الغرب وهزيمته في حربه الثقافية

الغرب وهزيمته في حربه الثقافية
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش

تنوعت اهتمامات صحف طهران الصادرة صباح اليوم السبت 2013.12.21 بملفات إقليمية متنوعة، حيث نشرت صحيفة "حمايت" افتتاحيتها تحت عنوان "الغرب وهزيمته في حربه الثقافية".

الغرب وهزيمته في حربه الثقافية
في متسهل مقالته الافتتاحية يقول الكاتب "قاسم غفوري" إلى جانبت الصراعات الداخلية والعرقية والقبلية، فإن غزو الجيوش الغربية للقارة السمراء افريقيا تشكل المشكلة الكبيرة في هذه القارة.
ويمكن مشاهدة المثال الواقعي لهذا الموضوع في التواجد العسكري الفرنسي في افريقیا الوسطى ومالي وكذلك التحركات الأميركية لتعزيز وجودها العسكري في النيجر وشمال أفريقيا.
إن أسباب الغزو الغربي لافريقيا متعددة ولكن بشكل عام يمكن الإشارة إلى أن المحور الرئيسي لهذا الغزو هو من أجل تحقيق مصالحه الاقتصادية، وفي ظل هذه الظروف يمكن ملاحظة نقطة مهمة تتعلق بالتحركات الغربية في أفريقيا وهي الإخفاقات الغربية في هذا المجال.
ونوهت الافتتاحية إلى أن أهم عامل من عوامل الاستعمار الغربي، هو فرض الثقافة الغربية على الدول الأخرى، وأن التاريخ الاستعماري يوضح لنا بأن المستعمرين حاولوا بعد دخول واحتلال البلدان، مسخ الهوية الثقافية لشعوب تلك البلدان وإيجاد هوية جديدة محلها، ولهذا قامت الدول الغربية منذ بداية احتلالها لهذه الدول ببناء الكنائس والمراكز الغربية من أجل سوق الجيل الشبابي نحو أهدافهم وبالتالي القضاء على روحهم القومية وثقافتهم الأصيلة.
وعلى الرغم من التكاليف الباهضة التي تحملتها الدول الغربية على هذا الطريق فإن الشواهد تؤكد هزيمتهم في هذا المجال وخير دليل على ذلك اندلاع الصحوة الإسلامية في شمال افريقيا، كما حدث في ليبيا ومصر وتونس والمغرب.
إن أهم عنصر في هذه التحركات الشعبية، كان من أجل محاربة الاستبداد الداخلي والتصدي للاستعمار الأجنبي، بحيث أن إحراق العلم الأميركي في هذه الاحتجاجات الشعبية كانت ظاهرة مشتركة وطبيعية.
وختاماً فإن الغرب يسعى إلى تلميع صورته في هذه الدول والتحرك بوجه جديد من أجل الإيحاء بفشل وعجز الحكومات الوطنية وضرورة الاقتداء بالدول الغربية، والتي تعتبر في الواقع تصدياً لتيار الصحوة الإسلامية في افريقيا والشرق الأوسط، لأن أساس وهدف الصحوة الإسلامية هو محاربة الظلم والاستبداد والاستعمار، بينما يحاول الغرب تشوية مفهوم التصدي للاستعمار في مواجهة الطغيان الغربي.