تاريخ أميركا في استخدام الاسلحة المحرمة دولياً

تاريخ أميركا في استخدام الاسلحة المحرمة دولياً
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠١:٣٢ بتوقيت غرينتش

تدعي الولايات المتحدة الأميركية أنها راعية لحقوق الانسان والأعراف الدولية ،ولذلك تريد شنّ الحرب على سورية بذريعة استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية في ريف دمشق ، غير أن واشنطن في تاريخها لم تترك سلاحاً محرما إلا واستخدمته من هيروشيما الى ناكازاكي إلى فييتنام والصومال وأوغندا وأفغانستان والعراق فضلا عن دعم ورعاية الاحتلال الإسرائيلي ومجازره بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية .

تقرير... إنها جريمة الجرائم الولايات المتحدة الأميركية قامت في شهر آب أغسطس سنة 1945 بقصف مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية  فكانت الكارثة الانسانية التي ذهب ضحيتها عشرات آلالاف من السكان في دقائق قليلة ودمرت معالم المدينتين .

وبعد عشرين سنة ارتكبت الولايات المتحدة بعد تدخلها في فيتنام مجازر بحق أبناء البلد ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون فيتنامي واستخدمت أسلحة محرمة دوليا منها الأسلحة الكيميائية.

قام بموجبها الطيران الأميركية بإسقاط مواد كيميائية على الغابات في جنوب الفيتنام، واستمرت العملية عشر سنوات حتى العام 1971، طيلة العشر سنوات تلك لم تتوقف الطائرات الأميركية عن إلقاء مبيدات الأعشاب من ضمنها مادة العامل البرتقالي الذي يحتوي على مادة اليوكسيل السامة.

وفي أفغانستان امتاز الجنود الأميركيون بخرق كل الاتفاقيات والأعراف الدولية منذ غزو البلاد سنة 2001.

وعد حلف شمال الأطلسي بالتحقيق بصورة شاملة وسريعة في المذبحات التي ارتكبها جندي أميركي ضد مدنيين أفغان راح ضحيتها 16 شخصاً بينهم 9 أطفال ونساء.

ليسوا من طالبان، ولا يبدو أنهم كانوا مسلحين، لا بل أن بينهم 9 أطفال و3 نساء،يقول شهود إن المدنيين الأفغان القتلى قضوا برصاص عسكري أميركي بدم بارد.

اما العراق فكان ذات الجنود أكثر قساوة وخرقاً للقوانين والاعراف في الاعتداء على حق الحياة ، الشهادات الدولية أكدت استخدام القيادة العسكرية الاميركية لقنابل النابالم ضد المدنيين العراقيين .

الادارة الاميركية لم تأت بجديد في سياسة الاعتداء او دعم المعتدين ، اذ واصلت دعمها للطاغية صدام حسين في حربه ضدّ الجمهورية الاسلامية الايرانية ،رغم استخدامه للاسلحة الكيماوية في حلبجة وضدّ الجيش الايراني في معركة الفاو.

وما كشفته المجلة الأميركية فورين بوليسي من وثائق تؤكد صورة تلك الانسانية التي تتحدث الادارة الاميركية.

وذكرت المجلة، أن الاستخبارات والجيش الأميركي علمت بشأن سلسلة هجمات بغاز الأعصاب شنها نظام صدام حسين على إيران ولم يحرك ساكناً لمنعه.

وأوضحت أن وثائق سرية تخص الـ"سي آي إي" تشير إلى ان الولايات المتحدة كانت تملك دليلاً قاطعاً بشأن الهجمات الكيماوية العراقية على القوات الإيرانية.

وقد وضعت كل ما لديها بمذكرات وتقارير سرية أرسلت إلى مسؤولين استخباراتيين رفيعي المستوى في الحكومة الأميركية.

الكولونيل المتقاعد في سلاح الجو الأميركي ريك فراكونا، الذي كان ملحقاً عسكرياً في بغداد خلال عام 1988 قال للمجلة ان أول مرة علم فيها باستخدام العراق أسلحة كيماوية ضد إيران كانت بالعام 1984 يوم كان ملحقاً عسكرياً في الأردن، والمعلومات التي وردته تشير إلى ان العراقيين استخدموا مادة "تابون" المؤثرة على الأعصاب ضد قوات إيرانية في جنوب العراق.

وتظهر الوثائق ان أميركا كانت تملك تفاصيل حول زمان وكيفية استخدام العراق العناصر الكيماوية القاتلة، وتم إبلاغ كبار مسؤولي "سي آي إي" ومن بينهم مدير الوكالة، وليام كايسي.

... وتنقلب الصورة فالولايات المتحدة التي ارتكبت الجرائم التاريخية التي تندى لها جبين الإنسانية  تعتدي على سورية بذريعة الدفاع عن الإنسانية الظن ولمصلحة من ؟

أي اتفاقية مع الفلسطينيين يجب أن تحترم هوية إسرائيل كدولة يهودية، دولة ذات حدود آمنة، سالمة ومحصنة، القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ولن تتقسم.

اتحادنا قائم على مصالح وقيم مشتركة، هؤلاء الذين يهددون إسرائيل يهددوننا، إسرائيل كانت دوماً في الخطوط الأمامية في مواجهة هذه التهديدات، وسوف أتقدم للبيت الأبيض بالتزام لا يتزعزع تجاه أمن إسرائيل، والذي يبدأ بضمان كفاءة القدرة العسكرية الإسرائيلية. وسوف نقوم بتصدير المعدات العسكرية إلى حليفتنا إسرائيل في نفس إطار المبادئ التوجيهية لحلف شمال الأطلسي، وسوف أدافع دوماً عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في الأمم المتحدة وحول العالم. وكرئيس لن أقدم أية تنازلات إذا ما تعلق الأمر بأمن إسرائيل.

