إعلام الاحتلال ينشر صوراً تسيء للنبي "ص"

إعلام الاحتلال ينشر صوراً تسيء للنبي
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

افاد المركز الفلسطيني للاعلام ان الصحف الصهيونية تعمدت تداول صور تظهر شخصاً على أنه الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وهو يرفع يافطات تضامنية مع صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية.

واضاف المركز انه من غير الصعب على كل مراقب للمشهد الصهيوني والعالمي ملاحظة المحاولات الصهيونية الحثيثة لاستغلال حادثة الصحيفة الفرنسية لصالح الرواية الصهيونية القائمة على رسم صورة الفلسطيني المسلم في أذهان العالم كإرهابي متطرف، لا يعترف بقيمة الحياة ولا التعايش مع الآخرين، وفي هذا السياق يأتي ما قامت به صحف صهيونية من إعادة نشر صور و رسومات مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله).

ويرى العضو العربي في الكنيست الصهيوني "إبراهيم صرصور"، أن إعادة نشر الصحف الصهيونية للرسوم المسيئة للنبي هي محاولة لإيصال رسالة عالمية أن دولة الاحتلال ترغب في إقامة تحالف دولي ضد الإسلام والمسلمين.

وأوضح خلال حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أنهم يرفضون استهداف المدنيين، متهماً العالم بالكيل بعشرات المكاييل، وقال: "حينما يذبح المسلمون في فلسطين ومصر وبورما وسوريا وأفريقيا الوسطى لا نجده يتحرك قيد أنملة أو ينظم المظاهرات المدافعة عن هؤلاء الأبرياء، كما فعل في باريس".

ولم يستبعد عضو الكنيست عن الأحزاب العربية أن تكون الصهيونية العالمية هي من تقف وراء هذه الهجمات باعتبارها المستفيد الأول منها.

وأشار صرصور إلى قتل  الاحتلال أكثر من ألفي فلسطيني خلال العدوان الأخير على غزة، 70%  منهم من النساء والشيوخ والأطفال، ودمرت البنية التحتية لقطاع غزة وارتكبت جرائم ضد الإنسانية مستخدمة أسلحة محرمة دولية، ولم يتحرك أحد حينها  للدفاع عن أهالي القطاع، في حين أن الزعامات العربية هبت في مسيرات منددة بالإرهاب بعد قتل أكثر من 12 شخصا في فرنسا.

ووصف ما يجرى بـ"النفاق العالمي"، داعياً المجتمع الدولي إلى التخلص من هذه الظاهرة إذا ما أراد أن يكون أخلاقياً ومنصفا في دفاعه عن دماء المدنيين في فرنسا وغيرها، حسب تعبيره.

ولا يعلّق صرصور أملاً على الأنظمة العربية والإسلامية في أن تهب مدافعة عن حقوق المسلمين، وهي كما قال  متوغلة في سفك دماء شعوبها، وقال: "المتنوّرون هم من سيقومون بهذا الدور ويبذلون كل إمكانياتهم المتاحة ليستعيدوا كرامة أمتهم ودينهم".

وتوقع حدوث ردات فعل طبيعية من مجموعة من الشباب الغيور على دينه من خلال الرد على كل من قام باستفزاز مشاعرهم، خاصة أن التطاول على رموز الإسلام في الفترة الأخيرة بلغت درجة لا يمكن السكوت  عنها مطلقاً، ولا يمكن إلا أن يتم التعامل معها في سياق هجمة منظمة وممنهجة خاصة أنها تصدر عن مؤسسات صحفية مرموقة وعالية المستوى، وفق تعبيره.

وقال صرصور إن مثل هذه الممارسات الاستفزازية تخدم أجندات لا تريد للتعايش السلمي بين الأديان والحضارات والثقافات أن يتحقق، وبناء على  ذلك فالصهيونية جزء لا يتجزأ من هذه الحملة الدولية والعالمية.

من جهته؛ عدّ المحلل الاستراتيجي والخبير في الحركات الإسلامية خالد العمايرة نشر المواقع الإعلامية الصهيونية صوراً مسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله) استمراراً للمخطط الصهيوني الرامي لإشعال الحرب بين الأديان والثقافات، بصرف النظر عن الجرائم التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وقال العمايرة خلال حديث مع مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن الاحتلال يسعى جاهداً  لإيصال رسالة للعالم بأن القضية هي قضية المتطرفين الإسلاميين وليس قضية احتلال.

واستدرك بالقول: "في واقع الأمر.. الاحتلال الصهيوني هو "أم المشاكل" ورأس الفتنة"، متهماً الاحتلال بأنه هو من يقف خلف أحداث باريس.

ويرى عمايرة أنه ما لم تُحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، فإن جميع الصراعات والخلافات التي تحدث في الشرق الأوسط وفي أوروبا وبقية دول العالم ستستمر وتأخذ بالتصاعد خلال الأعوام القادمة.

ويؤكد عمايرة أن نشر الصحف الصهيونية للرسومات المسيئة في هذا التوقيت هو محاولة رخيصة ومكشوفة  "للاصطياد في الماء العكر"، واستفزاز المسلمين للقيام بأعمال عنف، بحيث يمكّن ذلك الاحتلال من الظهور بمظهر ضحية ما يسمى بـ"الإسلام الإرهابي"، وفق تعبيره.

ويعتقد أن الاحتلال يحاول بعد فشل التسوية مع السلطة الفلسطينية تحويل القضية من صراع ضد الاحتلال، إلى صراع بين الشرق والغرب أو بين الإسلام والمسيحيين.

وفي مواجهة هذه المحاولات الصهيونية؛ دعا عمايرة إلى فضح هذه الممارسات أمام العالم الغربي بشكل خاص باعتبارها المحرك الأساسي وراء ما يوصف بـ"التطرف الإسلامي" وأعمال العنف في المنطقة، وذلك عن طريق تسيير وسائل الإعلام لإيصال هذه الرسالة إلى دول العالم.