الاتفاق النووي والخيبة الاسرائيلية

الاتفاق النووي والخيبة الاسرائيلية
الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٩:٢٣ بتوقيت غرينتش

اخيرا ، وقعت ايران ومجموعة 5+1 فجر الاحد على الاتفاق النووي، بعد مفاوضات شاقة وطويلة، و اعتبرالمراقبون الاتفاق نصراً لايران ولمجموعة 5+1 وخسارة كبيرة لكيان الحتلال الاسرائيلي الذي حاول رئيس وزرائه الحيلولة دون التوقيع عليه، واطلاقه التهديدات والوعيد لمن يوقع عليه، وكان اول ردود الفعل على الاتفاق، ادانة الحكومة الاسرائيلية للاتفاق واعتباره "صفقة سيئة " واعلانها انها غير مقيدة به.

الادانة الاسرائيلية، طبيعية حسب المراقبين، لان هزيمة نتنياهو في محاولاته اليائسة لمنع التوقيع على الاتفاق كانت هزيمة منكرة جداً، وانه اليوم حزين ومنكسر، لا يمكنه ان يرفع رأسه خجلاً، بعد أن كان يفرض رأيه على الولايات المتحدة والغرب وها هو يجر اذيال الخيبة والهزيمة .

الكيان الاسرائيلي اعترف بان ايران حققت اكبر انتصار دبلوماسي عبر التوقيع على الاتفاق، ولو ان وزير الخارجية الامريكي حاول التخفيف من غضب الصهاينة بإعلانه ان الاتفاق لا يتضمن اي اعتراف "بحق" ايران في تخصيب اليورانيوم، الا ان وزير الخارجية الايراني اعلن في مؤتمره الصحفي في جنيف بعد التوقيع على الاتفاق ان اهم نقطة في الاتفاق هو الاعتراف بتخصيب اليورانيوم وان ايران ستواصل التخصيب. وحول الضمانات التي تلزم الغربيين في العمل بالاتفاق قال محمد جواد  ظريف ان لجنة مشتركة شكلت لمراقبة تنفيذ الاتفاق وسنعمل على اعادة الثقة مشيرا الى ان العقوبات سوف ترفع خلال الاسابيع العديدة القادمة .
فرفع العقوبات الاقتصادية تدريجياً ومنذ اليوم الاحد من جانب الولايات المتحدة والاعلان من جانبها بأنه سيكون بامكان طهران الحصول على عائدات يبلغ حجمها مليارات الدولار من بيع كميات من النفط والبتروكيماويات والتجارة في الذهب والمعادن النفيسة الاخرى، لدليل على ان الاتفاق سينفذ منذ التوقيع عليه ومن جانب الولايات المتحدة بالذات.
ووصف ظريف الاتفاق بأنه خطوة اولى، وعلى الجانبين ان يتعاونا معا من اجل تحقيق الاحترام المتبادل والحفاظ على المصالح المشتركة. ورأى وزير الخارجية الايراني ان الاتفاق جاء نتيجة صمود الشعب الايراني وتحمله الضغوط خلال الفترة الماضية وقد اضطر الجانب الاخر التعامل مع الشعب الايراني طبقا لمبدأ الاحترام المتبادل.
وحول مواد الاتفاق قال وزير الخارجية بان تخصيب اليورانيوم سيتواصل في ايران وان حق الشعب الايراني في معاهدة الحد من الانتشار النووي حق مقبول وان الاتفاق مدته ستة اشهر وان ايران ستحتفظ بالتخصيب بنسبة 5 بالمائة وستعمل ايران على الغاء العقوبات المفروضة عليها عن طريق المفاوضات. كما ان مراكز التخصيب ستظل كما هي ولن تغلق وسوف يستمر العمل ببرنامج الماء الثقيل ولم تنقل اية مواد نووية من ايران وسوف تخفض العقوبات وتعاد اموال ايران المجمدة.
واعتبر الوزير الايراني ان جميع الجهود التي بذلت للحيلولة دون التوقيع على الاتفاق باءت بالفشل وان التوتر سوف يخفض وان جميع محاولات الاعداء وصلت الى الطريق المسدود وان الاكاذيب والخدع  لم تثمر ولم تمنع الجانبين من التوصل الى الاتفاق .
وراي محمد جواد ظريف ان محاولات الكيان الاسرائيلي واكاذيبه بشان البرنامج النووي الايراني من اجل تشويه هذا البرنامج لم تنجح وقد هزم شر هزيمة ولم يتمكن من منع توقيع الاتفاق .
وردا على سؤال حول معارضة بعض الدول للاتفاق قال: ان الاتفاق ياتي من اجل حل مشكلة كانت تواجه المنطقة والعالم، ولا اري اي مبرر لمعارضة الاتفاق، مشيرا الى ان ايران سوف تقدم توضيحات لجيرانها حول نص الاتفاق، وهذه اشارة الى المملكة العربية السعودية التي اعربت عن قلقها من التوقيع على هذا الاتفاق .
فايران التي نجحت في تحقيق مطالبها خلال التوقيع على الاتفاق تعمل من أجل طمأنة جيرانها من آثار وتبعات هذا الاتفاق وان على جيران ايران وخاصة العرب ان يثقوا بخطواتها وان ينظروا اليها نظرة الجار الامين الصادق الذي يريد الخير لجميع دول المنطقة ومن أجل خير ومستقبل شعوبها.
 

* شاكر كسرائي