ملك السعودية يخطب ودّ واشنطن ويروج لإبنه خليفة له

ملك السعودية يخطب ودّ واشنطن ويروج لإبنه خليفة له
الأحد ٠٦ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٢:١٤ بتوقيت غرينتش

سعت السعودية لترتيب علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة الاميركية وحاول ملكها سلمان بن عبدالعزيز خطب ودّ الرئيس الاميركي باراك أوباما بترحيبه بالاتفاق النووي مع ايران، وابداء الاستعداد لحل سياسي في اليمن.

وحسب صحيفة الاخبار اللبنانية، طرح سلمان المقايضة من خلال اصراره على حل في سوريا يطيح الرئيس بشار الاسد، وتبنّي الموقف الخلافي لبنانياً بالدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.. وفي التفسيرات المنطقية، يعلن ملك السعودية إقراره بواقع علاقات ايران مع العالم اليوم، ويقرّ بإخفاق حملته العدوانية على اليمن، بإبداء الاستعداد لحل سياسي يحفظ مكاناً لأنصاره هناك.. لكنه يعود للبحث عن ثمن لمغامرته المجنونة في سوريا، من خلال الاصرار على استمرار الازمة حتى "إطاحة" الاسد، فيما يتبنّى في لبنان خيار 14 آذار بتقديم أولوية انتخاب الرئيس على إجراء انتخابات نيابية تعيد تركيب السلطة من جديد.

قمة سعودية أميركية مفصلية عقدها الرئيس باراك أوباما والملك سلمان بن عبدالعزيز في البيت الأبيض في واشنطن أمس، أصرّت الرياض على إعطائها الصفة "التأسيسية" لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، تستعيد العقد التأسيسي الأول بين الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبدالعزيز آل سعود.

ظهر ذلك من خلال عدة مؤشرات؛ أولها تعمد السعوديين الإشارة إلى أن سلمان تعمد أن تكون زيارته الرسمية الخارجية الأولى لأميركا لتأكيد عمق العلاقة بين البلدين.. وثانيها إصرار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على وصف القمة بالتاريخية.. وثالثها تأكيد الجبير أن القمة أرست قواعد "لعلاقة استراتيجية للقرن الحادي والعشرين".. بل أكثر من ذلك، ظهر جليّاّ أن سلمان يعمل للترويج لابنه محمد (الجنرال الصغير) خليفة له في العرش السعودي، إن لم نقل عقد صفقة لضمان نتيجة كهذه.. ظهر ذلك من خلال إعلان الجبير أن الرؤية السعودية لتلك العلاقة الاستراتيجية قدّمها ولي ولي العهد السعودي نيابة عن والده الملك للرئيس أوباما.

قمة من أولى نتائجها المباشرة، على ما ظهر أمس، مرونة سعودية حيال إيران، تجلت في إعلان الجبير قبول السعودية بالاتفاق النووي الإيراني باعتباره عامل استقرار للمنطقة، ولكن في مقابل تصلب حيال سوريا، تجلى في تكرار الجبير أن موقف المملكة منها لم يتغير، ومحوره أن لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل هذا البلد، ولا حتى في المرحلة الانتقالية.. أما في اليمن، فبدا أن السعودية تهرب من مأزقها عبر التأكيد على رغبتها في حل إنساني للمعضلة الانسانية في هذا البلد عبر تخفيف الحصار، برعاية الأمم المتحدة، مع الإشارة إلى أن أسس الحل السياسي تقوم على القرارات الدولية ذات الصلة وعلى مخرجات الحوار الوطني.

استبقت الصحافة الأميركية انعقاد القمة بالإشارة إلى أن البنتاغون يضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تسليح مع السعودية بمليار دولار، من شأنه أن يوفر السلاح للمجهود الحربي الذي تقوم به السعودية ضد "داعش" واليمن، بحسب ما أفاد به مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحيفة "نيويورك تايمز".

وأضاف المسؤول أن تفاصيل الاتفاق كان يُعمل عليها قبل زيارة الملك السعودي سلمان لواشنطن، مشيراً إلى أن هذا التدبير يجب أن يوافق عليه الكونغرس قبل إنهائه.

وتوقعت "نيويورك تايمز" أن يناقش الرئيس باراك أوباما والملك سلمان التدريب العسكري الذي يمكن أن تؤمّنه الولايات المتحدة للسعودية، بينما تقوم بتبنّي موقف أكثر قوة في المنطقة.

وتأتي صفقة الأسلحة، رغم أنها ليست الأكبر بين البلدين، في الوقت الذي تعد فيه إدارة أوباما حلفاءها العرب بدعمهم في مواجهة، ما تسميه بعض الحكومات العربية، إيران الصاعدة".

ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين في الإدارة الأميركية أشاروا إلى أن الصفقة لا تتضمن طائرات حربية، مشددين على أن "الوحيدة في الشرق الأوسط التي ستحصل على طائرات اف 35، التي تعتبر جوهرة الترسانة المستقبلية الأميركية، هي "إسرائيل". وأشار المسؤولون إلى أن الصفقة مع السعودية تتألف من صواريخ يمكن أن تناسب طائرات "اف 15" التي اشترتها السعودية سابقاً من الولايات المتحدة.

كذلك، قطعت الرياض شوطاً طويلاً في مناقشاتها مع الحكومة الأميركية لشراء فرقاطتين، في صفقة قد تتجاوز قيمتها مليار دولار. ويمثل بيع الفرقاطتين حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر كثيراً لسفن أميركية قديمة في الاسطول السعودي، وسيشمل زوارق حربية أصغر حجماً.