تشتت الثورات في العالم العربي!

تشتت الثورات في العالم العربي!
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

واصلت الصحف الإيرانية الصادرة بطهران الیوم الثلاثاء 2013.12.24 تناولها لعدد من القضايا المحلية والإقليمية العالمية، وخصصت صحيفة "جمهوري إسلامي" افتتاحيتها لتحليل مواقف الغرب تجاه الثورات العربية.

تشتت الثورات في العالم العربي!
كتبت صحيفة جمهوري إسلامي في افتتاحيتها لهذا اليوم، بأن المحكمة العليا المصرية أصدرت قراراً هذا الأسبوع بإلغاء الحظر عن الحزب "الوطني الديمقراطي" المصري، حزب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وبالتالي فإن هذا الحزب وقادته الذين حكموا مصر سابقاً، لهم الحق في الترشيح والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في هذا البلد!
إن مبادرات وقرارات الحكومة المؤقته الراهنة في مصر، وعلى رأسهم الجنرال "عبد الفتاح السيسي" في الأشهر القليلة الماضية، أثبتت بأنها تهدف إلى إعادة العملاء الذين كانوا يحكمون البلاد قبل ثورة 2011 ومحو كل آثار الثورة الشعبية في مصر.
إن موضوع تشتت الثورة المصرية يكتسبت أهمية أكثر عندما يتم مناقشة تكرار هذه المسرحية، وبالطبع بممثلين جدد وإخراج جديد، في سائر الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية كما حدث في تونس وليبيا واليمن.
فبعد أن استطاعت الصحوة الإسلامية إسقاط الدكتاتوريين، في دول شمال افريقا، نزلت قوى الهيمنة الغربية للساحة ولأجل الحفاظ على مصالحها غير المشروعة بخطتين، الأولى وضع خارطة طريق لمستقبل الدول التي شهدت ثورات شعبية من أجل مصادرة ثورتهم وإعادة كل شىء إلى ماكان عليه قبل الثورة.
وثانياً إيجاد تيار ثوري ظاهري الشكل في الشرق الأوسط العربي، من أجل إهدار طاقة القوى البشرية موارد شعوب المنطقة في هذا الإطار، بحيث يقضي على كل إمكانية اندلاع ثورة جديدة، ليجعل الشعب يندم على استمراره للثورة لما يرى من المستقبل المزري لثورتهم الأولى.
إن هذه الخطة وإن فشلت في إسقاط الحكومة السورية، والتي كانت من إحدى أهدافها، إلا أنها استطاعت كسب الوقت للكيان الصهيوني للمضي في سياساته الاحتلالية والمحافظة على بقية الدكتاتوريين العرب من الثورات الشعبية المحتملة وزرع اليأس في نفوس شعوب تلك الدول، لاسيما في الدول العربية في الخليج الفارسي.
ولفتت الافتتاحية إلى أن الأدلة تشير إلى أن هناك خطة غربية جديدة في المنطقة بعد مصادرة الثورات العربية، تتلخص في إجراء مبادرات شيطانية جديدة في لبنان وفلسطين والعراق.
وأخيراً أن أميركا وسائر الحكومات الاستعمارية الغربية متحمسة لابتلاع هذه المنطقة بالكامل وتثبيت أركان الكيان الصهيوني، وإذا تم لهم هذا فإنهم سوف يتمكنون من إيقاف عجلة الثورات الإقليمية لنحو قرن من الزمن، ويمكن إحباط هذه الخطط من خلال تضامن الشعوب ووضع البرامج الدقيقة لإفشال هذه الدسائس بشرط وجود إرادة قوية لتنفيذ ذلك.