"الطابع الانساني" في الحرب على سوريا

الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٨:٣٠ بتوقيت غرينتش

إن الحرب المفروضة على سورية خصوصا وعلى محور المقاومة عموما أخذت مناح مختلفة فمنها ما هو عسكري ومنها ما هو إعلامي ومنها ما هو اقتصادي وفي الآونة الأخيرة اتخذت هذه الحرب طابعا إنسانيا.

الجيش السوري ومع بدء المجموعات المسلحة السيطرة على بعض المناطق المأهولة، كان القرار السوري بتحييد المدنيين من تلك المعركة، حتى لو كانوا من عائلات المسلحين، والشواهد كثيرة، فهناك الكثير من المناطق والتي سيطرت عليها المجموعات المسلحة كان بإمكان الجيش السوري من أن تستعيد السيطرة عليها ولكن تواجد المدنيين في بعض الأحيان كان سببا رئيسيا لبطء العمليات العسكرية.
لتبدأ المعارضة السورية اللعب على وتر الأزمة إنسانيا في سورية، متناسية أن الحكومة السورية لم تقم بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى أي مكان في سورية، وأن المنظمات الإنسانية التي تتعاون معها في هذا المجال أعلمتها بأن المسلحين في مناطق معينة قاموا بالسطو والاستيلاء على القوافل الإنسانية التي كانت تحمل أدوية بشكل خاص إلى المواطنين المحاصرين في بعض مناطق حلب.‏
الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على المناطق التي تتواجد بها المجموعات المسلحة، لا يتعدى كونه حصار على تحركات تلك المجموعات، بينما يسمح الجيش السوري بإدخال المواد الغذائية والطبية وكافة احتياجات الحياة اليومية، ولولا ذلك لما استطاع المدنيون في تلك المناطق مواصلة البقاء.
وحتى المحروقات المستخدمة في التدفئة بالذات في مناطق كالقلمون، لم تنقطع الامداد عنها، في الوقت الذي تستهدف فيها المجموعات المسلحة مصفاة حمص وخزاناتها بقذائف الهاون، وتقطع الطرق الدولية لوقت محدد، منعاً لوصول امدادات المحروقات إلى بعض المناطق.
وأكدت مصادر محلية أن افران الخبز في جميع المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، تعمل بطاقتها الانتاجية كاملة، عبر امدادات الحكومة السورية لتلك الافران بالطحين والمحروقات اللازمة لإنتاج الخبز، واستفادة المدنيين في تلك المناطق منه، ويروي بعض الأهالي، ان المجموعات المسلحة تقوم بالسطو على سيارات الطحين القادمة لتلك المناطق، وسرقتها وبيعها بالسوق السوداء للمواطنين بأسعار باهظة.
في المقابل تفرض تلك المجموعات حصارا خانقا على مدينتي نبل والزهراء في شمال حلب، ومدينة الفوعة وبلدة كفريا في ريف ادلب، مانعة وصول الامدادت الغذائية والطبية لهم، ما ينذر بكارثة انسانية حقيقة في تلك المناطق، سيما وان تلك المدن تعاني من نقص في حليب الاطفال والادوية الضرورية في فصل الشتاء، وفي معالجة بعض الامراض المعدية التي بدأت تظهر في تلك البلدات.
وعلى صعيد متصل وفي بعض المناطق تم إجلاء المدنيين وعبر منظمة الهلال الأحمر وبالتعاون مع جهات حكومية سورية حيث تم استقبال الوافدين في مراكز مؤهلة لاستقبالهم وهم يتلقون كافة الخدمات.
وإذا عدنا بالتاريخ قليلا وتحديدا إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب وزير الخارجية السوري نجد بأن الحكومة السورية كانت واعية لما يحاك ضدها وكان الرد السوري واضحا بأن الحكومة السورية تواصل متابعتها للملف الإنساني في سورية وهو محط اهتمام من قبل أعلى سلطة.
كما أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى سورية من الدول الصديقة كالجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا يتم توزيعها وفق جداول وحسب الأماكن المنكوبة إن صح التعبير.
مصادر مطلعة تؤكد بأن ما يشاع عن حصار وتجويع في مناطق تواجد المسلحين هو مجرد شائعات هدفها زيادة الضغط على الحكومة السورية والتأثير على مجريات الواقع.

حسين مرتضى