بالعودة إليك أستاذ حسن حردان، كيف تفسر التناقض في الموقف الأميركي عبر هذه الجرائم وهي طبعاً بعض ما ارتكبته الإدارة الأميركية بحق شعوب العالم؟

ج: يعني هذا التناقض يفضح أولاً السياسة الأميركية، الولايات المتحدة الأميركية منذ أن قامت أصلاً في الأرض الأميركية هي قامت على أنقاض الهنود الحمر، وارتكبت حرب إبادة ضد سكان أميركا الأصليين، وهي التي اليوم تدعم الكيان الصهيوني الذي يماثلها من حيث أيضاً نشأته، فهو قام أيضاً على حساب الشعب الفلسطيني وارتكب المجازر الدموية في فلسطين، وبالتالي أنشأ ما يسمى دولة إسرائيل.

الولايات المتحدة الأميركية إذاً هي صانعة الإرهاب في العام وهي التي تمارس القتل والذبح وارتكاب المجازر ضد الشعوب عندما تقتضي مصالحها ذلك، وهذا ما شهدناه في فيتنام وشهدناه في اليابان، وشهدناه في العراق وبأفغانستان وإلى ما هنالك والقائمة تجر. ولذلك هي من حيث المبدأ لا يحق لها أن تحاسب أحداً بل هي التي يجب أن تحاسب من قبل شعوب العالم.

س: ازدواجية الموقف الأميركي أصبح واضح برأيك وكل ذلك خدمة لمصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي، كما ذكرت، ألا ترى أستاذ حسن حردان أن الاندفاع الأميركي للعدوان على سورية يفضح سر الأسرار الخفية التي تريد تحقيقها واشنطن، ولمصلحة من برأيك؟

ج: نعم هي أولاً تستخدم ستارة من اجل تنفيذ عدوانها، تحاول أن تخفي الأهداف الحقيقة للعدوان كما جرت العادة، هي أرادت احتلال العراق من أجل النفط والسيطرة على النفط ومحاصرة إيران ومحاولة تقويض القوة الإيرانية، هي اليوم تحاول أن تنال من سورية من أجل إضعاف محور المقاومة، هي اليوم ليس لديها وسيلة سوى محاولة تلفيق الاتهامات لتحقيق هذا الهدف الذي يخدم الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى ويخدم مشروع الهيمنة الأميركية عل المنطقة ولإعادة صياغتها وفق هذا المشروع الشرق الأوسطي الكبير، وأنا أعتقد بأن الولايات المتحدة الأميركية اليوم تقاتل من أجل الحفاظ على هيمنتها على القرار الدولي، هي تدرك بأن فشلها في سورية سيؤدي إلى تقويض هذه الهيمنة الأميركية في المنطقة وفي العالم، ولذلك نجدها اليوم مستنفرة تحاول بأي طريقة من الطرق إضعاف سورية وإسقاط سورية، وهي لذلك جن جنونها بعد أن فشلت على مدى العامين ونصف العام في تحقيق هذا الهدف.

س: نعم على كل ولا مرة الولايات المتحدة الأميركية خاضت حرباً وحققت مرادها وهدفها من وراء هذه الحرب.. على كل كيف يمكن التعاطي مع الإدارة الأميركية التي تريد العدوان على سورية وتهدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد فضيحة مجلة فورين بوليسي التي لم تنفها الإدارة الأميركية بدورها؟

ج: نعم أولاً العالم لم يعد بهذا الغباء ليسير في الخديعة الأميركية مرة جديدة، اليوم الأمور أصبحت مكشوفة، أي أميركا لم تستطع الآن أن تشكل جبهة دولية للحرب على سورية، لم تستطع أن تسوق تلفيقاتها واتهاماتها المكشوفة، اليوم سورية وإيران وحزب الله والمقاومة العربية والشعوب العربية ومعهما روسيا والصين يشكلان قوة مهمة جداً تستطيع أن تجبه هذه الحرب العدوانية الجديدة التي تريد أن تشنها الولايات المتحدة على سورية، ولذلك نشهد اليوم إرباكاً لدى الإدارة الأميركية لدى صنّاع القرار في واشنطن، هناك خوف وهناك تخوّف من أن يقدموا على حرب لا يعرفوا نهاياتها ولا يعرفوا إلى أي مدى ممكن أن تودي بهم من زاوية الخسائر ومن زاوية الفشل ومن زاوية الهزيمة. ولذلك أنا أعتقد بأن الولايات المتحدة الأميركية اليوم مربكة لأنها تواجه محوراً مقاوماً قوياً متماسكاً لديه الاستعداد على القتال، ولديه الاستعداد أيضاً للمواجهة وهو يملك القدرة على ضرب الكيان الصهيوني من جهة وعلى ضرب المصالح الأميركية، وبالتالي تعطيل تدفق النفط، وهذا هو جوهر ما يهم السياسة الأميركية في المنطقة، وأنا أعتقد بان هذه الأسباب هي التي دفعت أوباما إلى التردد وأربكته وجعلته يذهب إلى الكونغرس لطلب التفويض.