في ذكرى استشهاده... الامام علي (ع) منار هدى وصراط حق+فيديو

الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠١٥ - ٠٩:٤٠ بتوقيت غرينتش

(العالم) 06/07/2015 - لم تزده القرون والعقود إلا جدة وتألقا ولم تضف عليه فجوة الزمن إلا قربا ومعاصرة هو علي (ع) الذي يختصر باسمه معاني ومفاهيم تجعل من مآسي الحاضر وتحدياته مشاهد تاريخية مكررة وسبلا بينة النهايات.

علي (ع) الذي شكلت حياته مصدرا غنيا للاقتداء والعبر أبى إلا وأن يكون حتى في يوم شهادته الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر رمضان صرخة مدوية في التاريخ تقول إن التشدد والتزمت والتكفير والعنف ليست من الدين وإنما هي خروج منه وعليه.

هو صاحب الرؤية التي ترى في البشر كل البشر وجودات محترمة لا يكتفي التشريع الإسلامي بصون حياتها وحسب وإنما بالحفاظ على كرامتها وانخراطها في المجتمع... فعند علي (ع) ليس في المجتمع أقلية وأكثرية ولا يؤخذ أحد بجريرة دينه أو مذهبه أو لونه... لم يؤمن علي (ع) بالصفوة الحاكمة ولا بالنخبة الإثنية أو الطبقية، فالناس عنده إما أخ بحكم الدين أو نظير بطبيعة الخلقة.

لم يكن لعلي (ع) دائرة يقصي منها ويدني إليها فالمجتمع برمته مسؤوليته من وافقه الرأي ومن خالفه، ولغة الإقصاء مرفوضة في منطقه، علي (ع) خاض الحروب ليجتث من فسر الدين على هواه للتسلط على رقاب الناس وعلى من تبنى التطرف وأخل بالأمن الاجتماعي وإلا فالسيف في غمده ما سلم أمن المجتمع ومقدساته وحرياته العامة.

لم يعش علي (ع) بعيدا عن معطيات الواقع ولم يكن غارقا في المثاليات الموغلة في الخيال هو أدرك أن المجتمعات ينتظم عقدها بالعدل وتستقيم أمورها بالإرادة الشعبية المستعدة للتضحية في سبيل إيمانها.

هو لين الجانب سهل المعشر لايخاطب خطاب الجبابرة ولا يسلك مسالك الطغاة أراد أن يختط نموذجا للمسلمين عابرا للتاريخ في الحكم والإدارة المبني على العدالة والمساواة فتحول في فكره وأدائه نموذجا للإنسانية وصوتا للعدالة الاجتماعية.

02:00 09/07 - IMH