مخاوف من هزيمة مدوية للمسلحین بعد توجه دمشق للحسم العسكري

مخاوف من هزيمة مدوية للمسلحین بعد توجه دمشق للحسم العسكري
الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤ - ٠٨:٢١ بتوقيت غرينتش

يضيق الجيش السوري الخناق على معاقل المسلحين المتحصنين في منطقة القلمون عبر استراتيجية القضم العسكرية، فيما يخشى المسلحون من هزيمة مدوية كسيناريو معركة القصير بموازاة تقارير ميدانية تشير إلى سعي حثيث لفتح جبهة درعا وبدعم عربي غربي لإشغال الجيش وتخفيف الضغط عن المسلحين في يبرود.

وتكثر التوقعات حول معركة طاحنة، قد تشهدها منطقة الجنوب السوري، تحديداً في درعا، بين الجيش والجماعات المسلحة، وسط تقارير إعلامية غربية تشير إلى سعي خليجي وغربي حثيث لإحداث اختراق في جدار التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على الأرض، قبيل أية تسوية سياسية مرتقبة للأزمة السورية.
وكانت تقارير غربية قد أشارت سابقاً إلى أن المخابرات السعودية تتولى مهمة الإشراف على عمليات التدريب وتمويل الجماعات المسلحة، انطلاقاً من الأراضي الأردنية. وهنا يربط مراقبون ما بين التقدم الميداني الذي يحرزه الجيش السوري على طول الأرض السورية وتحديداً في منطقة القلمون وما بين السعي الغربي العربي لرفع معنويات الجماعات المسلحة بوعود، سبق أن خرجت للتداول لكنها لم ترى النور، بل كانت للاستهلاك فقط.
ويربطون هنا أيضاً ما بين تلك الإخفاقات الميدانية والتخبط السياسي الذي طفى إلى السطح، والمتمثل بإقالة ما يسمى بقائد الأركان في الجيش الحر "سليم إدريس" التي تلت إقالة "رياض الأسعد" بعد أن تم إقصاء الأخير، بسبب خلافات داخلية.
وميدانياً يقول خبراء استراتيجيون إن تضييق الخناق على معاقل المسلحين في جبهة القلمون، دفع بتلك الجماعات إلى إطلاق صرخة من حتمية خسارة المعركة أمام الجيش السوري.
فمعركة يبرود بدأت ملامحها تتضح أكثر: حیث أن سير المعارك الجارية يؤكد عزم الجيش على استكمال ما بدأه قبل أشهر.. وهو إنهاء خطر المسلحين المتحصنين في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، وما حققه الجيش من سيطرة ميدانية على الجراجير وتلال ريما والسحل إلا خير دليل على نية الحسم العسكري.
وبالنسبة لدرعا فيقول خبراء أمنيون إن لتلك المنطقة خصوصية، لعدة اسباب: منها قرب المنطقة من دمشق وسهولة توفير الدعم للمسلحين من الأردن المجاورة، حيث تؤكد معلومات غربية إقامة معسكرات تدريب في الأردن بإشراف ضباط غربيين وتمويل عربي، ناهيك عن المعلومات الاستخباراتية التي توفرها مراصد الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في هضبة الجولان المحتلة.
ومن هنا لا تستبعد مصادر متابعة لسير العمليات الميدانية إقدام الجماعات المسلحة وبإيعاز ودعم خارجي، على إشغال الجيش في المنطقة الجنوبية. وبالفعل سعى مسلحون قبل أيام إلى محاولة التقدم باتجاه بلدة خربة غزالة الاستراتيجية، التي تقع على بعد نحو مئة كيلومتر عن العاصمة دمشق، بهدف السيطرة عليها لقطع طريق الإمداد بين خطوط الوحدات العسكرية، لكن المحاولة باءت بالفشل بعد إحباطها من قبل الجيش السوري.