11 سبتمبر وعهد الارهاب الاميركي

11 سبتمبر وعهد الارهاب الاميركي
الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٢:٥٥ بتوقيت غرينتش

مايزال العالم ينوء تحت وطأة استحقاقات احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، نظرا الى ان حكومات الولايات المتحدة "الجمهورية والديمقراطية" مافتئت تستغله - كذبا- في سبيل تمريرالارهاب الرسمي الاميركي وشرعنته ، تحت ذريعة مكافحة الارهاب والجماعات المتطرفة، ونزع اسلحة الدمار الشامل من مناطق الكرة الارضية لاسيما الشرق الاوسط .

فقد اتضح للبشرية كافة ان المشاريع الاستغلالية الاميركية غير محكومة بضوابط قانونية ولم تعد ذات حدود ، وذلك بلحاظ ما تقوم به واشنطن حاليا من قرع لطبول الحرب وعربدة دولية ضد سوريا بحجة اتهامها باستخدام الكيمياوي .
وهنا يمكننا القول ان الوجود الانساني بات كله مهددا بجريرة مهاجمة برجي مركز التجارة العالمية بنيويورك يوم 11سبتمبر 2001. على ان الحقائق التي ظهرت تباعا في اعقاب هذه الجريمة المروعة اثارت الكثير من الشبهات والشكوك حول ظروفها الغامضة ودور الاستخبارات الاميركية واسرائيل في ارتكابها تمهيدا لايصال  منطقة الشرق الاوسط الى ما آلت اليه الاوضاع الكارثية في الوقت الحاضر. 
وينبني على ذلك ان الامن والسلام الدوليين باتا  الان رهنا للاستراتيجيات العدوانية الاميركية والاسرائيلية ، وهو ما يجعل موضوع التصدي الجاد لها امرا  ذا اهمية قصوى، فقد تحولت افغانستان والعراق الى فوضى عارمة ، والى مرتع للمجموعات التكفيرية المسلحة وللعصابات الاجرامية الصدامية   ، وهي الذرائع التي اشعلت واشنطن حروبها عليها توخيا  لاستئصالها  تحت ذريعة تحقيق الاستقرار العالمي وحماية الامن القومي الاميركي.
فالثابت – اذا - ان الولايات المتحدة التي تنفذ تفاصيل  "الفوضى الخلاقة"  في الشرق الاوسط  حولت العالم الاسلامي بفعل هذا المشروع التخريبي الى ساحة عمليات كبرى لممارسة الارهاب الدولي والجريمة المنظمة ، وهي تستخدم نفس الجماعات المتطرفة التي تظاهرت بمكافحتها للامعان في نشر حمامات الدماء والدماروالفتن السوداء ، وذلك بدعم من الدولارات الطائفية والاسلحة الفتاكة  التي وضعها ال سعود والخليجيون تحت تصرف القتلة التكفيريين في المنطقة.
  لقد اثبتت تطورات الاحداث و التحولات الاقليمية والعالمية ان احداثيات اميركا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، هي ذات طبيعة ارهابية انتقامية  ترمي بالاساس الى معادلة موازين القوى لفائدة تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، لاسيما امدادات الطاقة في منطقة الخليج الفارسي ، الامر الذي يفسر غطرسة الولايات المتحدة وجموحها لضرب مواقع الممانعة والمقاومة في الشرق الاوسط ، اضافة الى فتح ايدي زعماء الكيان الصهيوني لتهويد القدس الشريف والمسجد الاقصى وعموم فلسطين خلافا لكل المعاهدات والقوانين الدولية ، وهو ما لن يكون ابدا ، باعتبار ان الامة الاسلامية – وان بان عليها التفكك والضعف راهنا نتيجة للسياسات التمزيقية – سوف تنهض من كبوتها حتما، وستقف بالمرصاد  ودون تراخ بوجه التحديات والتهديدات الخارجية والداخلية.

*حميد حلمي زادة