"ثوار" قناتي "الجزيرة" القطرية و "العربية" السعودية!!

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

في الحقيقة لا استطيع ان اخفي إعجابي بقناتي "الجزيرة" القطرية، و "العربية" السعودية، وهما تقومان بمهمة اشبه ما تكون بالمستحيلة، منذ اكثر من ثلاثة اعوام، دون كلل او ملل ودون ان تظهر لدى القائمين عليها اية بوادر للتعب او الضعف او التلكؤ في تنفيذ المهمة التي انيطت بهما، رغم النزاع الدائر بين البلدين الممولين لهاتين القناتين.

لا نبالغ عندما نصف مهمة قناتي "الجزيرة" القطرية و "العربية" السعودية بالمستحيلة، لانها ببساطة مهمة لا ينبرى لها الا من كان في عزم هاتين القناتين وقدرتهما على قلب الحقائق راسا على عقب. ففي الوقت الذي تشير فيه كل وسائل الاعلام حتى تلك الموالية "للثورة" السورية، الى الفظاعات التي ترتكبها المجموعات الارهابية بحق ابناء الشعب السوري، وهي مجموعات مرتبطة بالكامل بالقاعدة وتمثل العمود الفقري للجماعات التي تقاتل الجيش السوري، نرى هاتين القناتين تغضان الطرف عن الاشارة، مجرد الاشارة، الى هؤلاء التكفيريين، بينما تقومان جاهدتان بعملية نبش قبر "الجيش السوري الحر" واخراجه والصاق ما يجري من قتال في سوريا به، بينما العالم اجمع ادرك ان "الجيش السوري الحر" مات قبل ان يولد، وانه كان كذبة صنعتها السعودية وقطر والغرب والقت مهمة الترويج لها لقناتي "الجزيرة" و"العربية".

وفي حال كانت الحقائق على الارض واضحة ومكشوفة واكبر من ان تغطي عليها قناتا "الجزيرة" و "العربية"، لاسيما اذا كانت هذه الحقائق مدموغة بدمغة القاعدة بالصوت والصورة والرموز، نرى القناتين وبعزم لا يلين وبدفع من قوة الدولار النفطي الخليجي، تحولان التكفيريين الى "ثوار"!! ، وفظائعهم الى "جهاد"!!.

الغريب ان "الجزيرة" و " العربية" تلصقان بالارهابيين صفة "الثوار" عندما يتمكن عناصر "داعش" و " النصرة" واخواتهما، من التسلل في منطقة هنا او تنفيذ تفجيرات هناك، اما الفظائع التي يرتكبها "ثوار" "الجزيرة" و "العربية" بحق ابناء الشعب السوري، لا نجد لها اثرا على شاشات القناتين، واذا ما شقت بعض هذه الفظائع طريقها الى هاتين الشاشتين، فانها تظهر لالصاقها بالنظام السوري.

على سبيل المثال لا الحصر، سنحاول سرد بعض "انجازات" "ثوار" قناتي "الجزيرة" و "العربية" في "إمارة الرقة"!! التي فتحوها في سوريا !!، وهي "انجازات" نراها في مختلف وسائل الاعلام التي تغطي الحرب المفروضة على سوريا، الا قناتي "الجزيرة" و "العربية"، ومن هذه "الانجازات"، صلب شاب على خشبة في ساحة الساعة وسط المدينة، قامت داعش بإعدامه وصلبه بتهمة سرقة رجل وقتله، وبقي الشاب مصلوباً لمدة 3 أيام بلياليها.

وهذه ليست عملية الإعدام الميداني الأولى التي تقوم بها داعش في مدينة الرقة، حيث قامت بقطع رأس شابين أمام أهالي المدينة في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، وقرأ أحد العناصر التابعين لـ "داعش" بيان الحكم بقطع الرأس بناء على تهمة سبّ الرسول (صلى الله عليه وآله).

كما شكلت داعس شرطة نسائية تجوب أسواق مدينة الرقة بحثاً عن النساء غير المنقبات، والإساءة إليهن في الشارع بتوجيه الشتائم مثل "يا كافرة.. يا سافرة لماذا لا تضعين النقاب"، وفي إحدى الحالات تم نقل الفتاة إلى مبنى المحافظة وهو المقر الرسمي للتنظيم وتم جلدها واستدعاء ولي أمرها.

كما طالت ممارسات داعش أهالي الرقة من المسيحيين، حيث فرض داعش عليهم الجزية، وعقد معهم "عقد ذمة"، حيث خيّر بيان نشره داعش بعد إعلان تحكيم شريعتهم فيها، "نصارى ولاية الرقة بين إحد البنود الثلاث، وهي الدخول في دين الإسلام، وإن اختاروا البقاء على دينهم فيدفعون الجزية ويخضعون لحكم الشريعة الإسلامية، و إن أبوا فهم محاربون وليس بينهم وبين الدولة الإسلامية إلا السيف". وأوضح البيان أن حجم الجزية المفروضة على كل ذكر بالغ هو "دنانير من الذهب (4.25 غرام من الذهب الصافي عيار 24 قيراط) على أهل الغنى (364 دولارا حوالي 56 ألف ليرة سورية )، ونصف ذلك على متوسطي الدخل، ونصف ذلك على الفقراء منهم، ولهم أن يدفعوا على دفعتين في السنة".

وأشار البيان إلى أن "عددا من نصارى ولاية الرقة راجعوا إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها، وكان الذي اختاروه أن يدفعوا الجزية".

كما اشترطت داعش "أن لا يتم بناء كنيسة أو دير أو إصلاح ما تعرض منها للتخريب، وأن يلتزموا بعدم إظهار شيء من طقوس العبادة خارج الكنائس".

هذا كان غيض من فيض "انجازات" "ثوار""الجزيرة" و"العربية" في "إمارة الرقة"، اما باقي "الانجازات" كتكفير عباد الله وحرق الناس وهم احياء وبتر الاعضاء البشرية، واكل اكباد واحشاء الموتى، وحرق دور العبادة الاسلامية والمسيحية، و اغتيال كبار علماء الدين، وتدمير اضرحة الانبياء والاولياء والصالحين والصحابة ونبش قبورهم، وتفجير السيارات بين الابرياء، والتنسيق مع اسرائيل مغتصبة القدس والمقدسات الاسلامية و..، يكفي القاريء الكريم ان يتابع افلام هذه الفظائع على الانترنيت، ليعرف "ثوار" الجزيرة" و "العربية" على حقيقتهم.

قلنا لم نبالغ في وصفنا لمهمة "الجزيرة" و " العربية" بالمستحيلة، لانها مهمة هدفها تصدير هذه الذئاب البشرية الى الراي العالم العربي على انهم "ثوار" وان ما يفعلونه هو "جهاد" ضد "الدكتاتورية"، وهي مهمة لن يكون بمقدور وسيلة اعلامية مهما علا شأنها ان تقوم بها، لانها بصراحة تتطلب قدرا كبيرا جدا من الكذب والدجل والخديعة والصلف، وقبل كل هذا ذاك بيع شرف الكلمة والمهنة في سوق النخاسة، وهي للاسف الشديد موجودة حتى التخمة في الاعلام البترودولاري الذي اخذ ينخر وجدان الانسان العربي المسلم كما تنخر الارضة الخشب.

فيروز البغدادي – شفقنا