إنتصار المنطق

إنتصار المنطق
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

لايزال الاتفاق النووي يحتل مساحات واسعة من صفحات الصحف الإيرانية الصادرة بطهران، وخصصت صحيفة "جمهوري إسلامي" افتتاحيتها لهذا الاتفاق تحت عنوان "إنتصار المنطق".

إنتصار المنطق
بداية ذكرت الصحيفة أن: توقيع الاتفاق النووي بين إيران وأعضاء الدول في مجموعة (5+1) يعتبر بدون شك نجاحاً للشعب الإيراني، وبطبيعة الحال فإن هذا الاتفاق يعتبر من مكاسب حكومة الاعتدال، ولهذا ينبغي أن نطلق على هذا النجاح "إنتصار المنطق".
إن هذا الاتفاق كان من الممكن التوصل إليه خلال الأعوام الماضية وإلا إنه وبسبب عدم تمتع الحكومة السابقة بمنطق مناسب واستفادة كبار مدراء تلك الحكومة لاسيما رئيس جمهورية الحكومة التاسعة والعاشرة أدبيات غير دبلوماسية، لم تحقق المفاوضات السابقة أي تقدم، ما ضاعف من انعدام الثقة بين الجانبين.
إن كبار المسؤولين في الحكومة الجديدة، إبتداءاً من رئيس الجمهورية إلى وزير الخارجية والفريق الإيراني المفاوض، إعتمدوا منذ البداية على المنطق السليم واستخدموا منطق القانون واتبعوا السبل القانونية السائدة في الحوار مع الجانب الآخر، وأخيراً استطاعوا نيل النجاح في الوقت الراهن ليس فقط لإيران بل وإنما ستنعكس آثار هذا الاتفاق على المنطقة والعالم أجمع.
وتمضي الصحيفة موضحة أن: من الخصائص المهمة لاتفاق إيران مع مجموعة (5+1) استمرار إيران في تخصب اليورانيوم، بالإضافة إلى عدم فرض عقوبات جديدة على إيران، وتقليل العقوبات المفروضة حالياً وإلغائها في المستقبل.
كما ومن المقرر أن يتم الإفراج عن جزء من الأموال والودائع الإيرانية في أميركا والخارج وثم الإفراج عن بقية هذه الأموال، وإعادة أموال بيع النفط الإيراني إلى داخل البلاد.
إن النقطة المهمة والمثيرة للاهتمام هي أن مكاسب هذا الاتفاق النووي، تحققت في وقت لم يتم عبور الخطوط الحمراء، ولم يتم التراجع عن الحقوق النووية الإيرانية قيد أنمله وبالإضافة إلى عدم إغلاق أية منشأة نووية في البلاد.
كما وتم في هذا الاتفاق فرض التزامات على إيران، لاتتعارض مع الحقوق القانونية المعترف بها في مقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وليس هناك شك في أن الاتفاق النووي الإيراني مع (5+1) له معارضين في الداخل والخارج. ففي خارج البلاد، أعرب رؤوساء الكيان الصهيوني وزعماء الحكومات العربية الرجعية فجر أمس عن امتعاضهم لهذا الاتفاق، وصرحوا بكل ما تمكنوا بغضب وانزعاج شديدين، حتى أن بعض الحكام العرب الرجعيین أعلنوا بصراحة وغضب من أن الخطر الرئيسي الذي يهدد الدول العربية ليس الكيان الصهيوني بل هي إيران!
أما في الداخل فنقول لهم بأن لهم حق انتقاد الاتفاق النووي في جنيف ولكن لايجب وضع العقبات أمام تنفيذ الاتفاق ونشر أخبار غير واقعية في هذا الخصوص.
وأخيراً أشارت الصحيفة إلى إعلان قائد الثورة الإسلامية في رسالته إلى رئيس الجمهورية عن تأييده لاتفاقية جنيف، وأن هذا الانتصار المنطقي يعتبر مفتاحاً لانتصارات مستقبلية أخرى.