هو خيار خاطئ وان الصحيح هو عقد لقاء مصالحة وطنية بين الجميع والحوار فيما بينهم للخروج بكلمة سواء للخروج من المشهد الحالي ، وبدون ذلكسيكون البديل هو الصدامات والمزيد من العنف وبالتالي فان الكرة الان في ملعب العقلاء .
Ma.23:33.12