من يخشى التوجه الايراني الجديد؟

من يخشى التوجه الايراني الجديد؟
الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

من يخشى التوجه الجديد لايران الذي أعلنه الرئيس الايراني حسن روحاني ودعوته زعماء العالم لـ"اغتنام الفرصة" التي سنحت بانتخابه بالانخراط مع إيران في حوار بناء .

فأول من اعلن معارضته لهذا التوجه الجديد هو الكيان الصهيوني الذي لا يرضى بانفراج في العلاقات الدولية والحوار البناء بين ايران والولايات المتحدة والغرب .كما ان السعوديين ابدوا امتعاضا من اي تقارب ايراني امريكي .
الكيان الصهيوني يستفيد من التوتر في العلاقات الدولية ويشجع على توسيع الهوة بين الدول بدلا من ردمها .انه لا يريد لايران ان يكون لديها برنامج نووي سلمي وانما يطالب بوقف هذا البرنامج ، بل يريد إلغاءه، وهنا يحاول الصهاينة فرض المزيد من الضغوط على ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لكي لا تبدى اي توجه ايجابي من تصريحات الرئيس الايراني واستعداده للحوار مع الولايات المتحدة من دون قيد أو شرط.
الصهاينة يريدون ان يستمر التوتر في العلاقات بين ايران والولايات المتحدة والغرب لأن أي تحسن في هذه العلاقات سيكون في صالح الجانبين ويضر الصهاينة لانهم لا يحبذون أي حلحلة في العلاقات بل يريدون ان تستمر العقوبات الامريكية والغربية على ايران ، وتكون "اسرائيل" الوحيدة في المنطقة التي تمتلك القنبلة النووية والاسلحة الفتاكة لتلوح بها دول المنطقة وتهدد بها هذه الدول حتى لا تتجرأ وتقدم على كل ما يساعدها على الصمود بوجه "اسرائيل".
فالصهاينة يشعرون بالخطر الشديد اذا ما تمكن الرئيس الايراني من اقناع الغرب بوجهة نظر ايران وحرصها على استخدام التقنية النووية لاغراض سلمية ، بينما تستخدم "اسرائيل" السلاح النووي وتهدد به دول المنطقة .
فرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر تصريحات الرئيس الايراني خدعة ويدعو الولايات المتحدة واوروبا بعدم الانخداع بتصريحات الرئيس روحاني مرددا كلاما سخيفا لا يصدقه أحد وهو أن ايران تريد الاحتفاظ بجزء من برنامجها النووي لاستخدامه في صنع الاسلحة الذرية.
ورغم ان الرئيس روحاني أعلن مرات عديدة رغبته في تحسين العلاقات مع دول الجوار وبالأخص دول مجلس التعاون الا ان هناك معارضة خفية من جانب السعوديين لأي حوار يمكن يتم بين ايران والولايات المتحدة والغرب. فالكتاب السعوديون بدأوا بتدبيج المقالات واظهار معارضة علنية لاي تقارب ايراني امريكي وغربي .
فالمقالات التي نشرتها صحيفة الحياة السعودية التي تصدر في لندن يوم السبت أظهرت ان السعوديين لا يرضون بأي حوار بين ايران والولايات المتحدة وهم يريدون استمرار الخلافات الايرانية الامريكية واستمرار العقوبات المفروضة على ايران لأن أي حلحلة في العلاقات بين الجانبين ستكون في غير صالح السعوديين الذين لم تثمر سياستهم تجاه سوريا وهم الذين حاولوا بشتى السبل تشجيع اوباما على ضرب سوريا ولكن خططهم لم تنجح ودعمهم المالي والعسكري للمعارضين السوريين لم تؤتي أكلها.
من المدهش ان الكيان الصهيوني والسعودية لهما موقف واحد من التقارب الايراني الامريكي الغربي ويعارضان أي موقف ايجابي من جانب الولايات المتحدة تجاه ايران.
فالرئيس الايراني أعلن مرات عديدة توجه حكومته للتقارب مع العرب والدول العربية المجاورة لايران ولكن يبدو ان هذا التوجه يواجه أبوابا مسدودة، ولكن ايران ستواصل مد يد الصداقة لجيرانها العرب .
شاكر كسرائي