العالم الذي احتفل بنهاية نظام الابارتايد العنصري في جنوب افريقيا هو ذاته الذي يحتفي اليوم بأكثر الانظمة العنصرية.. فتجاوزت تل أبيب في تعاملها مع الفلسطينيين الأنظمة العنصرية التي كانت متبعة في جنوب افريقيا ابان النظام الذي انتهى بحصول السكان الأصليين على حقوقهم.
وتجاوزت تل أبيب كل شيء ببناءها الجدار الفاصل ومصادرتها لأراضي الفلسطينيين لصالح المستوطنين وملاحقة أصحاب الأرض ومحاولة إقصائهم.
ولو قرر العالم أن يضع قائمة لأكثر الأنظمة والكيانات العنصرية منذ فجر التاريخ وحتى اليوم لحصل الكيان الإسرائيلي على الموقع الأول دون منازع.
وهذا ما أشار إليه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في حديث لمراسلنا حيث قال إن الدولة الصهيونية: هي أكثر دولة عنصرية في العالم وهي دولة الابارتايد الوحيدة في العالم فعلاً؛ لأنه بعد زوال نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لم تبق دولة تتبع سياسات مماثلة لسياسات الفصل والتمييز العنصري مثل إسرائيل.
وزادت تل أبيب في زمن التسوية من عنصريتها على الأرض؛ فدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية رصدت منذ بدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في تموز الماضي أكثر من 340 عملية مداهمة للمدن الفلسطينية بمافي ذلك التي تخضع للسلطة إدارياً وأمنياً. كما قامت تل أبيب ببناء 10449 وحدة استيطانية في الضفة والقدس المحتلة.
ودفعت هذه الإحصائيات مقرر حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في فلسطين إلى وصف ماتمارسه تل أبيب على الأرض بالتطهير العرقي.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف انه و:منذ نهاية شهر تموز الماضي وبدء المسار التفاوضي وافتتاحه بعد الضغط الأميركي وحتى هذه اللحظة معروف تماماً أن حكومة نتنياهو تستغل الوقت الممنوح في سبيل تثبيت وقائع على الأرض.
ولفت إلى أن الكيان الإسرائيلي يعتقد أنه ومن خلال ذلك سيحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ووصول الشعب الفلسطيني إلى حقه في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
هذا فيما لا تغير التقارير الأممية حول عنصرية تل أبيب في الواقع شيئا؛ فالمواثيق الدولية تحرم وتجرم الأنظمة العنصرية لكن العالم المتمدن ومايسمى بالعالم الحر يقدم الغطاء الكامل للكيان الأكثر عنصرية في هذا العالم.
02.26. FA