آية الله خامنئي..

الحظر لن يؤثر على ايران وتهديدات اميركا دليل على عدم جدواه

الحظر لن يؤثر على ايران وتهديدات اميركا دليل على عدم جدواه
الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش

اكد قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي أن التهديدات العسكرية التي يطلقها الاميركيون اليوم منشأُها عدم جدوى الحظرِ المفروض على الشعب الايراني، مشددا على ضرورة رسمِ حدود واضحة وشفافة مع جبهة الاستكبار.

وخلال استقباله صباح الخميس رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، أكد قائد الثورة الاسلامية بان "الواقعية ورؤية النقاط الايجابية الكثيرة الى جانب بعض نقاط الضعف" و"الاعتزاز بجيل الشباب المؤمن والثوري" و"استثمار الطاقات الداخلية والوطنية الهائلة" و"عدم الغفلة عن عداء الاعداء"و"رسم حدود واضحة وشفافة مع جبهة الاستكبار" و"عدم الخوف من العدو" و"الاعتماد على الشعب وتقوية الحركة الجهادية" و"صون وتعزيز الوحدة الوطنية" و"الاهتمام بالثقافة الدينية والثورية" و"تعزيز الحوار"، تعتبر من المسؤوليات الحساسة والمهمة لمسؤولي النظام في مختلف المستويات.
واشار آية الله خامنئي الى اختلال الهدوء الظاهري لجبهة الاستكبار والقوى التقليدية السائدة في العالم، كحقيقة ثانية، واضاف، ان احد مؤشرات اختلال هذا الهدوء الظاهري هي الازمة الاقتصادية التي تعصف باوروبا واميركا حيث تلوح في الافق مؤشرات افلاسهم الاقتصادي.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية الفشل على الصعيد الاخلاقي وسحق القيم الانسانية وانكشاف الهوية الحقيقية للحضارة الغربية المبنية على الهيومانية، من المؤشرات الاخرى لاختلال الهدوء الظاهري لجبهة الاستكبار واوضح قائلا، ان القتل والنهب والعنف والفساد والشهوات المنحطة كترويح زواج المثليين والدعم الصريح للارهاب العنيف والهمجي في المنطقة والاهانة الصارخة للمقدسات وكبار شخصيات الدين، تعتبر نماذج ملموسة اخرى لفشل الحضارة الغربية في القضايا الخلاقية.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية تداعي الهوية والركائز العلمية للحضارة الغربية واحدة تلو اخرى والكراهية العامة تجاه اميركا وقوى الاستكبار الاخرى وانهيار سمعتهم الدولية، من المؤشرات والحقائق الاخرى في عالم اليوم واضاف، ان صحوة الشعوب خاصة الصحوة الاسلامية وبلوغ الصمود الاسلامي الذروة، حقيقة اخرى من حقائق اليوم في العالم.
واشار الى تموضع بعض الافراد امام عبارة "الصحوة الاسلامية" واضاف، لقد تبين الان بان الصحوة نابعة من الاسلام تماما ورغم انهم اطفأوها على الظاهر الا ان "روح الثقة بالذات والشعور بالهوية الاسلامية" لم ولن تندثر ابدا.
واعتبر آية الله خامنئي نمو الصمود والحيوية الاسلامية لدى الشعب الايراني وروح المناداة بالاستقلال لدى هذا الشعب رغم مضي 35 عاما على انتصار الثورة الاسلامية، احدى الحقائق المهمة الاخرى في عالم اليوم واضاف، ان الروح الثورية مازالت نابضة في الشعب الايراني وما حدث في مسيرات يوم 22 بهمن (11 شباط/فبراير ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران) العام الجاري ظاهرة منقطعة النظير ومؤشر لتاكيد هذا الموضوع.
