عقوبة الصمت.. العذاب والاستبدال!

عقوبة الصمت.. العذاب والاستبدال!
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

لم يكن البيان الذي نسب الى "داعش" الدولة الاسلامية في العراق والشام، أحد التنظيمات التابعة للقاعدة، قبل تحولها الى"داع" واختصاصها بالساحة العراقية فقط، حسب آخر بيان للظواهري، غريباً لان دلالات افعالها وما قامت به من قتل ودمار وفجور بأسم الدين يوضح نهجها الاموي وحقيقة الذين يرفعون زيفا شعار التوحيد لقتل المسلمين،

في حين ان شعارهم الحقيقي هو ما افصحوا عنه مؤخراً "قائدنا يزيد وعدونا الحسين"!! وان هدفهم محق الدين المحمدي واستبداله بنهج الطلقاء وابناء الطلقاء الذين ما دخل الاسلام الى قلوبهم قط، بل دخلوه لهدفين: القضاء على الدين من الداخل، والوصول الى السلطة التي قضى عليها النبي(صلى الله عليه وعلى آله).

وصحيح ان بيان "داعش" يمثل عقدياً فشلاً في احتواء الحالة الاسلامية السنية، خاصة بعد ظهور الخلافات والانشقاقات والتقاتل بين القوى السلفية الوهابية في اكثر من موقع على امتداد العالم الاسلامي، وبالتالي عزلتها وانكشاف حقيقة الشعارات التي ترفعها والتي غطتها على مدى سنوات مديدة المؤسسة الاعلامية السعودية وامدتها فتاوى الضلال النجدية الوهابية بما تحتاجه من تكفير.

لكنه وبعد رسالة الظواهري لـ"داعش" يحمل دلالات عديدة على المستوى السياسي والامني، وينذر باستهداف العراق واهله وعملية انتشار جديدة لقطعان بندر بن سلطان بأمل تجميعهم نحو ساحة أخرى ومهمة قذرة جديدة. فأنا شخصيا لا يمكنني الفصل بين ثلاثة امور: بيان الولاء ليزيد ـ لعنه الله ـ وتحول داعش نحو العراق وتضمن الاعتراف بالولاء لآل سعود..

والذي اقرأه هو السعي الى المزيد من الدماء في العراق، انتقاماً على الموقف من الازمة السورية وارباك اكثر للعملية السياسية خاصة وان العراق مقبل على استحقاق انتخابي في بدايات العام المقبل.

أجل لم يكن غريباً هذا البيان! لكن الغريب هو الصمت المطبق، صمت القبور الذي يلف من يدعي الانتماء لرسالة النبي وقرآنه وسنته، وكانه لم يقرأ في الكتاب قوله تعالى:

"قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"
"فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم"
"إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً"

وغيرها مما ورد بحق أهل بيت النبي في محكم التنزيل. ولا كانهم قرأوا في كتب المسلمين:
 

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما؛ كان معي في درجتي يوم القيامة" سنن الترمذي.
"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" سنن الترمذي.
"حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا.. حسين سبط من الأسباط" مستدرك الحاكم.
"أوحى الله تعالى إلى محمد (ص): إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا، وسبعين ألفا" المستدرك الحاكم.
"عن سلمان قال: دخلت على أم سلمة وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟.. قالت:رأيت رسول الله في المنام يبكي، وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لك يا رسول الله؟.. قال: شهدت قتل الحسين آنفا" المستدرك على الصحيحين.

صمت تحول في جانب منه الى المشاركة في الانحراف والدماء، بل ان بعض الصامتين تحولوا الى حاضنة للارهابيين والقتلة، كما شارك الذين نأوا بانفسهم ـ تحت ذريعة الفتنة ـ بدماء الحسين واكثر بعضهم السواد بوجهه، بما جعل يزيد يتمادى في غيه، فيثني بوقعة الحرة ويثلث بضرب مكة بالمنجنيق!!
وهذا الصمت يعني عدم النصرة وعدم الاستجابة لنداء الرسالة المحمدية وبالتالي صوت الحق الالهي، في حين ان الله سبحانه يهدد الصامتين والمتثاقلين بالعذاب والاستبدال:
 

"إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".


فابشروا ايها المتقاعدون عن نصرة رسول الله(ص) وريحانته الحسين(ع) بالعذاب والاستبدال.. وبشراكم ايها المعذبون بحب الحسين ان النبي من يرد لكم جميل الولاء والوفاء في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

علاء الرضائي