تزايد أعداد التكفيريين الأجانب في سورية

تزايد أعداد التكفيريين الأجانب في سورية
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠١:٠١ بتوقيت غرينتش

على كل وعلى خلفية تزايد أعداد التكفيريين الأجانب الذين يتدفقون إلى سورية من كل دول العالم . بدأ المسؤولون في الدول الغربية ولا سيما في الولايات المتحدة وبريطانيا يستشعرون خطرهم بسبب ما قد يتسببونه من أذى وإرهاب في حال عودتهم من سورية إلى بلادهم. وقد انشغلت وسائل الإعلام الغربية أخيرا في تسلطي الضوء على هذه الخشية .

تقرير ...مسؤولون في الإستخبارات الأميركية قلقون من مشاركة أميركيين بالقتال في سورية ويخشون من عمليات إرهابية قد ينفذها هؤلاء لدى عودتهم إلى الولايات المتحدة .

مسؤولون في الاستخبارات الأميركية تحدثوا عن عشرات الأميركيين الذي انتقلوا إلى سورية أو حاولوا السفر إليها للغاية نفسها.

في سورية اليوم تجمع غير مسبوق لمقاتلي تنظيم القاعدة والمرتبطين به، الآلاف منهم يحملون جوازات سفر غربية، هذا ما قاله رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايكل روجرز. الأخطر بحسب روجرز أن من بين المقاتلين مواطنين أميركيين، عدد منهم عاد إلى الولايات المتحدة وهنا تكمن المشكلة بحسب السلطات الأميركية التي عبرت مراراً وتكراراً عن تحول مواطنيها إلى مصدر خطر شديد على أمن الولايات المتحدة بعد عودتهم من سورية.

صحيفة واشنطن تايمز الأميركية قدرت أعداد الذاهبين بالآلاف وصحيفة لوفيغارو الفرنسية استعصى عليها تقديرهم، لكنها أشارت إلى أنهم من جميع البلدان الأوروبية ولا سيما من بلجيكا وفرنسا. أحد المحامين الأميركيين الناشطين بالدفاع عن معتلي غواتنامو يقول أن الإدارة الأميركية تغض الطرف عن مقاتليها في سورية ما دامت تعد سورية أرضاً عدوة، لكن إذا مسوا مصالحها بسوء فهي لا تميز في مكافحة الإرهاب بين المذنب والبريء تزامن ذلك مع خبر مقتل بريطاني في سورية خلال قتاله مع المجموعات المسلحة التكفيرية.


من دراسة الهندسة في لندن إلى القتال في سورية، إنه محمد العراج، واحد من أربعة بريطانيين انضموا إلى الجماعات الجهادية، وقد أعلن مقتله إضافة على الثلاثة الآخرين، ثمة 200 إلى 300 بريطاني توجهوا إلى سورية للمشاركة في القتال ضد الجيش السوري وفق بعض التقارير. وضع يؤرق الأجهزة الأمنية البريطانية التي تخشى أن يستخدم هؤلاء خبرتهم بنشر الجهاد والتدريب على السلاح بعد عودتهم إلى وطنهم، بحسب صحيفة تايمز.


هذان الخبران أعادا تسليط الضوء على واقع استقدام المقاتلين الأجانب لقتال الجيش السوري والذين بلغ عددهم بحسب التقارير الغربية بين 6000 و11000 معظمهم انضوى في صفوف المجموعات المسلحة التكفيرية

صحيفة فورن بولليس في مقالتها عن مسؤول في جهاز المن الفدرالي في روسيا قوله إن 300 إلى 400 مقاتل أكثرية من شمال القوقاز يعتقد انهم انضموا إلى الجماعات التي تقاتل في سورية. صحيفة لوفيغارو قالت ان سوريا استقطبت فرنسيين أكثر مما استقطبته حربا أفغانستان والبوسنة، عضو في البرلمان البلجيكي أكد أن بلاده أصبحت مركزاً حيوياً لتجنيد الشبان وتسييرهم إلى سوريا للقتال هناك.


وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن تدفّق المقاتلين الأجانب إلى سورية يأتي أيضا من لبنان حيث يتدفق لاجئون فلسطينيون من المخيمات الفلسطينية .
وكانت وسائل الإعلام البريطانية نشرت تقريرا مؤخرا عن شبكة يقودها بريطاني أرسلت المئات للقتال بجانب القاعدة في سورية
واتهم التقرير السلفي التكفيري البريطاني أنجم تشودري بإرسال المئات من الشباب للقتال في سوريا إلى جانب تنظيم "القاعدة".
وقال إن شبكة تشودري أصبحت "أكبر بوابة للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث وسهلت وشجعت ما يصل إلى 80 شابا من المملكة المتحدة وما يتراوح بين 250 و300 شاب من مختلف أنحاء أوروبا على الإنضمام إلى القاعدة في سورية.