وبعد اشارته الى بعض الحقائق المعاصرة، استعرض سماحته مهمات مسؤولي النظام الاسلامي في الظروف الحساسة والمعقدة الراهنة، حيث لفت الى "التحلي بالواقعية ورؤية نقاط القوة الكثيرة الى جانب بعض نقاط الضعف" كمهمة اولى للمسؤولين وقال، الحقيقة هي ان الثورة الاسلامية في ايران وخلافا للثورات الاخرى في العالم ومع مضي اكثر من ثلاثة عقود على انتصارها مازالت نابضة وحيوية وتنادي بالاسلام والاستقلال والصمود الوطني والتنمية الداخلية والعدالة وتسعى من اجل تحقيق هذه الاهداف الكبرى.
واكد قائد الثورة على الاعتزاز بجيل الشباب المؤمن والثوري وتثمينهم، كمهمة ثانية للمسؤولين واضاف، ان مكانة جيل الشباب اليوم اسمى من الجيل الاول للثورة لان شباب اليوم ورغم انهم لم يشهدوا انتصار الثورة والقضايا التي تلت ذلك وهم معرضون ايضا لمختلف انواع المساوئ الناجمة عن الاجواء الافتراضية والفضائيات لكنهم يتحلون بالايمان وصامدون في الدفاع عن الثورة.
واعتبر آية الله خامنئي الاهتمام بالطاقات الداخلية والوطنية الهائلة والاستفادة منها، مهمة اخرى من مهام المسؤولين في البلاد واضاف، لحسن الحظ ان مسؤولي البلاد ومن ضمنهم مسؤولي الحكومة الجديدة مطلعون جميعا على الطاقات الداخلية الهائلة ومؤمنون بضرورة استثمارها.
واضاف، ان هذه الطاقات الداخلية الوفيرة هي التي وجهت مسؤولي النظام نحو موضوع الاقتصاد المقاوم.
واكد قائد الثورة بان عدم الغفلة عن عداء الاعداء، يعتبر من المهمات الاخرى للمسؤولين في البلاد واضاف، انه ما دام النظام الاسلامي والشعب الايراني متمسكين بمبادئ الاسلام والثورة والاستقلال فان العدو لن يتخلى عن عدائه لذا لا ينبغي الغفلة عنه.
وقال: ان جبهة الاستكبار تكنّ حقدا دفينا للشعب الايراني ويرى الجميع اليوم في تصريحات الاعداء مدى هذا الحقد.
واعتبر آية الله خامنئي تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم من المهمات الاخرى للمسؤولين واضاف، ان العدو رغم حقده الدفين عاجز عن مواجهة النظام الاسلامي والشعب الايراني وبسبب هذا العجز فقد لجأ الى الحظر وهو يعلم جيدا بان اداة الحظر لم تجديه نفعا منذ بداية الثورة الى الان.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية التهديدات العسكرية في تصريحات المسؤولين الاميركيين مؤشرا لعدم جدوى الحظر واضاف، ان اتفاق الراي القائم بين رؤساء السلطات الثلاث وكذلك المسؤولين الحكوميين سواء رئيس الجمهورية او الوزراء فيما يتعلق بتنفيذ خطة الاقتصاد المقاوم، تبشر بان الاقتصاد المقاوم سيتغلب باذن الله تعالى على اجراءات الحظر واحابيل الاعداء.
وصرح قائد الثورة  بان "الاعتماد على الشعب والحركة الجهادية" يعتبر من المهمات الاخرى للمسؤولين وقال، انه ومنذ انتصار الثورة الاسلامية الى الان، متى ما جاء الشعب الى الساحة واطلق حركة جاهدية فقد خرج منتصرا من الساحة ومن نماذجها الملموسة انتصار الثورة الاسلامية والانتصار في سنوات الدفاع المقدس الثماني (1980-1988).
واعتبر الاهتمام الدائم من قبل المسؤولين ومقارنة الظروف الراهنة وقدرات اليوم مع ظروف الاعوام السابقة، من المهمات الاخرى للمسؤولين واضاف، انه على المسؤولين رسم حدود واضحة وشفافة مع جبهة العدو لاسيما في الظروف الراهنة.
ولفت آية الله خامنئي سماحته الى ان البعض يغالط من خلال الايحاء بان رسم الحدود في هذا الاطار يعني قطع العلاقات مع العالم في حين ان رسم الحدود مع العدو هو كالحدود الجغرافية يحدد مكاننا ومكان العدو.
