البرازيل... روسيف تعد بالعودة الى النمو ومكافحة الفساد

البرازيل... روسيف تعد بالعودة الى النمو ومكافحة الفساد
الجمعة ٠٢ يناير ٢٠١٥ - ٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش

وعدت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف التي تولت مهامها الخميس لولاية ثانية بالعودة الى النمو المتوقف في سابع اقتصاد في العالم ومكافحة الفساد بلا هوادة في اوج فضيحة شركة بتروبراس النفطية الوطنية.

وقالت روسيف امام البرلمان ورؤساء دول او حكومات 27 بلدا في خطاب استمر اربعين دقيقة "اعرف اكثر من اي شخص آخر ان البرازيل تحتاج الى استئناف النمو".

واضافت ان "الخطوات الاولى على هذا الطريق تمر باصلاح المالية العامة وزيادة التوفير وزيادة النمو وزيادة قدرة الاقتصاد الانتاجية".

وتابعت روسيف "سنفعل ذلك من دون اي تضحيات من قبل السكان وخصوصا الاكثر فقرا".

وبعيد ذلك القت روسيف خطابا عاما آخر في مقر القصر الرئاسي في برازيليا.

ووصل حوالى 32 الفا من ناشطي حزب العمال اليساري الحاكم، من جميع انحاء البلاد الى برازيليا في نحو 800 حافلة للمشاركة في حفل تنصيب الرئيسة والحد من تأثير تظاهرات قد تنظم ضدها، مع انتشار اربعة آلاف رجل امن.

وكانت هذه المناضلة السابقة البالغة من العمر 67 عاما والتي تعرضت للتعذيب في عهد النظام الديكتاتوري والوفية للتقاليد، سارت قبل ذلك في سيارة الرولز رويس الرئاسية المكشوفة (موديل 1952) في ساحة الوزارات في برازيليا ومعها ناشطون من حزب العمال الذي تتزعمه (يسار) حملوا مظلات تقيهم اشعة الشمس.

ولوحت الرئيسة البرازيلية للحشود والى جانبها ابنتها باولا، حتى وصولها الى البرلمان حيث تقسم اليمين.

روسيف هي اول سيدة تتولى الرئاسة في 2010 في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه اكثر من مئتي مليون نسمة ويحتل المرتبة السابعة بين اقتصادات العالم والثانية بين الدول المنتجة للمواد الغذائية (بعد الولايات المتحدة). وهو يملك احتياطات هائلة من النفط.

واعيد انتخابها بفارق طفيف عن منافسها الاشتراكي الديموقراطي آيسيو نيفيس المدعوم من اليمين. وقد استفادت خصوصا من البرامج الاجتماعية التي اعتمدها حزب العمال الحاكم منذ 12 عاما وسمح باخراج اربعين مليون برازيلي من الفقر.

وقالت روسيف "لدينا اليوم اول جيل من البرازيليين الذين لم يعرفوا الجوع"، مؤكدة ان الاولوية في ولايتها الرئاسية الثانية ستعطى "للتعليم" من موارد النفط. واضافت ان "الشعار الجديد لحكومتي سيكون البرازيل وطن للتعليم".

ويتعين على روسيف ان تبذل جهودا كبيرة لانعاش اقتصاد في حالة سيئة ومصداقية شوهتها فضيحة فساد مدوية داخل شركة النفط الوطنية بتروبراس.

وخلال ولايتها الرئاسية الاولى كان الشق الاجتماعي يحتل اولوية لكنها اخفقت في انعاش الاقتصاد.

وبعد انتهاء سنة 2014 على نسبة نمو قريبة من الصفر، ستكون 2015 السنة الخامسة لنمو بطي يقدر بحوالى 0,5 بالمئة.

لكن روسيف تواجه تحديات اخرى بمعزل عن مشكلة انعاش الاقتصاد، وخصوصا اعادة تنظيم الشركة النفطية العملاقة بتروبراس التي غرقت في فضيحة فساد طالت سياسيين من حزب العمال واحزاب متحالفة معه. لكن لم تتم ملاحقة اي منهم حتى الآن.

وقالت امام البرلمان ان "الشعب البرازيلي يريد مزيدا من الشفافية ومزيدا من مكافحة كل الجنح وخصوصا الفساد ويريد العدالة للجميع ولا اخشى مواجهة هذه التحديات".

ووعدت بالتحقيق "بصرامة" في فضيحة بتروبراس وتقديم سلسلة اولى من الاجراءات لتعزيز قانون مكافحة الفساد الى البرلمان في النصف الاول من 2015.

الا انها قالت انه "علينا التحقيق والمعاقبة لكن من دون اضعاف بتروبراس او التقليل من اهميتها للحاضر والمستقبل". واضافت "لا يمكن ان نسمح بان تكون بتروبراس هدفا للمضاربات".

وكانت فضيحة الشركة النفطية بدأت بعيد اعادة انتخاب روسيف. وكشفت عملية "الغسل السريع" التي قامت بها الشرطة ان شبكة الفساد قامت بتبييض حوالى اربعة مليارات دولار خلال عشر سنوات.

وتواجه بتروبراس شكاوى من مستثمرين دوليين ويمكن ان تخفض وكالات للتصنيف الائتماني علامتها مما قد يشكل ضربة قاسية لخططها الاستثمارية.

واطلقت النيابة البرازيلية ملاحقات بتهمة الفساد وغسل الاموال وتشكيل عصابة اشرار ضد 39 شخصا معظمهم من رجال الاعمال الذين كانوا يضخمون فواتير العقود الخاصة ببتروبراس لرشوة بعض مدرائها.

ومنذ الاربعاء عينت روسيف الوزراء ال14 الاخيرين من اصل 39 تتألف منهم الحكومة.