لماذا إزهاق أرواح الأبرياء في مصر؟

لماذا إزهاق أرواح الأبرياء في مصر؟
الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش

هاجمت قوات الجيش والشرطة في مصر صباح الاربعاء، المعتصمين من أنصار الاخوان المسلمين المرابطين في ميداني رابعة العدوية و النهضة وقد قتل عدد كبير من المعتصمين ، وذكرت المصادر الحكومية عدد القتلي باكثر من 140 مدنيا، بينما قدرت مصادر الاخوان المسلمين عدد ضحايا الهجوم باضعاف الارقام المعلنة من جانب المصادر الحكومية. وقد تمكنت القوات الحكومية من فض الاعتصام في الساحتين من المعتصمين ولكن بعد ارتكاب مجزرة كبيرة بحقهم .

و اعلنت الحكومة المصرية حالة الطواريء في 11 محافظة مصرية، لإنهاء الاعتصامات واعتقال من يخرقون حالة الطوارئ.
وكان بإمكان الحكومة إنهاء الاعتصام عن طريق المحادثات والحوار، وعدم استخدام القوة ضد الاخوان المسلمين ولكن القرار لم يعد بيد الحكومة بل بايدي القادة العسكريين الذين ارادوا ان يثبتوا للمصريين بأن الجيش هو الذي يتحكم بمصير مصر وليس زعماء الثورة.
ان استخدام العنف من جانب الجيش والشرطة وقوات الامن المصرية ضد المعتصمين، مدان من الجميع، وينهي أي أمل بالحوار السياسي بين الجانبين وان استمرار العنف لن يفيد مصر بل بالعكس يضر المصريين ويأخذ بمصر نحو المصير المجهول.
لقد استقال نائب الرئيس المصري محمد البرادعي احتجاجا على قرار الجيش بفض الاعتصام في ميداني رابعة العدوية و النهضة  بالقوة ، وهذه الاستقالة تظهر مدى التصدع الذي تواجهه الحكومة الحالية التي هي رهن اشارة وزير الدفاع الجنرال السيسي.
ويبدو ان اي امل بالحوار بين الجانبين قد انتهي ، بعد استخدام العنف ضد انصار الرئيس المعزول محمد مرسي ، وان جميع الوساطات والمبادرات قد فشلت، لان الحكومة المصرية مصممة الان على انهاء الاعتصامات وفضها بالقوة خاصة بعد اعلان حالة الطواريء بمصر.
ان على عقلاء القوم في مصر ان يشركوا المساعي لوقف المجازر ، وانهاء القتال والدمار والعودة الى صوت العقل ، واستئناف الحوار بين الجانبين ، لان العنف يولد العنف ولن يحل المشاكل التي تواجهها مصر .


* شاكر كسرائي