كيف يستفيد المفاوض الايراني من توجيهات قائد الثورة ؟

الأربعاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٢:٥١ بتوقيت غرينتش

طهران – 20/11/2013 : اعتبر الخبير السياسي الايراني أمير الموسوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران ان قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي طرح في خطابه اليوم أمام الالاف من قادة قوات التعبئة الشعبية اربع نقاط مهمة يمكن ان تكون خارطة طريق مهمة للسياسة الايرانية في الداخل والخارج وخاصة للمفاوضين الايرانيين .

واوضح الموسوي ان النقطة الاساسية التي طرحها السيد القائد تتعلق بالعداء الصهيوني والاستكباري للجمهورية الاسلامية ، فالتصعيد والعقوبات ضد ايران نابعان من الضغينة والحقد الاستكباري على الشعب الايراني وخياراته الاسلامية المعادية للاستكبار ومخططاته في المنطقة .
والنقطة الثانية التي أشار اليها السيد الخامنئي هي ان الكيان الصهيوني وقادته ليسوا أهلا لأن يصرحوا ضد ايران ، لانه كيان لقيط ومجرم ، يرتكب الجرائم دائما بحق الابرياء في كل مكان ، وبالتالي فان مواقفه التصعيدية ضد ايران دليل على ضعفه وتزلزله .
والنقطة الثالثة التي يمكن استنتاجها من خطاب القائد أمام قوات التعبئة هي أن سماحته دعم بقوة الوفد الايراني المفاوض وحكومة الرئيس روحاني واعطاها القوة الوطنية والدستورية لتقوم بمهامها الصعبة خاصة في التفاوض مع الغرب .
واعرب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران عن قناعته بان المفاوض الايراني سيكون اليوم اكثر اريحية في تفاوضه مع الجانب الغربي في ظل هذا الدعم الكبير الذي حظي به من قبل قائد الثورة .
والنقطة الرابعة التي لفت لها القائد في خطابه هي موضوع الخط الاحمر وبيانه بكل وضوح وشفافية وهذا ما سيساعد المفاوض الايراني ويعطيه نوعا من الغطاء المعنوي والسياسي والدبلوماسي ، كما سيكون في نفس الوقت رسالة واضحة الى الدول الغربية التي تحاول التطاول على الحقوق الاساسية للشعب الايراني ، فهذه الحقوق هي خطوط حمر لا يمكن التفاوض بشأنها ، واذا أصر الغربيون على طرحها على طاولة الحوار عندها لن يكون التفاوض مجديا وربما ينسحب المفاوض الايراني في مثل هذه الحالة .
وحول تأثير هذه النقاط الاربع على سير المفاوضات النووية بين ايران والغرب قال امير الموسوي ان المفاوض الايراني سينطلق وفق رِؤية واضحة في ضوء هذه النقاط وفي ظل الدعم الواضح الذي تلقاه من القائد في خطاب اليوم ، وبالتالي فان الكرة الان في ملعب مجموعة 5+1 ، وعلى هذه الدول ان تستفيد من هذه الفرصة وان لا تضيعها كما ضيعتها في عهد الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي ، ففي ذلك الوقت دعم القائد ايضا موضوع التفاوض مع الغرب لكن الدول الغربية تنصلت عن التزاماتها وتطاولت على الشعب الايراني ووضعت ايران في محور الشر ، لكن الحصيلة هي تقهقر الغرب نحو التدهور السياسي والاقتصادي وانحسار نفوذه في المنطقة ، مقابل تقدم ايران سياسيا واقتصاديا خاصة في المجال النووي السلمي وفي مجال الدفاع .
Ma.14:35.20