ماهو الحد الفاصل بين التنمية والتخلف؟

ماهو الحد الفاصل بين التنمية والتخلف؟
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

حفلت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأحد 2013.09.08 في طهران بالعديد من المقالات والافتتاحيات المتنوعة، ولعل من أبرزها على الصعيد المحلي دور المعرفة والتعليم في التنمية والتقدم.

صحيفة آفرينش: اليوم العالمي لمحو الأمية
تتحدث صحيفة "آفرينش" الصادرة صباح الیوم الأحد، في افتتاحيتها عن تأثير المعرفة والتعليم على التنمية والتخلف، بقلم الكاتب "حميد رضا عسكري". ويوضح الكاتب في بداية مقالته بأن إحصاءات منظمة اليونسكو تشير إلى وجود أكثر من 900 مليون شخص، من كبار السن والشباب والناشئة، يفتقرون إلى المهارات الأساسية للتعليم.
وذكرت الافتتاحية أن مستوى التعليم والمهارات الفردية، يعتبر اليوم عاملاً مهماً لتقييم التنمية في المجالات المختلفة، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي الواقع أن مستوى التعليم العام في الدول يعتبر عاملاً لتنمية وتقدم هذه الدول، ويمكن لمس هذا الادعاء في المجالات السياسية في الدول المتقدمة في العالم.
وتذهب الافتتاحية بالقول: كلما ارتفع مستوى التعليم العام في المجتمعات، كلما شاهدنا توسعة معايیرهم في مشاركتهم للقضايا السياسية وتجنبهم عن الصراع والحروب واحترامهم للحرية الشخصية و.. وان المجتمعات المتعلمة وبسبب وقوفهم على حقوقهم الفردية ومطالبهم، فإن حكوماتهم لاتجد مجالاً للتعسف والانجرار نحو الدكتاتورية بسهولة.
ولفتت الافتتاحية إلى اهمية الاستخدامات المتعددة لمحو الأمية والقيم التي يضفيها على الأفراد، وأشارت إلى أن محو الأمية يسهم في بناء السلام، حيث أنه يجعل الناس قاب قوسين أو أدنى من اكتساب الحريات الشخصية وفهم العالم على نحو أفضل، إضافة إلى منع الصراعات أو حلها، وقد تبدو الرابطة بين محو الأمية والسلام بينة في الديمقراطيات غير المستقرة أو في البلدان التي تعاني من النزاعات حيث يكون من أصعب الأمور إنشاء بيئة متعلمة أو دعمها.
ومضت الصحيفة بالقول: لذلك نشاهد اليوم في البلدان النامية، استمرار النهج الاستبدادي لحكامهم من جهة، وانخفاض مستوى الوعي العام لهذه الشعوب من جهة أخرى.
واستطردت الافتتاحية أن: محو الأمية يسهم في رفع وعي الأفراد ومشاركتهم في القضايا السياسية ويبث روح التعاون والانسجام في المجتمع ويضفي عليه الوحدة والتلاحم الوطني.
ونوهت الصحيفة إلى أن التعليم يجلب الاستدامة لجميع الأهداف الإنمائية، ومحو الأمية هو أساس التعلم، كما أنه يوفر للأفراد المهارات اللازمة لفهم العالم وتشكيله، كما يسمح لهم المشاركة في العملية الديمقراطية ويمنحهم صوت، ويعزز هويتهم الثقافية، وبعبارة أوضح، إن محو الأمية یرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقدم والتنمية الاقتصادية ویعمل كحلقة وصل بين الاقتصاد والسياسة.
وتابع الكاتب مضيفاً أن: محو الأمية يؤدي إلى خلق الإبداع والابتكار وتقديم مشاريع جديدة من أجل تقدم وازدهار المجتمع، كما وأن التعليم العام، يعزز التدريب التقني في المجالات الفنية والمهنية وبالتالي يساهم في تطوير مستوى التقنية في المجتمع وتقدمها نحو الأمام.
وأما من الناحية الاجتماعية والثقافية فإن الأمية تعني إهدار الموارد الوطنية وتشتت المصادر والقوى العاملة في المجتمع، وبعكسه فإن محو الأمية يؤدي بالتالي إلى القضاء على الجهل، الجهل الذي يحول بين الإنسان وفهم الحقائق، وتشخيص القضايا كما هي بالفعل.
وفي الختام أعرب الكاتب عن أمله أن تتمكن إيران الإسلامية من اجتثاث جذور الأمية في ربوع البلاد، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتطلب عزيمة وطنية ودعماً متعدد الاطراف من قبل المجتمع والمسؤولين معا.