تمويل خليجي لدعم مسلحين ضد العمليات الروسية بسوريا

تمويل خليجي لدعم مسلحين ضد العمليات الروسية بسوريا
الجمعة ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٣:١٨ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث في شؤون الجماعات التكفيرية، عبد الله علي، أن العمليات العسكرية في سوريا غير محكومة بسقف زمني معين، بل هي مرتبطة بطبيعة التطورات العسكرية والسياسية للحرب السورية، ورأى ان وقائع الميدان تؤكد أن موسكو مستمرة في عملياتها طالما هناك ضرورة لها.

علي وفي حديث لوكالة "أنباء فارس"، لفت إلى ضرورة عدم ربط العمليات الروسية فقط بمتطلبات الجيش السوري لعملياته البرية، لأن القوات الروسية عندما أتت إلى سوريا كان أحد أهم دوافعها هو حماية مصالحها الجيوسياسية ومنع خصومها الاقليميين والدوليين من التلاعب بجغرافيا المنطقة، لذلك من المتوقع ألا يكون بقاء القوات الروسية قصيراً.

وأشار الباحث السوري إلى أن واشنطن سواء اعترفت بذلك أم لم تعترف، فهي تضع نصب عينيها هدفاً رئيسياً في هذه المرحلة وهو إفشال العملية الروسية في سوريا ومنعه من تحقيق أي إنجاز نوعي من شأنه تغيير موازين القوى، وسوف تعتمد واشنطن في ذلك على حلفائها الإقليميين ليقوموا بالدور التنفيذي لمخططها.

وأوضح علي بالقول: "وهذا ما شرعت بعض الدول بتنفيذه مبكراً، وخاصة السعودية وقطر، حيث قامت هاتان الدولتان بإرسال شحنات أسلحة عاجلة إلى بعض الفصائل على رأسها "جيش الفتح" الذي تهيمن عليه "جبهة النصرة" (فرع القاعدة في الشام) وتضمنت هذه الشحنات كميات كبيرة من صواريخ تاو المضادة للدروع وهي أميركية الصنع، وذلك بهدف عرقلة أي تقدم ميداني يمكن أن يحرزه الجيش السوري تحت الغطاء الجوي الروسي.

وتابع المختص بشؤون الجماعات التكفيرية بالتأكيد على إن الأمر لم يقتصر على التسليح، بل تعداه إلى وضع خطة متكاملة بتمويل خليجي (سعودي ـ قطري) ومشاركة تركية واضحة، تهدف الخطة إلى إعادة هيكلة الفصائل المسلحة والإعلان عن تشكيلات جديدة ذات عناوين وشعارات فضفاضة توحي أنها "معتدلة" وذلك لمنع الطائرات الروسية من استهدافها، وكذلك لشرعنة تمويلها من قبل هذه الدول، وقد كان آخر هذه التشكيلات المستحدثة هو "جيش سوريا الجديد"، الذي يقيم زعيمه الحقيقي خالد الحماد في الكويت ويتلقى منذ سنوات دعماً بالمال والسلاح من رجال أعمال خليجيين بإشراف وقبول أجهزة الاستخبارات في تلك الدول.

ولفت علي إلى أن هناك العشرات من فصائل "الجبهة الجنوبية" التي باتت تتلقى رواتب عناصرها من المملكة السعودية بعد توقف غرفة "الموك" عن العمل قبل حوالي شهرين في أعقاب فشل ما سمي آنذاك "عاصفة الجنوب".

وفيما يخص المساعي الروسية لإنجاح مؤتمر فيينا والتي تتسم من وجهة نظره بالجدية، قال علي: "موسكو ترغب بالفعل في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، إلا أن العديد من الأطراف الإقليمية والدولية ستبذل جهودها من أجل إفشال المؤتمر، على خلفية إدراكها أن مخرجات اجتماعات فيينا لا يمكن أن تكون أفضل من مخرجات جنيف"، مضيفا: "لذلك نراها تتشبث ببنود جنيف1 وكأنها نص مقدس، لأنها تعلم أن هذه البنود تمثل السقف الأعظم لما يمكن أن تبلغه".

وختم المختص بشؤون الجماعات الجهادية المتطرفة حديثه بالتأكيد على أن مسألة الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية ما زال مبكراً الحديث عنه، بسبب عقبات كثيرة، وأحد هذه العقبات سيظهر في الاجتماع المزمع عقده الجمعة لجهة تحديد من هي الفصائل الارهابية لأن الاتفاق على قائمة محددة سيكون صعباً للغاية إن لم يكن شبه مستحيل، فكل دولة من الدول الداعمة ستدافع عن الفصيل الذي تدعمه وتحاول منع وضعه على قائمة الارهاب. وهذا يتعلق بشكل أو بآخر بما تحدثنا عنه سابقاً حول إعادة هيكلة بعض الفصائل لإعطائها طابعاً معتدلاً.