بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات ورئيس الوزراء لدولة ” داعش “

بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات ورئيس الوزراء لدولة ” داعش “
الجمعة ١٠ يناير ٢٠١٤ - ١٢:١٩ بتوقيت غرينتش

من المعروف إن إنشاء أي دولة جديدة على خارطة جغرافية معينة تستدعي إنهيار دولة او دول لتحل مكانها, وتستدعي وجود شعب أخر يحل مكان الشعب الاصلي, كما هو الحال في فلسطين المحتلة حيث حل الشعب الصهيوني مكان الشعب الفلسطيني, وأُنشأت دولة إسرائيل اليهودية على إرض فلسطين العربية الاسلامية ساعدها في تحقيق ذلك دول عديدة على رأسها الولايات المتحدة الامريكية ومجلس الامن والامم المتحدة.

كذلك أي دولة جديدة بحاجة الى حكومة تدير شؤونها, و جيش قوي ودعم دولي إقتصاديا وعسكريا وماديا لتتمكن من حماية وجودها, والدفاع عن الاراضي التي تسيطر عليها.

بالنسبة للدولة الحديثة التي تم الاعلان عنها ” الدولة الاسلامية في العراق والشام ” والتي أصبحت تعرف ب ” داعش ” والتي تقاتل من أجل السيطرة على العراق باكمله وبلاد الشام باكملها والتي تضم لبنان في جغرافيتها, ثم تتمدد حسب قدرتها على بسط سيطرتها على الاردن وباقي دول الخليج "الفارسي", لتصبح الدولة الاسلامية الجارة الحميمة الحليفة لدولة إسرائيل اليهودية.

جيش دولة ” داعش ” منتشر في العراق وسوريا ولبنان, ويبسط سيطرته في أماكن متفاوتة ضيقة وواسعة من العراق وسوريا, وله في لبنان خلايا بدأت بالظهور علناً, يتزعمه حسب أواسط مطلعة الامير ” عبد الله العدن ” الملقب ب ” ابو عبيدة ” ويتخذ من مدينة حلب مركزا لادارة شؤون التنظيم في العراق وسوريا ولبنان, وتجدر الاشارة الى ان ” ابو عبيدة ” كان مقرباً من اسامة بن لادن, وهومن الدعاةالمفوهين, ولقد نجح خلال الاشهر الاخيرة من توثيق علاقاته مع رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان.

من يراقب “داعش ” يجد ان قواتها تتشكل من كل الجنسيات العالمية, وتستخدم أحدث الاسلحة المتطورة والفتاكة, كذلك تستخدم أحدث السيارات الرباعية الدفع في تنقلاتها وقتالها, ومن المؤكد ان كل مقاتل يتقاضى راتب شهري مع تأمين سكن مريح¸ وعدد من الزوجات اللواتي تم أسرهن من الحرائر السوريات والعراقيات من مختلف الاعمار, كل ذلك يتطلب إدارة لوجستية عالمية لتسهيل دخول هذا الكم الهائل من المقاتلين والعتاد والاموال , يأتي كل ذلك عبر حدود مفتوحة من تركيا ولبنان والاردن والعراق وكذلك تسهيلات من الكيان الصهيوني, هذا من ناحية المسلحين وأعتدتهم, اما الاموال فدول الخليج تكفلت بكل ما تحتاجه هذه الجماعات المسلحة لتدمير سوريا لأنها السد المنيع أمام إنهيار منظومة المقاومة في وجه إسرائيل, وعلى رأس تلك الدول المساهمة في هذا المشروع هي المملكة العربية السعودية ودولة قطر.

مقاتلي ” داعش ” يستخدمون الرعب في قتالهم فلو توصلوا الى سلاح نووي ما ترددوا في إستخدامه, فلم يختر وحشية ببال بشر إلا وإستخدموها, فمن قطع الرؤوس الى ذبح الاطفال بالسكاكين الى أكل الاكباد الى كل ما يتخيله الانسان من بشاعة إرهابية, حتى أصبح لها محاكم شرعية تقيم الحدود في المناطق التي تسيطر عليها, ومنها الرجم والجلد والقصاص امام الناس لترهيبهم, كل ذلك مغطى بهالة إعلامية عالمية, هائلة تديرها الفضائيتين العربية والجزيرة مع إضافة تحليلات لتبريرها.

إذا كان لهذه الدولة أمير فمن يدير شؤون الدولة؟ ومن هم الوزراء؟ وزير الداخلية, الخارجية, المالية, الثقافة والاعلام الى أخر الوزراء.

بعد التدقيق والتحقيق والملاحقة والمتابعة تبين لنا إن كل تلك الوزارات يتحمل مسؤوليتها رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان ليكون هو رئيس وزراء دولة ” داعش “, وهو الوحيد الذي يعلم علم اليقين ماذا يفعل وماذا يريد والى أين يريد الوصول, يعلم انه يقود اناس حطب لمحرقته, يعلم انه يريد تدمير قدرات سوريا ولبنان والعراق وايران لصالح الكيان الصهيوني, أما المغرر بهم والمغسولة أدمغتهم من مقاتلي ” داعش ” الذين حين يتمكنون من السيطرة على بقعة من الارض او مدينة يقطنها الناس يظنون أنهم حققوا حلم إقامة دولة إسلامية, ولا يدركون إنهم يقومون في مهمة إضعاف دولة قوية مقتدرة وتدمير مقوماتها وقدراتها, لا يدركون ان الدول التي مهدت وسهلت ومولت وخططت لهم سوف تنقلب عليهم حين تتحقق أهدافهم.

ومع الاقتراب من موعد إنعقاد مؤتمر جنيف 2 المخصص لحل النزاع في سوريا سوف تشهد الساحة السورية واللبنانية والعراقية مزيدا من الهجمات الانتحارية, ومزيدا من الهجمات العسكرية المكثفة لتحقيق مكسب على الارض, في المقابل الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله والجيش العراقي قد أعدوا العدة لسحق تلك الهجمات وصدها, والمبادرة الى تدميرهم قبل الشروع في هجماتهم, وهذا فعلا ما يحدث الان في العراق وسوريا, اما في لبنان عيون المقاومة ساهرة, وعلى اتم الاستعداد لسحق أي محاولة من دولة ” داعش ” لنقل المعركة الى الداخل اللبناني في إشعال حرب إهلية.

رئيس وزراء دولة ” داعش ” يلفظ انفاسه الاخيرة, ولذلك تجده يستخدم كل ما في جعبته من قوة أرهابية قد أعدها ووزعها في سوريا ولبنان والعراق وكل مكان من العالم, اما راعية الارهاب الدولية المملكة السعودية سوف تتنصل وتتبرا منه لحماية نفسها من السقوط معه.
* حسين الديراني- بانوراما الشرق الاوسط