"الصلاة الموحدة"،أمضى سلاح في مواجهة الفتنة

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

وقفت طويلا، وانا اتابع اخبار العراق، عند خبر يتحدث عن تفجير إرهابي استهدف أحد بيوت الله واستشهاد عدد من عباد الله هناك، الخبر ورغم خطورته الا انه لم يثر اهتمام المراقبين لسببين، الاول ان التفجيرات اصبحت السمة البارزة للمشهد العراقي، والثاني انه ليس لبيوت الله ولا لكتبه ولا لخليفته من قيمة لدى التكفيريين.

اما الخبر الذي استوقفني من بين كل الكم الهائل من اخبار العراق، سأنقله دون زيادة او نقصان كما تناقلته وكالات الانباء العالمية، في يوم الجمعة 13 ايلول سبتمبر الحالي، يقول الخبر: "قال ضابط في الجيش (العراقي): ان 30 شخصا قتلوا واصيب 24 اخرين بجروح في تفجير مزدوج لعبوتين ناسفتين استهدف مصلين عند جامع السلام في حي المعلمين، وسط مدينة بعقوبة. ووقع الهجوم لدى خروج المصلين بعد صلاة الجمعة الموحدة التي جمعت السنة والشيعة، واكد الطبيب احمد العزاوي في مستشفى بعقوبة العام حصيلة الضحايا. وادى الهجوم الى وقوع اضرار مادية كبيرة في المباني المجاورة"، انتهى الخبر.


قلت ان الخبر خطير، لماذا؟ لانه استهدف صلاة موحدة تجمع بين المسلمين الشيعة والسنة، يعكف العراقيون على اقامتها لاظهار مدى تمسكهم بوحدتهم وبوطنهم وبوطنيتهم وبانسانيتهم وبتسامحهم، وللتأكيد على ان المذاهب لم ولن تفرقهم يوما، وللاعلان بأن الاسلام هو عنوانهم الذي لايتغير ابدا.
ان الصلاة الموحدة التي بدأت تشهدها العديد من المدن والمناطق العراقية التي يعيش فيها الشيعة والسنة جنبا الى جنب منذ قرون، والتي جاءت كرد فعل على التفجيرات الارهابية التي تهدف الى إثارة الفتنة بين ابناء الدين والوطن الواحد، تنفيذا لأجندات غريبة لا مصلحة للعراق والعراقيين فيها، هذه الصلاة الموحدة، هي اذكى وامضى سلاح رفعه العراقيون في وجه التكفيريين والجهات التي تقف وراءهم ، فهي الى جانب كونها عبادة يثاب عليها كل الثواب، فقد حققت الى جانب ذلك اهدافها وبشكل لم تحققه اية جهة حكومية او سياسية او اعلامية مهما علا شانها في العراق.


هذا السلاح الذكي نجح في تحقيق العديد من الاهداف وبسرعة مثالية، ومن بين أهم هذه الاهداف:
1-        تعرية الجماعات التكفيرية التي تدعي الدفاع عن جهة دون أخرى، بعد قتلها لعباد الله الآمنين من المسلمين، دون تمييز.
2-        بدا واضحا ان الهدف الحقيقي لهذه الجماعات هو إشعال نار الفتنة ليحترق فيها العراقيون دون استثناء.
3-        أصبح مؤكدا انه لا فرق بين دماء العراقيين بالنسبة لهذه الجماعات مادام يصب في صالح مشروعهم الكبير وهو تمزيق العراق.
4-        ثبت أن الجهات التي تقف وراء هذه التفجيرات إما انها ليست عراقية بالمرة، أو انها عميلة باعت نفسها للشيطان، بعد ان استرخصت دماء العراقيين بهذا الشكل. 
5-        ثبوت زيف اعلام هذه الجماعات التي تزعم نصرة الدين والمسلمين.
6-        تأكد لسنة العراق الكرام قبل الشيعة ان الارهابيين لا وطن لهم ولا دين.
 

اخيرا تأكد أن أمضى سلاح بامكانه الوقوف في وجه تقسيم العراق وتشتت أهله هو الوحدة، وأن أمضى انواع سلاح الوحدة، الذي بإمكان العراقيين، إشهاره في وجه التكفيريين وأعداء بلدهم، هو سلاح الصلاة الموحدة وإقامتها بشكل دائم، فهذا السلاح وحده يمكن أن يعري هذه الجماعات التكفيرية ويعري اهدافها، امام العراقيين والعرب والمسلمين والعالم أجمع، ويعزز من تلاحم أبناء العراق ويسد كل الثغرات التي يمكن أن تتسلل منها هذه الجماعات الى الجسد العراقي الواحد، بعد أن تأكد مدى خوف هذه المجموعات من هذا السلاح الذي يقض مضاجعها.


بقلم / نجم الدين نجيب