الشارع اللبناني"يريد إسقاط النظام".. تمام سلام: النفايات السياسية هي المانع

الإثنين ٢٤ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 2015.08.24 ـ تحت أيدي المتظاهرين الذين رفعوا شعارات كثيرة منها "الشعب يريد إسقاط النظام" استمر الشارع اللبناني بحراكه.. فموجة غضبه لم يخفص صوتها العالي لليوم الثاني.. حيث استمرت الصرخة مطالبة برحيل المسؤولين.

وهذه الثورة أنتجتها نفايات متراكمة في بيروت وضواحيها.. انطلاقاً من مسمى "طلعت ريحتكم" التي قصد بها المتظاهرون فساد السياسيين برمته.. لكنها تحولت في لحظة إلى مطالبة برحيل الحكومة.
وتحت هذا السقف وقف المتظاهرون أمام رجال الأمن رافضين فساد سلطة طالهم عنفها.. عنف لم يثنيهم عن استمرار تحركهم بل ربما حثهم على التحرك أكثر طالما أن الفساد أضيف له العنف والقمع.
وفي حديث لمراسلتنا يتساءل أحد المتظاهرين من ساحة رياض الصلح في بيروت "ما معنى الحكومة؟.. أن تحتضن الشعب وترى ما به، وماذا يريد، وماهي مشاكله،.. صار لنا شهر وستة أيام ولحد الآن ما شكلوا خلية أزمة !"
فيما أكد آخر على أن: هذه الثورة سلمية.. فنحن كل الذي نطلبه بكل بساطة هي حقوقنا الطبيعية.. نريد كهرباء ونريد أن ترفع الزبالة من الطرقات.
وأكد متظاهر آخر على أنه "سوف لن يفك الاعتصام، وإذا فك فنحن لن نتراجع.. نحن لبنانيين وهذا البلد لنا ونحن الزعماء وليس هم الزعماء."
وعلى مسافة قريبة لا تتعدى الأمتار من حراك الشارع كان رئيس الحكومة يحاول أن يهدىء من روع المتظاهرين.. حيث خرج الرجل ليعلن تحمل المسؤولية عمن أطلق النار.. لكنه لم يستطع أن يقدم أكثر من الوعود بحل المسائل الحياتية التي أخرجت المتظاهرين إلى الشارع.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده تمام سلام خاطب الصحفيين قائلاً: ستكون المحسابة.. ولكن حتى هذه المحاسبة ـ لعلمكم ـ خاضعة للتجاذبات والصراعات السياسية.. القصة هي قصة النفايات السياسية في البلد.. وهي ما "لبسها" كل المرجعيات والقوى السياسية.
والحال في لبنان بكل ما فيه، فهو كرة ثلج تتدحرج تحت وطأة ملف حياتي.. لكنها في الحقيقة إنذار لحريق لبناني لم يعد محتمل.. وصحيح أنه لبنان.. لكنه هذه المرة التشضي الذي انتجه انفجار على بديهيات حياتية وحدها تثبت وجود الدولة من عدمها.
يذكر أنه قد أصيب ما لا يقل عن 70 شخصاً بجروح في تجدد المواجهات يوم أمس ببيروت بين الأمن اللبناني والمحتجين على استمرار أزمة النفايات.
وقد أصيب ثلاثون عنصراً أمنياً خلال مواجهات ساحة رياض الصلح، بينما دعا منظمو التحرك المعتصمين إلى التوجه نحو ساحة الشهداء المجاورة وترك المجموعة المندسة التي أزالت الأسلاك الشائكة وقررت مواجهة القوى الأمنية.
ورغم أن رئيس الوزراء تمام سلام اعترف بعدم وجود حلول في ظل التجاذبات السياسية، معتبراً أن المسؤولية عن الفساد الحاصل يتحملها الجميع، غير أن منظمي التحرك الاحتجاجي ردوا على بيانه مطالبين إياه بالاستقالة فورا.
08.24        FA