تجربة "لاهوت التحرير" في أميركا اللاتينية

تجربة
السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٣:١٧ بتوقيت غرينتش

تعد تجربة التحالف بين لاهوت التحرير والعلمانيين فريدة من نوعها في العالم، كيف ولدت ولماذا؟ وماذا حققت على الأرض؟.

لاهوت التحرير ولد من رحم الكنيسة التي وقفت رئاستها إلى جانب الإستعمار، "ان احتجاجات الفقراء هي صوت الله" هذه العبارة الشهيرة لأحد الاساقفة البرازيليين قد تختصر تجربة "لاهوت التحرير" في اميركا اللاتينية، فبالنسبة إلى اصحاب هذا النهج إن حقيقة اللاهوت الإيمانية تتمثل في الإنحياز إلى الفقراء ورفض كل أشكال الظلم الإجتماعي.

المفارقة في ولادة "لاهوت التحرير" انه ولد من رحم الكنيسة الكاثوليكية بعدما وقفت رئاستها الى جانب الاستعمار برجالاته وادواته كافة ضد الشعب، فكان لابد من "ثورة" على الظلم في السياسة وعلى التواطؤ في الكنيسة فكان "لاهوت التحرير".

الإهتمام الأول للاهوت التحرير هو الوضع الإجتماعي للإنسان يرفع لواء تحرير الفقراء والمقهورين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتحرير الكنيسة مما لحق بها من شوائب واساليب تسلطية انتشرت في اميركا اللاتينية في الستينيات.

ومصطلح "لاهوت التحرير" يعود الى الراهب "غوستافو غوتيريز" الذي عرض تصوره في العام 1968 ونشره في كتاب عام 1971 تحت العنوان نفسه، وايضا في كتاب آخر للاب الفرنسيسكاني LEONARDO BOFF  بعنوان "يسوع المسيح المحرر: دراسة نقدية لعلم المسيح" تحقق التكامل بين لاهوت التحرير والحركات السياسية بين الروحي والزمني.

اتهم بأن انفتاحه على الماركسية والفكر الاشتراكي يقارب التبني فجاء الرد بأن "كل مشروع لتحرير الانسان انما يتفق مع المشروع المسيحي"، اما الجنوح حالياً نحو اليسار الاشتراكي في أميركا اللاتينية فيقرأه البعض بأنه اعادة احياء وان بطريقة مختلفة لتجربة لاهوت التحرير.

من أبرز رموز هذه المدرسة الثورية الراهب الكولومبي كاميليو توريز الذي حمل السلاح وقاتل إلى جانب الثوار الماركسيين حتى الموت تاركاً خلفه عددا من الراهبات والرهبان المقاتلين من أجل الإشتراكية ذات الوجه الإنساني في كتابه «المسيحية والثورة» عد الثائر الشيوعي الأممي تشي غيفارا جوهر وروح اللاهوت العالمي. 

البعض يحاول المقارنة بين تجربة لاهوت التحرير في اميركا اللاتينية وبعض تجارب "الربيع العربي" على قاعدة انها ثورة على الظلم والديكتاتوريات بصرف النظر عن نتائج كل منها.

المصدر : الميادين