وأشار التقرير إلى أن تشودري يمتلك شبكة دولية من المنظمات التابعة له والمنظمات الشريكة تستخدم في الكثير من الأحيان اسم "الشريعة لأجل.." تلحقها باسم البلد الذي تنشط فيه، مثل "الشريعة لأجل باكستان"، ووصفت بأنها شبكة الشريعة العالمية.

"وكانت شبكة بي بي سي" البريطانية  واجهت انتقادات محليا بسبب استضافة تشودري بعد مقتل جندي بريطاني في منطقة "وولتش" جنوب لندن حسبما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية

وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" أنها ستسعى أن تحصل على قرار لمنع الإسلاميين المتطرفين من الظهور على وسائل الإعلام المحلية

ارحب بك مجدداً د. عبر الملك سكرية، يبدو أن الغرب بدأ يتحسس الخطر والخوف لتزايد عدد هؤلاء المقاتلين التكفيريين القادمين من دول الغرب إلى سوري، لماذا الآن بدأ الغرب يتحسس هذا الخطر وهل كان تقديرهم برأيك خاطئاً في التخفيف من أهمية ذلك في البداية؟

ج: في البداية هم كانوا ينوون استخدام هؤلاء لتكفيريين المقاتلين لإضعاف النظام السوري وإسقاطه أو استنزاف محور المقاومة ولكن عندما فشلوا وجدوا أنفسهم أمام حائط مسدود وأن النظام السوري صمد بفعل تماسك الجيش العربي السوري حول النظام وبسبب تأييد فئات شعبية واسعة رغم كل التضليل الإعلامي ودفع الأموال الباهظة للضباط الجيش وشخصيات في المعارضة من أجل أن تلعب دوراً ما في تأليب الشعب السوري ضد النظام، بقي جزء واسع الأكثرية من الشعب السوري تؤيد النظام، فعندما وجدوا أنفسهم عاجزين ما يصبون إليه بدأوا يتحسسون خطر ردات الفعل لأن العدد أصبح كبير جداً، هذه نقطة، والنقطة الثانية هي جزء من المقاتلين بدأوا يضعون اللوم على الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة بأنهم لا يعطونهم السلاح الذي يطلبونه الكافي لكسر التوازن مع الجيش العربي السوري، وقلب المعادلة.

هنا بدأت وبسبب الضغط الدولي من قبل روسيا والجمهورية الإسلامية في إيران وبسبب وجود الصين والفيتوات في مجلس الأمن إلى ما هنالك معادلات دولية خارجية كبيرة وجدت الولايات المتحدة الأميركية أنها أعجز من أن تستمر في هذه الحرب، خاصة أنها تعاني من مشاكل داخلية كبيرة ومن تحدي استراتيجي كبير جداً في الشرق الأقصى من قبل الصين وغير الصين.

س: د. هناك أيضاً ظاهرة التكفيريين في دول الغرب الذين يقيمون الشبكات ويحرضون الشبان على السفر إلى سوريا، برأيك لماذا ترك هؤلاء منذ البداية؟

ج: هؤلاء جزء لا يتجزأ من أجهزة الاستخبارات الدولية في الدول التي يقيمون فيها، كما نعلم أن الغرب يخاف ويخاف بشكل كبير جداً من كلمة الإسلام، ومن حاضرة الإسلام ومن ثقافة الإسلام، ومن سماحة الإسلام، لذلك ومن انتشار الديانة الإسلامية في المجتمعات الغربية وتحديداً في أوروبا، لذلك هم يراقبون كل المساجد، يوجد مساجد يسمحون للناس أن تذهب وتمارس الصلوات بكل حرية ولكنهم يزرعون عملاء لهم في هذه المساجد ويحاولون التأثير في هؤلاء الشباب الذين يأتون إلى المساجد.

س: هذا الخوف الغربي د. هل ترى انه ستتبعه خطوات للحد منها، لم نشعر أن ذلك قد حصل حتى الآن؟

ج: حتى الآن لسببين أولاً لأن الولايات المتحدة تريد أن تقاتل بهؤلاء التكفيريين الإرهابيين حتى آخر تكفيري إرهابي كي لا يعودوا إل من حيث أتوا. النقطة الثانية حصل تباين في معسكر المعادي لمحور المقاومة وشذت السعودية والكيان الصهيوني عن هذا الإجماع الدولي، وفتحوا على حسابهم بتمويل وتسليح ورفد الجماعات التكفيرية بالمزيد من المقاتلين لاستمرارية الحرب ولمحاولة استنزاف محور المقاومة أكبر قدر ممكن مستطاع، لذلك نجد أن هؤلاء التكفيريين ما زالوا موجودين وما زالوا يأتون وما زال السلاح لديهم والمال والسعودية دخلت بشكل علني بانتقاد لأن أميركا لم تشن عدوان عسكري على سورية، وهي بشكل علني تقود هذه الحرب وتستخدم هؤلاء التفكيريين في الحرب ضد محور المقاومة.