تنسيق سعودي ـ إسرائيلي لتغيير المعادلة بسوريا

تنسيق سعودي ـ إسرائيلي لتغيير المعادلة بسوريا
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

في تطور لافت على مشهد اليوميات الميدانية السوريّة، أعلنت سبعة فصائل مسلحة في سوريا توحدها تحت لواء "الجبهة الإسلامية" في خطوة يبدو أن سببها الأساسي هو تراجع المجموعات المسلحة بعد الانهيارات الدراماتيكية في صفوفها أمام تقدم الجيش السوري على أكثر من محور ولا سيما في الغوطة الشرقية ومقتل عدد كبير من قيادات ومتزعمي تلك المجموعات.

وجاء الإعلان عن ولادة الجبهة في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ليصنف الجبهة على أنها تكوين سياسي عسكري اجتماعي، الأمر الذي أثار جملة من الشكوك لا سيما مع التسريبات التي تحدثت عن نية بعض الأطراف الإقليمية إدخال الإسلاميين ضمن صفقة التسوية الدولية، وبالتالي حجز حصتهم في الحكومة المقبلة وإعطاؤهم دورا ما ضمن السيناريوهات السياسية المرتقبة في المنطقة.

ومن المعلوم أن هناك أطرافا إقليمية تضررت من نجاح محور المقاومة وصموده بحسب ما أكد المحلل السياسي بسام أبوعبد الله في تصريح خاص لـ"لعهد الإخباري"، وقال: "إن هناك دولا أعادت تموضعها اضطراريا مثل تركيا التي خسرت، وقطر التي ألغي دورها، فيما بقي طرفان ما زالا يعتقدان أن بإمكانهما خلق واقع معين هما السعودية و"إسرائيل"، لافتا إلى أن التنسيق بين جهازي الاستخبارات الإسرائيلي والسعودي الذي يقوده بندر بن سلطان لم يعد سرا.

واعتبر أبو عبد الله أن فشل تجربة ما يسمى بـ" الجيش الحر" على مسرح الحرب في سوريا بالإضافة إلى تغير المزاج الشعبي السوري بشكل جذري بعد انكشاف حقيقة الإرهاب في سوريا جعل السعودية ـ التي تلعب دوما من تحت الطاولة ـ تصر على استمرار الحرب في سوريا، فقامت بتشكيل جيش تحت اسم جيش محمد (ص) لكنها وجدت لاحقا أن استخدام الاسم قد يثير حساسيات كثيرة، فقامت بتشكيل الجبهة الإسلامية ـ كنواة أولى للجيش الذي تنوي تشكيله خارج حدودها وإرساله إلى سوريا ـ على امل قلب المعادلة الميدانية خصوصاً بعد مقتل عدد كبير من قيادات ومتزعمي المجموعات المسلحة ما أدى لانهيارات واضحة في صفوف المجموعات المسلحة التي يفر معظم أفرادها والذين لم يتبق منهم إلا بعض الأجانب ممن تحاول السعودية الزج بهم لإثارة الحالة المذهبية والدينية واستثمارها سياسيا لإشغال الجيش بفتح جبهات كالقلمون والغوطة التي ادارت معركتهما غرفة عمليات سعودية ـ إسرائيلية من الأردن وفق ما يقول أبو عبد الله، الذي أشار إلى "أن كل تلك المحاولات تصب أولا وأخيرا في هدف واحد وهو إفشال السعودية للجهود الديبلوماسية المبذولة لحل الأزمة السورية".

وفي السياق ذاته أكد أبو عبد الله أن هناك توجهاً سعودياً لدمج من هم من المسلحين السوريين المحسوبين عليها في جنيف اثنان، وبالتالي فإن إعلان الجبهة يوجه رسالة لكل المشاركين في هذا المؤتمر مفادها القول بضرورة إعطاء حصة ودور للإخوان المسلمين في أي حكومة مقبلة، وهذا ما يؤكده أيضا تصريح السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد في حديثه للشرق الأوسط عن وجود توجه لدمج الإسلاميين في "جنيف اثنان".

ولفت أبو عبد الله إلى وجود تحول أمريكي في العالم نتيجة فشل المشروع الأمريكي في المنطقة وتحديدا في سوريا بما سمي المعركة الكبرى على محور المقاومة، ثم التجربة الليبية التي كشفت حجم النفاق الغربي لتدمير البلدان العربية، ثم جاء التفاهم الروسي ـ الأمريكي حول "جنيف اثنان"، موضحا أنه لا يشمل فقط "جنيف اثنان"، وإنما تفاهمات على نقاط عدة كلها تصب في مصلحة محور المقاومة، ثم تداعيات ذاك الاتفاق في الكيميائي السوري، ثم جنيف الإيراني، وهذا أثبت أن محور المقاومة انتصر على الأقل في حربه ضد مشاريع الهيمنة. 

* دمشق - العهد الاخباري