اوباما یطلق النار على قدمیه

اوباما یطلق النار على قدمیه
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

فی الوقت الذی یحاول الرئیس الامریكی باراك اوباما واعضاء ادراته الظهور بمظهر من یسعى للالتزام بالاتفاق النووی بین ایران ومجموعة 5+1 الذی تم التوصل الیها فی 24 تشرین الثانی / نوفمبر فی جنیف ، عبر اقناع الصقور فی الكونغرس الامریكی بعدم فرض عقوبات جدیدة على ایران ، تفاجىء هذه الادارة العالم بفرض عقوبات غیر مبررة ومریبة على ایران.

ففی یوم الخمیس 12 كانون الاول /دیسمبر اضافت وزارتا الخزانة والخارجیة الامریكیة 10 اسماء لشركات وافراد ایرانیین واجانب على لائحتها السوداء بذریعة التفافهم على الحظر الامریكی على ایران.

الملفت ان مساعد وزیر الخزانة الامریكیة دیفید كوهین، اعتبر اتفاق جنیف لا یتدخل ولن یتدخل فی جهود امریكا الرامیة إلى الكشف والوصول لجمیع الذین یدعمون البرنامج النووی الإیرانی أو الذین یسعون إلى الالتفاف حول الاتفاق ، فی الوقت الذی لا معنى لاتفاق جنیف دون ان تقلص ایران من نشاطها النووی فی مقابل عدم فرض عقوبات جدیدة علیها. فاتفاق جنیف قائم على ركیزتین ، الاولى ان تحد ایران من نشاطها النووی خلال الاشهر الستة القادمة ، والثانیة ان توقف امریكا والغرب ، خلال هذه الفترة ، ایة اجراءات یمكن ان تشدد من الحظر المفروض على ایران ، وفی حال اهتزت ای من هاتین الركیزیتن ینهار اتفاق جنیف برمته.

وحسنا فعلت ایران عندما استدعت فریق الخبراء الایرانیین ، الذی یفاوض منذ یوم الاثنین مندوبی مجموعة 5+1 (الولایات المتحدة والصین وفرنسا وبریطانیا وروسیا والمانیا) الى طهران و وقف عملیة التفاوض ، لدراسة الوضع واتخاذ موقف یتلائم مع هذا الاجراء الامریكی المرتبك وغیر المسؤول.

الخارجیة الایرانیة وعلى لسان المتحدثة باسمها مرضیة افخم حملت الادارة الامریكیة مسؤولیة تداعیات الاجراءات غیر المدروسة ، واعربت عن اسفها للتخبط المشهود فی توجهات الادارة الامریكیة وقراراتها وتصریحات المسؤولین فیها.

اما مساعد وزیر الخارجیة والمفاوض الایرانی عباس عراقجی فقد اعتبر الخطوة الامیركیة مخالفة لروح اتفاق جنیف مشددا على ان طهران ستدرس الوضع وستصدر رد فعل مناسبا علی هذه الخطوة.

وذات الموقف صدر ایضا عن المتحدثة باسم الخارجیة الروسیة ماریا زاخاروفا التی اعتبرت قرار الادارة الامریكیة یتعارض مع روح اتفاق جنیف، وحذرت من ان توسیع القائمة الامریكیة السوداء یمكن ان یعقد بشكل خطیر تنفیذ اتفاق جنیف.

اخیرا ورغم ان الحظر الامریكی الجدید ، لن یكون ذات اهمیة او تاثیر یذكر على البرنامج النووی الایرانی ، ورغم ما قیل انه لیس جدیدا بل هو تفعیل لقانون قدیم ، الا انه یتعارض مع روح اتفاق جنیف ، الذی یحتاج لتطبیقه ، توفیر اجواء ایجابیة ، عبر اجراءات تساهم فی بناء الثقة المتبادلة ، كما فعلت ایران عندما سمحت للمفتشین الدولیین بزیارة منشأة اراك للماء الثقیل، واستعدادها لاستقبال مفتشین اخرین لتفقد باقی منشاتها النوویة ، فاجراء ادارة اوباما یعكس تخبطا وارباكا واضحا فی التعامل مع قضایا دولیة ذات اهمیة كبرى لارضاء المتطرفین فی امریكا ، وعجزا فاضحا فی التعامل مع قوى تسعى لافشال اتفاق جنیف وفی مقدمتها اسرائیل ، دون ان یدرك اوباما انه بذلك یطلق النار على قدمیه.
بقلم : ماجد حاتمي