الحلة..زهور ونباتات باسماء ضحايا التفجيرات الـ"مروعة"

الحلة..زهور ونباتات باسماء ضحايا التفجيرات الـ
الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠١٤ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

شاهد حي على بشاعة التفجيرات وذكرى تزخر بقصص الضحايا التي قلما يجد لها القارئ مثيلاً، إنه مشتل ملئ بالزهور ونباتات الظل التي تخلد ذكرى أطفال ورجال ونساء تناثرت اشلاؤهم في مدينة الحلة.

تمارة وسجاد وميثم وباسم ونهله، هم ليسوا بشراً، بل زهور وأشجار متناثرة تحمل كل منها إسما وقصة، تفاصيلها تروي حكايات من سالت دماؤهم جراء تفجيرات متعددة طالت هذا المكان، الذي يتعاقب عليه أهالي أناس غيبهم الموت المتعمد، ليتذكروا أعزائهم في رسالة واضحة تؤكد ديمومة الحياة.
"السومرية نيوز"، التقت محمد هادي مبارك، صاحب فكرة إقامة مشتل بمكان كان مسرحاً لجملة تفجيرات "مروعة" حصلت على مدى السنوات الماضية، في منتصف شارع أربعين وسط مدينة الحله (100 كم جنوب بغداد)، ليحول منظر الدم والقتل والدمار إلى منظر زهور ورائحة الورود.
ويقول مبارك، "إننا نعشق الحياة وإنها لن تتوقف بالنسبة إلينا، وهذا المكان يعين الناس على الابتعاد من ذكريات أليمة بقيت شاخصة فيه طيلة الأعوام الماضية، بعد جعله منظراً ربيعياً جميلاً يتنفس الناس عبق عطوره".
ويضيف مبارك أن "الفكرة راودته عندما كان يمر أمام المكان ويتذكر جثث الأطفال التي تناثرت، جراء شدة الانفجار"، ولم يخفي حسرة كانت تعصر قلبه، وهو يتذكر منظر طفلة لم تتجاوز ربيعها الخامس وهي ملقاة على بعد عشرة أمتار عن مكان الانفجار، زرع مكانها ورده حمراء ألبسها أساور ذهبية اللون وأحاطها بسياج".
ويوضح مبارك ، إنه "أنشأ هذا المشتل في عيد تأسيس الجيش العراقي العام الماضي، وأسمى زهوره وأشجاره بأسماء الأطفال الذين قتلوا في الحادث فلكل زهرة اسما"، معدداً بعض الاسماء منها "زهرة تماره، ووردة سجاد، ونبات ظلي باسم ميثم وشجرة باسم نهله، وهي رسالة واضحة بديمومة الحياة".
ويلفت مبارك الى ان "رواد المشتل حريصون على شراء الورود التي تحمل أسماء أبناءهم الراحلين".