وانتقد القائد محاولات بعض الافراد للعمل بذريعة العولمة على التاثير على الاستقلال واضاف، ان الاستقلال يعتبر حدا والذين يسعون لجعل الحدود الدينية والعقائدية والسياسية باهتة او محوها لا يخدمون الشعب والبلاد.
وتابع قائلا، ان لا احد يعارض العلاقة مع العالم ولكن يجب ان يتحدد انه مع اي دولة نقيم العلاقة وكيف تكون هذه العلاقة.
ووجه قائد الثورة الشكر لمسؤولي البلاد الذين يتخذون موقفا صريحا امام العدو ويعلنون صراحة عدم انفعال الشعب الايراني والثورة الاسلامية، مؤكدا ضرورة تبلور هذه المواقف الصريحة امام العدو كخطاب.
واعتبر "عدم الخشية من العدو والتوكل على الله" من المهمات الاخرى للمسؤولين واضاف، ان اعداء الشعب الايراني اليوم هم ضمن الاسوأ سمعة في العالم، حيث باتت الادارة الاميركية اليوم معروفة على الصعيد الدولي كلاعب فظ ومجرم ومنتهك لحقوق الانسان كما تعرف داخل اميركا نفسها كنظام كاذب ومزيف وان ثقة الاميركيين بادارتهم اليوم هي في ادنى مستوياتها.
واكد آية الله خامنئي قائلا، انه بناء على ذلك لا ينبغي الخشية من هكذا حكومة سيئة الصيت ولو كنا مع الله وعملنا من اجله فانه سيساعدنا بالتاكيد.
واعتبر قائد الثورة "صون وتعزيز الوحدة الوطنية" سواء الوحدة المذهبية او القومية في البلاد مهمة اخرى لمسؤولي البلاد.
واكد على ضرورة الاهتمام بالثقافة الدينية والثورية واشار الى هواجس اعضاء مجلس خبراء القيادة تجاه القضايا الثقافية في البلاد وقال، انني قلق ايضا من القضايا الثقافية واشاطر نواب مجلس الخبراء قلقهم هذا.
واضاف، ان القضية الثقافية قضية مهمة لان اساس الصمود وحركة النظام الاسلامي مبني على صون الثقافة الاسلامية والثورية وتعزيز التيار الثقافي المؤمن والثوري.
واكد ضرورة تثمين الشباب المؤمن والثوري لانهم هم الذين يجعلون من صدورهم دروعا في المخاطر واشار الى كثرة مثل هؤلاء الشباب في الساحة الثقافية والساحات الاخرى في البلاد واضاف، ان من ينظرون الى هؤلاء الشباب بتشاؤم ويسعون لفرض العزلة عليهم لا يخدمون الثورة والبلاد. مؤكدا في الوقت ذاته بان هؤلاء الشباب المؤمنين والثوريين لا ينعزلون ابدا.
واوضح قائد الثورة بان المهمة الاخيرة للمسؤولين هي "بناء وتعزيز الحوار" وقال، ان القضايا التي ذكرت يجب ان تتبلور على اساس "الحوار والخطاب" والايمان العام بها والضرورة لهذا الامر هو طرحها بصورة منطقية وعلمية بلغة طيبة وبعيدا عن المبالغة في الامور.
وكان الاجتماع الخامس عشر لمجلس خبراء القيادة قد اختتم مساء الأربعاء بإصدار بيان ختامي أشاد بالجهود الخالصة التي يبذلها الفريق النووي الايراني، والتي أفضت للمزيد من الثقة بسلمية البرنامج النووي الإيراني.
كما دعا أعضاء مجلس خبراء القيادة في بيانهم الذي جاء في ختام اجتماعهم الخامس عشر الذي استمر يومين، المسؤولين الدبلوماسيين في البلاد للرد على التصريحات المهددة الصادرة عن بعض المسؤولين الأميركيين.
وزار أعضاء مجلس خبراء القيادة صباح الخميس، مرقد الإمام الخميني الراحل (رض) مجددين العهد والميثاق مع أهداف مفجر الثورة الإسلامية.