هذا ويبدو أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء قد كشفت الكثير مما جرى لاستهداف وحدة واستقرار البلد؛ وهي تجاوزات يقف وراءها بعض فصائل وقوى تمثل مراكز النفوذ في الدولة.
فـ"جامعة الإيمان" التابعة تجارياً لعبد المجيد الزنداني كانت كما كان يعتقد واحدة من الصروح العلمية والدينية.. لكن الصور تظهر معامل لتصنيع متفجرات ومفخخات بداخلها.
وزارت منظمات مجتمع مدني الموقع واستنكرت الاستغلال السيء للمقر التعليمي وتحويلها إلى أوكار إرهابية وثكنات عسكرية لحزب الإصلاح.
وفي حديث لمراسلتنا أشارت مدير المركز اليمني لحقوق الإنسان أمل الماخذي خلال زيارتها للمكان قائلة "عند دخولي جامعة الإيمان كنت أول شيء أتوقعه هو أن أرى مناهجهم وأتعرف على الفكر الذي يدرسونه للطلاب.. لكن اختلطت علي الأمور فما أرى المكان إلا وكأنه ثكنة عسكرية!"
وكانت هذه المواقع لفترة طويلة محل اتهام لدعمها واحتضانها لعناصر متشددة تنتمي إلى ماتوصف بالجماعات التكفيرية وتنظيم القاعدة.
وكذلك "جامعة العلوم والتكنولوجيا" المجاورة لمقر الفرقة الأولى المدرعة والتي يقودها علي محسن الأحمر يمتد بينهما نفق مازال يجهل الجميع طبيعة استخدامه في ظل أحاديث عن سجون وزنازين سرية يحتويها ذات المكان.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالكريم الخيواني خلال زيارته للمكان إن "ماوجدناه في الفرقة الأولى المدرعة كان عبارة عن سجون سرية.. أقبية تحت الأرض وسراديب!"
ووصف صحفيون وحقوقيون ماشاهدوه بالانتهاكات الجسيمة واللامسؤولة لمن تناط بهم حماية الشعب؛ مناشدين الحكومة لكشف ماكان خافيا.
وقال الصحفي اليمني فاروق الكمالي إن "ماشاهدناه هو غيظ من فيض يؤكد بأن هناك انتهاكات إنسانية جسيمة حدثت خلال الفترات الماضية."
فمن هذه الأمكنة كانت تحاك مؤامرات ضد الوطن وأفراد الجيش في اليمن على حد سواء؛ في قضية تشهد بعمق الهاوية التي تتسع لتلهب الأمن والاستقرار وتهدد كيان الوطن الواحد.
09.30            FA