القرار الدولي الجديد بشأن سوريا، لها أم عليها؟

الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

دمشق ( العالم ) 23/2/2014 – اعتبر الباحث الاستراتيجي السوري الدكتور طالب ابراهيم ان قرار مجلس الأمن الدولي 2139 الخاص بايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا ربما يعبر عن بداية توافقات دولية باتجاه الحل السياسي للأزمة السورية مشيرا الى ان الولايات المتحدة وحلفاؤها ووكلاؤها الذين يقاتلون على الارض السورية يتحملون الجزء الاكبر من المسئولية عن المعاناة الانسانية في سوريا .

واضاف ابراهيم في حديث مع قناة العالم بعد صدور القرار مساء السبت ان اميركا وحلفاءها يريدون استخدام الموضوع الانساني كحصان طروادة للتدخل العسكري في سوريا ، فالمعروف ان القانون الدولي يجيز التدخل في الحالات الانسانية دون الرجوع الى مجلس الأمن ، وبالتالي فان روسيا وافقت على هذا القرار لكي تكون معالجة القضايا الانسانية بسوريا تحت مظلة الامم المتحدة وليس تدخلا فرديا مدفوعا باهداف سياسية  ، ومن هنا فان المندوب الروسي في المنظمة الدولية قال ان القيادة السورية ستطبق هذا القرار ، بمعنى أن اي تدخل اخر خارج مجلس الأمن حتى لو كان في الاطار الانساني سيُواجه برد روسي قوي جداوربما يتجاوز الردود السياسية والدبلوماسية .
واشار الخبير السوري الى ان هدف واشنطن واتباعها في المنطقة هو تفكيك الدولة السورية والتدخل العسكري في سوريا تحت غطاء انساني أو غير انساني ، وبالتالي جاء هذا القرار ليقطع الطريق على هذا التدخل ، كما حدث في موضوع تفكيك الكيمياوي السوري والذي حال دون تدخل عسكري امريكي وشيك .
وتابع ابراهيم قائلا ان الشعب السوري يتطلع الى أن يصدر قرار من مجلس الأمن يدين الارهاب بكافة أشكاله ويحمل الدول الراعية للارهاب كالسعودية وقطر المسؤولية الكاملة عن الاعمال الارهابية في سوريا .
وحول ما اذا كانت هناك علاقة لقرار مجلس الامن بالتسريبات المتداولة هذه الايام عن احتمال فتح جبهة درعا وفرض منطقة حظر جوي هناك لتسهيل تحرك المسلحين قال الخبير السوري : ان القرار ليس له علاقة اطلاقا بهذه التسريبات لانه جاء – بناء على وجهة النظر الروسية – لقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية ، اما تحريك الجبهة الجنوبية وفرض منطقة حظر للطيران فانه لن يتم من خلال مجلس الأمن الدولي .
واعتبر ابراهيم ان ما يثار حول تحضيرات عسكرية اميركية في الاردن للتخل في جنوب سوريا هو مجرد ضجيج اعلامي ، لأن أي محاولة لاحداث تغيير غير عادي عن طريق تدخل أميركي أو غير أميركي مباشر في جنوب سوريا سيقود الى نتيجة واحدة وهي حرب اقليمية واسعة ، والجميع يدرك مدى خطورة هذه الحرب على مصالح كل الاطراف ، وبالتالي قد يكون قرار مجلس الأمن بداية لتوافق دولي حول معالجة متكاملة للشأن السوري تحت مضلة مجلس الامن الدولي وليس من قبل اطراف منفردة كالولايات المتحدة أو غيرها .
Ma.22:40.23