ماهي نظرة اردوغان إلى إسلام آباد

ماهي نظرة اردوغان إلى إسلام آباد
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة بطهران صباح الیوم الثلاثاء 2013.12.24 العديد من القضايا السياسية في الشرق الأوسط، ومنها صحيفة "حمايت" حیث أفردت افتتاحيتها لمناقشة أهداف زيارة اردوغان إلى إسلام آباد.

ماهي نظرة اردوغان إلى إسلام آباد
إستهل الكاتب "علي تتماج" مقالته بالقول: وصل رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوغان" أمس إلى باكستان في زيارة تستمر يومين. وجاءت هذه الزيارة في وقت تتميز به العلاقات بين البلدين بجذور تاريخية حيث حاول قادة كلا البلدين فتح آفاق جديدة لهذه العلاقات.
وتشكل العلاقات الاقتصادية والعسكرية المجال الرئيسي لهذه الزيارة، سيما وأن البنية العسكرية والاستخباراتية، بريطانية- أميركية المنشأ!
إلى جانب هذه العلاقات الثنائية فإن هناك عوامل أخرى ساعدت على القيام بهذه الزيارة، وفي الواقع فإن تركيا تنتهج سياسية توازنية تجاه كل من باكستان وأفغانستان وتسعى أن تلفت نظر الغرب إلى هذا الائتلاف من أجل تعزيز تواجدها والاستفادة لتحقيق مصالحها الذاتية.
وفي هذا الإطار فإن تركيا تسعى من جهة إلى لعب دول الوسيط بين أفغانستان وباكستان، حيث استضافت لحد الآن العديد من المفاوضات بين رؤوساء البلدين، ومن جهة أخرى تبرير موقفها بفتح مكتب لحركة طالبان في تركيا تحت يافطة استتاب الأمن والاستقرار في المنطقة.
إن التحركات التركية تشير إلى أن هذا النهج ماهو إلا سيناريو تركي في مسعى لتعزيز موقفها في المنطقة بالاعتماد على العناصر الثلاثة، علاقاتها مع أفغانستان وروابطها مع باكستان وأخيراً مع حركة طالبان، لثبيت مكانتها كمنفذة لأهداف حلف الناتو، للحصول على المزيد من المكاسب الخاصة من الحلف وأميركا.
وتمضي الصحيفة بالقول إن هذا الموضوع يتضح أكثر في وقت تعاني فيه أميركا من تحديات توقيع الاتفاقية الأمنية بين كابل وأفغانستان لتمهيد تواجد القوات الأميركية في هذا البلد على المدى الطويل، وكذلك فإن حلف الناتو يعاني من عقبات شددت من خطورة سحب تجهيزاتها العسكرية من أفغانستان عبر حدودها مع باكستان.
إن إسلام آباد وفي هذه الظروف تعاني من أزمات اقتصادية وأمنية حادة وتسعى بالاستفادة من الإمكانيات التركية لتذليل هذه التحديات، فضلاً عن أنها تسعى إلى تقوية موقعها أمام الهند.
وختاماً يمكن القول إن زيارة أردوغان إلى باكستان بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، فإنها محاولة تركية لاستعراض عضلاتها أمام حلف الناتو وأميركا لعلها تكون سبباً لكسب المزيد من المصالح عبر توجهاتها الغربية.