ماهي ضرورة الموقف العقلاني ضد انتهاك اتفاقية جنيف؟

ماهي ضرورة الموقف العقلاني ضد انتهاك اتفاقية جنيف؟
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

إستحوذ موضوع انتهاك أميركا لتعهداتها حيال اتفاقية جنيف النووية، على الأهتمام الأكبر في افتتاحيات وتحليلات وتقارير صحف طهران الصادرة صباح الیوم الاحد 2013.12.15 ومنها صحيفة "آفرينش" التي خصصت افتتاحيتها لتناول ضرورة الموقف العقلاني الإيراني حيال هذه القضية؛ وصحیفة "جمهوري إسلامي" التي رأت أن على الحكومة الإيرانية أن تبدي موقفا حازماً في هذا الجانب.

ضرورة الموقف العقلاني ضد انتهاك التزامات جنيف
إستهل الكاتب "حميد رضا عسكري" مقالته بالقول: بعد عشر سنوات من الحوار والاجتماعات والمناقشات استطاعت إيران والغرب التوصل إلى نقطة مشتركة من أجل استئناف مرحلة رفع اللبس والغموض وإلغاء العقوبات غير القانونية، واتفق الجانبان على الالتزام بتنفيذ بنود هذا الاتفاق.
إلا أن الموضوع الأهم من أي شىء آخر والمثير للقلق، هو بحث ضمانات تنفيذ الاتفاق النووي بين الجانبين.
بطبيعة الحال فإن إيران وبسبب رغبتها وصدقيتها في تسوية هذه القضية وتخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، فإنها لاتحاول خرق التزامات اتفاقية جنيف.
فمن ناحية صرح وزير الدفاع الأميركي الأسبوع الماضي بأن الخيار العسكري وعلى الرغم من عدم اللجوء إليه في الوقت الراهن، ألا أنه ضمان لتفيذ اتفاقية جنيف واستمرار المباحثات النووية!
وفي هذا الصدد، فرضت واشنطن يوم الخميس الماضي عقوبات جديدة على عدد من الشركات والأفراد الإيرانيين، ما یعتبر انتهاكاً لما تم الاتفاق عليه في جنيف.
ومن ناحية أخرى فإن الموضوع الأهم  من المبادرة الأميركية غير الاخلاقية، هو رد الحكومة الإيرانية وموقفها حيال التزاماتها بما تم الاتفاق عليه في جنيف.
ووفقاً لتصريحات المسؤولين المشاركين في التفاوض، فإن نص الاتفاقية یؤكد أنه يحق لكل طرف أن يعود إلى نقطة البداية في إطار الاتفاقيه في أية لحظة يرى فيها أن الفريق الآخر لم يلتزم بتعهداته، ويتخذ مبادرات أخرى من أجل صيانة مصالحه. ولكن النقطة المهمة جداً في الوقت الراهن، والتي يجب الاعتماد عليها والتحرك في إطارها، هو الموقف العقلاني والمطمئن للجانب الإيراني.   
ولما كان العالم يتهم إيران بزعم أنها لم تتعامل بشفافية وبحسن نية مع الغرب خلال الفترة الماضية، فإن التراجع عن الاتفاقية في هذه الأجواء الخاصة ولاسيما وأن الراي العام العالمي ينظر إلى إيران حالياً نظرة إيجابية، لايمكن اعتباره مبادرة مناسبة وحكيمة في الرد على انتهاك أميركا لالتزاماتها حيال اتفاقية جنيف.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن سعة صدر وحلم إيران في الوقت الراهن، يمكن أن یعكسان الموقف الإيجابي لإيران أمام عدم التزام أميركا والغرب بتعهداتهم حيال الاتفاق النووي، علاوة على أن انتهاك الالتزامات يمكن أن يتحول إلى آلية لتحقيق المزيد من الامتيازات، ویوضح للرأي العام العالمي سبب عدم ثقة إيران بالغرب في المفاوضات المقبلة.   

صحيفة جمهوري إسلامي: ماهو دور الشعب من سياسة التدبير والأمل؟
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فكان لها رأي آخر، حيث كتبت في جانب من افتتاحيتها لهذا اليوم بأن على الحكومة الإيرانية أن تبدي موقفا حازماً تجاه قضية فرض الحكومة لأميركية عقوبات غير قانونية جديدة على إيران، وأن توقف مباحثات الخبراء النووين حول الاتفاق النووي وعودة الوفد الإيراني إلى طهران وكذلك مواقف المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية ضد هذه المبادرة الأميركية تعتبر من المصاديق البارزة والسريعة والحازمة تجاه أميركا.
ومما لاشك فيه أن هذه المبادرة الأميركية تعتبر انتهاكاً صارخاً لمفاد الاتفاقية النووية المبرمة بين إيران والمجموعة الدولية السداسية، وحتى أن هذه المجموعة الدولية أبدت معارضتها لهذه المبادرة الأميركية، كما أن وزير خارجية روسيا حذر من تساهل الغرب بشأن تنفيذ بنود الاتفاقية النووية المشتركة مع طهران.