الضوء الأزرق للهواتف الذكية تسبب الأرق

الضوء الأزرق للهواتف الذكية تسبب الأرق
الإثنين ٠١ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٨:٥٦ بتوقيت غرينتش

تقدر منظمة الصحة العالمية أن 20 إلى30% من سكان العالم الصناعي يعانون من اضطراب النوم بأشكال ودرجات مختلفة، وتنعكس هذه الحالة على 15% منهم بشكل إرهاق ظاهر أثناء العمل في النهار. وإذ يحتفظ كل سكان الدول الصناعية تقريبًا بهاتف ذكي أو اثنين، لا يفارقانهم في العمل والسينما والفراش، فمن المتوقع أن تتفاقم حالة اضطراب النوم بفعل الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة.

تشير دراسة حديثة من جامعة بازل السويسرية بأن أطوال أشعة اللون الأزرق تنعكس سلبًا على ساعة الدماغ البيولوجية في المساء، وتتسبب بالأرق في معظم الحالات.  قد ينطلق هذا الضوء من جهاز الكومبيوتر المحمول أو الهاتف الجوال ويصبح تأثير الضوء الأزرق على الدماغ أسوأ وأطول حين يستخدم في القراءة والبحث على صفحات الانترنت من دون نور الغرفة الاعتيادي. وهذا يعني أن اللون الأزرق، الذي يعامل على اعتباره لون السلام والطمأنينية والراحة في الطب، يتحول بفعل طول موجاته إلى طارد للنعاس من العيون.
  يشبه الباحث كريستيان كايوخن، من جامعة بازل الطبية السويسرية، تأثير الضوء الأزرق على الدماغ بتأثير الكافايين الموجود في القهوة. فلون الضوء الأزرق الصادر عن الصمامات الضوئية الثنائية، المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية، يؤثر في الساعة الداخلية للإنسان، لأنه يؤثر في هرمون ميلاتونين الذي يزداد فرزه في الظلام، ويقل في النهار. وهكذا، يتحول ضوء الهاتف الذكي إلى حمام أزرق بارد يصحينا من النوم، بحسب كايوخن.
  أجرى كايوخن تجاربه على 13 شاب من الجنسين، ومن المتمتعين بصحة جيدة، من أعمار تراوح بين 15 و17 سنة. وجعل الباحث المتطوعين، في مختبر النوم، يعملون مساء على أجهزة صغيرة تستخدم الضوء الأزرق.
  استخدم بعض الشباب نظارات خاصة مزودة بمرشح للون الأزرق، بينما استخدم الآخرون نظارات فيها زجاج عادي. وبعد ساعات على الأجهزة مساء، قاس الطبيب نسبة ملاتونين في دمائهم، فكانت نسبة هذه الهرمون لدى مستخدمي النظارات المفلترة اربعة أمثال نسبته بين مستخدمي النظارات العادية.
    يثبت تأثر النوم بضوء الأجهزة الأزرق ارتفاع نسبة اضطراب النوم بين الشباب، لأن هذه الحالة معروفة عند الإنسان بعد الأربعين قبل 20 عامًا. لكن المعادلة انقلبت اليوم، وصارت نسبة المعانين من اضطراب النوم بين الشباب 12%، تزيد بنسبة 33% عنها بين المسنين من عمر يزيد عن 63 سنة.
  توصلت الباحثة ماريانا فيغيرو، من معهد الأبحاث الضوئية في نيويورك، إلى نتائج مماثلة وهي تبحث عن علاقة الضوء الأزرق المنطلق عن الأجهزة باضطراب النوم. واستخدمت فيغورو 13 شابًا في مختبرها كان عليهم العمل فترة ساعتين بشكل مكثف أمام شاشات تطلق الضوء الأزرق، ووجدت أن تركيز هرمون ميلاتونين انخفض في أجسادهم بنسبة 23%.
  وفي مختبرات النوم في عيادة شاريتيه برلين، أستفسر الباحث انغو فيتزه من الشباب عن عاداتهم قبل النوم، وما إذا كانوا يقرأون كتابًا أو ما شابه أو يستخدمون الهاتف الذكي في الفراش.
  كانت الردود واضحة: مستخدمو الأجهزة في الفراش يعانون من اضطراب النوم أكثر ومن حالة ارهاق صباحي أكبر.