سوريا وسياسة توازن الرعب

سوريا وسياسة توازن الرعب
السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

اهتمت اتتاحيات صحف طهران الصادرة صباح اليوم السبت، بالوضع السوري، وكان من بينها سياسة توازن الرعب التي اتبعتها سوريا حيال الغرب.

صحيفة "تهران امروز": سوريا وسياسة توازن .. الرعب
أنفردت صحيفة تهران امروز بافتتاحيتها لكاتبها "حسن هاني زادة" الذي تطرق فيها الى "سياسة توازن الرعب" وذكر الكاتب ان التراجع الواضح لاميركا وبريطانيا وفرنسا من تنفيذ هجوم صاروخي واسع على سوريا، يكشف عن النجاح الكبير للحكومة السورية في تطبيق سياسة توازن الرعب، التي اتخذتها كسياسة للتصدي لهذه الهجمة المحتملة.
وكتبت الصحيفة، لماذا ارسلت اميركا والغرب وعلى عجل، سفنهم الحربية القاذفة للصواريخ نحو الشرق الاوسط، لكنهم ندموا وتراجعوا بشكل مفاجىء من تنفيذ تهديداتهم ؟.. وفجأة قلبت الورقة الى الوراء وأجل السيناريو الغربي الدامي وتغييرت فصول الهجمة الصاروخية الواسعة بشكل مؤقت على سوريا، فماذا حدث ياترى؟.
ومضت الصحيفة بالقول، هناك عدة اسباب ادت الى تغيير اميركا سياستها في اللحظة الاخيرة، ودعت حلفائها تقديم تبرير مقبول لتراجهم المفاجىء حفاظا على ماء وجههم ومكانتهم الدولية.    
واشارت الصحيفة الى ان بريطانيا قبل هذا، كانت قد طرحت  مشروع قرار بشأن سوريا الى مجلس الامن الدولي، الا انه وبسبب معارضة روسيا والصين لمسودة هذا المشروع، الا انها قد هُزمت، ومن جهة اخرى فان اعضاء الكونغرس الاميركي كانوا في اجازه، ووفقا للصلاحيات القانونية فان الرئيس الاميركي باراك اوباما كان بامكانه اتخاذ قرار الهجوم في هذه الفترة ومن جانب واحد، الا ان تخوفة من الآثار الناجمة عن هذا الهجوم لم يستخدم صلاحياته، والقى الكرة في ساحة الكونغرس الاميركي، من اجل التملص عن المسؤوليات التي سوف تترتب عن قرار الهجوم.       
ولفتت الصحيفة الى ان الحكومة البريطانية ارادت في البداية اصدار قرار دولي لمهاجمة سوريا الى ان معارضة روسيا والصين العضوين الدائمين في الامم المتحدة أدت الى فشل المشروع البريطاني، ولهذا اسرع البرلمان البريطاني بتاليف مسرحية هزيلة أعلن فيه المعارضة لمشروع قرار رئيس الوزراء ديفيد كامرون بمهاجمة سوريا. 
وتابعت الافتتاحية،  وفي هذه الظروف، فان السياسة التي انتجهت سوريا زرعت الفزع في قلوب اميركا والغرب واجبرتهم على مرجعة حساباتهم والتراجع ولو بشكل مؤقت عن تنفيذ تهديداتهم؟ سوريا وضعت في جدول اعمالها سياسة "توازن الرعب" التي اثبتت نجاحها، حيث اعلنت دمشق انها اذا هوجمت فانها سوف تمطر الاراضي المحتلة بصواريخ بعيدة المدى وان من احد هذه الاهداف مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، مما جعل الغرب يتراجع عن حساباته السابقة.    
ونوهت الافتتاحية، ان كل ماتقدم يشير الى ان الانظار توجهت مرة اخرى الى مؤتمر جنيف 2 لعهلم يستطيعون تضعيف معنويات الحكومة السورية واكتساب نقطة لصالح المجاميع الارهابية، الا ان اطالة امد الحرب الداخلية في سوريا قد منح الجيش السورية تجربة عملية، بالاضافة الى اكتساب القوات الشعبية تجربة الاخذ بزمام المبادرة في ساحات القتال.