عمليات إرهابية ممنهجة هدفها تصفية وتهجير المسيحيين

عمليات إرهابية ممنهجة هدفها تصفية وتهجير المسيحيين
الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

أقدم مسلحون تكفيريون أجانب من جبهة النصرة في سورية على قطع رأسي مواطنين سوريين مسيحيين أحدهما رجل دين قبل أن يتم التمثيل بجثتيهما .

مشهد وحشي مقزز يتكرر كل يوم في البلدات والقرى المسيحية التي يسيطر عليها التكفيريون في سورية في عمليات إرهابية ممنهجة هدفها تصفيتهم وتهجيرهم ...

إن مقاتلي داعش أقدموا على إحراق محتويات كنيسين ورفع رايتهم على واحدة منهما بعد تعطيم صليب كان يعلو إحداها في مدينة الرقى شمال سورية.

نزلوا على معلولة وصاروا يطلقوا النار على البيوت، ويصرخوا ويكبروا الله أكبر، واقتحمنا بلد الصليبيين، ونريد أن ننهي هذه البلدة، هذه المدينة الصليبية.

نزلوا بوجههم على دير مار جرجوس او من دخلوا هم على دير مار جريوس، وبدأوا تخريب فيه، فوق ضربوا قذيفتين أر بي جي، وبدأوا تخريب، وصاروا يهددوا المسيحيين، إما بالذبح أو بالإسلام، أو يهجروهم من معلولة.

الممارسات وحوش، وحش وهاجم على قطيع يريد أن يفترس أكبر عدد ممكن، مباشرة ذبح سكاكين، ذقون طويلة، يلبسون لباس أفغاني.

هجموا على البلد بادعاء تحرير معلولة الأثرية، والتحرير هو التدمير والقتل والإرهاب، كان هناك هجوم على البيوت، وهناك بيوت ضربت بالهاون، وكان هناك هجوم على كنيسة صدنة ودانيانوس، أيضاً بيوت دخلوا عليها وحرقوا الصلبان، وصور القدسين داخل البيوت. يوجد خوف وهلع كبير بين أبناءنا هناك.

الكنائس التي استهدفت شملت عشرة كنائس في محافظة حمص وسبعة في محافظة حلب، وخمسة في محافظة دمشق، وخمسة في محافظة دير الزور، وثلاثة في محافظة اللاذقية، واثنتان في محافظة إدلب، واحدة في محافظة الرقة.

بولس يازجي متروبولية حلب الإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس، ويوحنا ابراهيم متروبولية حلب لطائفة السريان الأرثوذكس اختطفتهما مجموعة مسلحة عند معبر باب الهوا في حلب، اعترضت سيارة المطرانين الكيا السيراتو الفضية سيارة رباعية الدفع زرقاء، في داخلها ثمانية شيشانيين ذوي لحاً طويلة وأثواب طالبانية يتبعون لجماعة تطلق على نفسها اسم جند الخلافة، ثم استداروا بسيارة السيراتو نحو الشمال ومعهما المطرانان. ومنذ ذاك الحين لم يعرف أي جيدد عنهما.

ويحكم خمسة بالمية سندوسكم في بقرنا، والله نحن نقاتل بالسيوف، ونقاتل بالبنادق، سنقاتل بالحجار، والله إنا منتصرون، ونقطع رؤوسكم بهذه السيوف، أغربوا عنا، نحن سنجاهد ونساؤنا ستجاهد، الله أكبر.

ولمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أسد ماجد، أهلاً ومرحباً بك معنا في هذه الحلقة.

س: بداية أستاذ أسد لماذا تريد هذه المجموعات المسلحة اضطهاد وتصفية المسيحيين في سورية، وبرأي حضرتك من يخدم هذا الهدف؟

ج: لو عدنا قليلاً إلى الوراء في منتصف السبعينيات تقريباً، نجحت الدول العربية ومعها دول عدم الانحياز والدول الأفريقية، بتثبيت قرار مهم جداً في مجلس الأمن وهو أن إسرائيل دولة عنصرية، كان الرد الصهيوني في ذلك الوقت في لبنان فبدأت الحرب الأهلية في لبنان لتقول إسرائيل للعالم أجمع أنها ليست دولة عنصرية، بينما العرب هم العنصريون وما يدل على ذلك هو قتالهم في بينهم، المسلم لا يتحمل المسيحي، والمسيحي لا يتحمل المسلم، انطلاقاً إلى بقية المذاهب الأخرى، ما يحصل اليوم اختصاراً للتاريخ هو لخدمة إسرائيل فقط لا غير، أبداً، ما زالت إسرائيل ترد على هذا القرار الذي صدر بمنتصف السبعينيات أنها دولة عنصرية، المسيحيون في الشرق يعتبروا مجتمع ثابت، وعلماء الاجتماع كلهم يقولون أتن المجتمعات الثابتة هي المجتمعات الحضارية أو على الأقل التي ساهمت في بناء الحضارة، بينما هؤلاء الذين رأيناهم في لتقرير وما يقومون به حقيقة الصورة تتكلم، هم مجتمع غير ثابت، مجتمع يسمى بعلم الاجتماع، مجتمع طارئ، تماماً كالمجتمع الصهيوني هو مجتمع طارئ مهما طال وجوده فبالنهاية هو مجتمع قابل وسينتهي إنشاء الله، كذلك ما شهدناه في أفريقيا في جنوب أفريقيا أيام العنصريين، كان مجتمع طارئ على الأفارقة وعلى جنوب أفريقيا، وسجن منديلا حوالي 30 سنة ومع ذلك هزم المشروع وهزم المجتمع الطارئ وبقي المجتمع الثابت الذي هو أهل البلد الأصليين.

س: أستاذ أسد إذا كان الأمر كذلك كيف يمكن أن نفسر وقوف دول تدعي حماية الأديان وحرية العبادة كالدول الغربية، وراء هذه المجموعات ودعمها تسليحاً وتمويلاً برأيك؟

ج: أصلا المجتمعات الأوروبية تعتبر أن المسيحية أصبحت وراءها، او كل الأديان أصبحت وراءها ولا تعطي أي اهتمام ولا تستطيع الدول الأوروبية والأميركية أن تقف في وجه هذا المشروع الصهيوني، أميركا بصراحة دعينا نتكلم الأمور بتسمياتها، اميركا دولة أكثرية سكانها من البروتستانت، عام 76 عندما حصلت الحرب الأهلية في لبنان والتي كما سميناها في بداية حديثنا هي حرب صهيونية للرد على المشروع الذي قام به العرب والأفارقة ودول عدم الانحياز، اتصل البابا بو السادس حينها في عام 76 يقال أكثر من عشر مرات بالرئيس الأميركي الذي كان في حينها رئيس على ما أتذكر جيرالد فورد لم يعطي جيرالد فورد أي اهتمام بل على العكس بعض التقارير الصحافية قالت، فاليذهب المسيحيون إلى الجحيم، أميركا والغرب تهمها المصالح لا تهمها الأديان، ولا يهمها الطوائف، ولا يهمها أي شيء آخر هي تنظر إلى الشرق ومسيحيي الشرق وكل سكان الشرق تماماً كما تنظر أميركا الصهاينة والبترول هذا هو همهم لا أكثر ولا أقل.